الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مقدمة ملف من تراث الدعوة السلفية، الجهاد...وضوابطه الشرعية

فقد لا يُقدر للإنسان الحج أو العمرة في عامه، فجعل الله -تعالى- بعض الأعمال يعدل ثوابها ثواب الحج أو العمرة، منها:

مقدمة ملف من تراث الدعوة السلفية، الجهاد...وضوابطه الشرعية
أنا السلفى
الخميس ٠٩ يوليو ٢٠٠٩ - ٠١:٢٤ ص
5063

المتاجرة السياسية بتهنئة (المسيحيين) في أعيادهم

كتبه/ إسماعيل الغندوري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

نشرت نافذة (اليوم السابع) خبرا تحت عنوان: (بابا الفاتيكان: الاحتفال بعيد الميلاد "جاهلية" ولا وجود له بالإنجيل) بتاريخ: 29 ديسمبر 2013. وجاء في مطلعه: (انتقد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الاحتفال بعيد الميلاد واصفا إياه "بالجاهلية" وأنه صورة زائفة تصور حكاية خرافية مائعة، لا وجود لها في الإنجيل، على حد تعبيره).

بابا الفاتيكان ديانته (المسيحية) ينتمي للكنيسة الكاثوليكية يرى أن احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الميلاد جاهلية، والكاثوليك والأرثوذكس طائفتان تنتميان إلى الديانة )المسيحية)، وعلل أنه لا وجود له في الإنجيل، ثم وصفت اليوم السابع بابا الفاتيكان بقولها: (انتقد)، ولم تصفه بالمتطرف، ولم تتعدى لفظ الانتقاد، إذ هو يعبر عن عقيدته، ولا بد من حرية العقيدة.

ثم نشرت اليوم السابع أيضا خبرا بتاريخ 5يناير 2015 تحت عنوان: ")الدعوة السلفية" تنشر فتوى متطرفة تحرم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد) ثم كررت نفس المعنى في مطلع الخبر: (نشر الموقع الرسمي للدعوة السلفية "أنا السلفي" فتوى متطرفة لتحريم تهنئة المسلمين للأقباط بأعياد الميلاد).

(والدعوة السلفية) تنتمي إلى دين الإسلام، وهو دين (والمسيحية) دين آخر، ولما عبرت (الدعوة السلفية) عن عقيدتها بعدم جواز تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد؛ ظهرت بجلاء ازدواجية المعايير التي تتعامل بها نافذة (اليوم السابع) والتي لا تحترم قارئيها، إذ وصفت الفتوى بالمتطرفة كنوع من الإرهاب الفكري، وعدم المهنية في عرض الأخبار.

ويبدو أن قراء (اليوم السابع) استهجنوا تلك الطريقة الرخيصة التي تستخف بها (اليوم السابع) قرّاءها, فلم يعلق على خبر الدعوة السلفية إلا ثلاثة من القراء، قام المعلق الأول بتكرار تعليقه خمس مرات، بينما كرر المعلق الثالث تعليقه أربع عشرة مرة، والمعلق الثاني اكتفى بالشتم مرة واحدة.

ولمزيد من البيان نوضح التالي:

مجال التسامح بين أبناء الوطن الواحد يكون في التعامل والتعايش وليس في الاعتقاد، (والدعوة السلفية) منذ نشأتها ومنهجها الصدق والوضوح والتعبير عن اعتقادها بدون مراوغة أو مخادعة، وغير الدعوة السلفية كان يذهب ويحضر القداس ويهنئ بأعياد الميلاد وبغيرها من أعياد الأقباط؛ ثم لما حدث الخلاف السياسي رأى الجميع ما فعلوا.

ويشهد الجميع بحسن تعامل (الدعوة السلفية) مع مخالفيها - بفضل الله – وظهر ذلك حينما وقف أبناء الدعوة السلفية يحمون ممتلكات الأقباط كما يحمون ممتلكات المسلمين مثلا بمثل عند حدوث الانفلات الأمني، وفي مجلس الشعب ولجنتي وضع الدستور، واشتراك شيوخ وأبناء الدعوة السلفية في جلسات صلح بين مسلمين وأقباط، وما حدث في )العامرية) وأشاد به الجميع، والمواقف في ذلك أكثر من أن تنحصر.

وتاريخ المسلمين عامة والمصريين منهم خاصة يشهد بحسن تعاملهم مع (المسيحيين)، إذ أن هذا دين ندين به لله امتثالا لقوله عز وجل: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".

وليس من البر تنازل المسلم عن عقيدته، أو اعترافه بصحة عقائد غير المسلمين، بل إن هذا يعد نوعا من المخادعة.

والمسلمون يؤمنون بنبوة عيسى عليه السلام ويعتقدون أنه عبد الله ورسوله وهو من أولي العزم، ويعتقدون بكفر من لم يؤمن بنبوة عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، كذلك نعتقد كفر من يسيء إلى عيسى عليه السلام.

و(الدعوة السلفية) ترى عدم جواز الاحتفال بمولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مع أن كل المسلمين يعتقدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل جميعا عليهم صلوات الله وسلامه، لأن الاحتفال بمولده – صلى الله عليه وسلم – لم يرد في القرآن الكريم، ولم يصح فيه شيء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يفعله الصحابة الكرام – رضي الله عنهم أجمعين-.

فإذا كنا نرى عدم جواز الاحتفال بميلاد نبينا صلى الله عليه وسلم فكيف يطلبون منا الاحتفال بميلاد سيدنا عيسى؟! والمسلمون جميعا يعتقدون أن محمدا أفضل من عيسى عليهما صلوات الله وسلامه.

والسؤال: هل تسعى اليوم السابع لإحداث فتنة طائفية؟

أقول لها: ابحثي عن غير (الدعوة السلفية) فلن تفلحي في ذلك، وستظل الدعوة السلفية إن شاء الله – صخرة تتحطم أمامها كل فتنة تحاول الإضرار بمصرنا الحبيبة.

حفظ الله مصر وحماها من كيد الكائدين وجهل الجاهلين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة