الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

إلى المسلم الغيور على دينه لماذا أصبحنا بهذا الهوان ؟

إلى المسلم الغيور على دينه لماذا أصبحنا بهذا الهوان ؟
سعيد محمد السواح
الاثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠٠٧ - ٠٠:٠٠ ص
4751

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى المسلم الغيور على دينه لماذا أصبحنا بهذا الهوان ؟

أيها المسلم الحبيب :

·        أما فكرت لماذا أصبحنا بهذا الهوان ؟

·        ولماذا سلط الكفار على المسلمين ؟

·        ولماذا كل ذلك الذل والهوان والصغار الذي أصبح عليه المسلمون ؟

·        ولماذا ترى ذلك التنكيل بالمسلمين أينما حلوا أو وجدوا ؟

·        لماذا تقتيل الرجال وتشريد الصغار ، وهتك أعراض الأمهات والأخوات والبنات ؟

·        لماذا كل ذلك وما هي الجريمة التي ارتكبوها ليستحقوا هذا التنكيل ؟

·        ولماذا كل هذا الحقد على المسلمين ؟

هموم ثقيلة يشعر بها كل مسلم مع كل لحظة تمر بنا في هذه الحياة ، ولكن ما ينبغي أيها المسلم الحبيب أن ندس رؤوسنا في الرمال دون أن نقف على الأسباب التي جعلتنا في أراذل الأمم .

ولتعلم أيها الحبيب :

أن تشخيص ذلك الواقع لا نحتاج فيه أن يدلوا كل منا بدلوه في ذلك ولكن حد الوصف وتشخيص الداء من خالق السموات والأرض ، فما ينبغي علينا عند حدوث أمثال لهذه الأمور إلا الرجوع إلى كتاب ربنا ، والى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ؛ ولننظر أين الخلل ومن أين يبدأ الإصلاح :

ولكن قبل النظر في تشخيص الداء نقول لك أيها المسلم الحبيب :

·        هل تألمت لقتل أخوانك في بلاد المسلمين ؟

·        فان كنت لا تشعر بهذه الآلام ولم تتألم وتتوجع لآلام إخوانك المسلمين : قلنا لك  : فلتطوي هذه الصفحات ؛ فإنها لم تكتب إلا للمسلم الغيور على دينه الغيور على إعراض المسلمين ، لم تكتب إلا للمسلم الذي يتحرق في داخله لما يحدث لإخوانه في كل أنحاء العالم ، لم تكتب الا للمسلم الذي كمن الإسلام في داخله ، ذلك لان الله تعالى نادى على كل المسلمين :

 ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ ِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [ آل عمران : 103].

وكما قال سبحانه :

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [ الحجرات :10].

وحسبك أيها المسلم الحبيب ما قاله لنا النبي صلى الله عليه وسلم عن علاقة المسلم بإخوانه ، ومدى قوة هذه الرابطة التي أساسها هذا الدين :

(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا  اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى )) .

وقال صلى الله عليه وسلم :

(( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )).

فلذا نقول لك أن تتألم وتتوجع لتوجع وتألم أي مسلم في أي بقعة من الأرض .

ولكن هناك سؤال مطروح فنقول لك .

·        من المتسبب في قتل المسلمين ؟

وقبل أن تبادر بالإجابة نقول لك :

رويداً رويداً أيها المسلم الحبيب ؛ فنحن لم نطرح عليك هذا السؤال لكي تبادر وتسمعنا الإجابة ، ولكن نقول أخر هذه الإجابة ، ولننظر وأولاً إلى التشخيص الداء .

اسمع أيها الحبيب إلى قول الخلق سبحانه وتعالى :

﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [ الروم :41].

بل انظر إلى رد ربك سبحانه على القوم عندما هزموا في احد ثم سألوا كيف ننهزم ، وما هي الأسباب  فاتت الإجابة والتشخيص من قبل الله تعالى تصحح المفهوم وتصحح المسار .

﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ آل عمران : 165].

ولتعلم :

انه ما قتل من قتل في احد إلا بسبب معصية الرماة ، فالرماة عصوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم فاستحرى القتل في المسلمون ، بل قتل في ذلك اليوم من لم يخالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فهم الذين وقع فيهم القتال مصداقا لقوا الله تعالى :

﴿ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال : 25].

واسمعوا كذلك إلى قول نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم (( تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها )).

قوله :

أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ ، قال : (( لا ، بل انتم يومئذ كثي ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور أعدائكم المهابة منكم ولقذفن في قلوبكم الوهن  )) قالوا وما الوهن يا رسول الله ؟ قال (( حب الدنيا وكراهية الموت)) .

وقال صلى الله عليه وسلم (( إذا بايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً  لا يرفعه حتى تراجعوا دينكم )).

بل اسمع أيها الحبيب إلى نداء النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين :

(( يا معشر المهاجرين ، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن :

·        لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلموا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التحى لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا .

·        ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا اخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم.

·        ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم  لم يمطروا.

·        ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فاخذوا بعض ما في أيديهم .

·        وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما انزل الله إلا جعل الله باسهم بينهم )).

فعلى ذلك نقول :

·        من المتسبب في قتل المسلمين ؟.

·        فما قتل من قتل من المسلمين في أي بقاع الأرض إلا :

-       بسببك أنت أيها المدخن .

-       وسببك أنت أيتها المتبرجة .

-       وسببك أنت يا تارك الصلاة.

-       وسببك أنت يا مانع الزكاة .

-       وبسببك أنت يا من يرتكب ما حرم الله .

-       وبسببك أنت أيها المقصر في طاعة الله .

أما علمت أيها المسلم الحبيب :

لماذا ضرب الله على بني إسرائيل الذلة والصغار والهوان ، ولماذا باؤوا بغضب على غضب ؟

قال الله تعالى مظهر لنا السبب :

﴿ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ [ البقرة : 61]

ونحن لم نختلف عنهم ، بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

(( لتتبعن سنن من كان قبلكم شرا بشبر ، ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )).

قالوا يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟

قال : (( فمن )).

فان قلت أيها الحبيب : فما السبيل ؟.

نقول لك :

-       ارفع يدك عن قتل إخوانك .

-       ارفع يدك عن قتل أطفال ونساء المسلمين .

-       ارفع يدك عن قتل الشيوخ الركع من المسلمين.

فما السبيل ؟

تغيير ما نحن عليه ؛ الم تقنع بقول الله تعالى :

﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [ الرعد : 11].

-       فهل تبدلت ؟ .

-       ها تغيرت عاداتك ؟.

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً