ما هو الدليل على عدم لزوم خدمة الزوجة لأهل زوجها ؟

السؤال:

ما الأدلة التي تثبت أنه ليس واجبًا على المرأة خدمة أهل زوجها؟ وإن كانت المرأة لم تعترض على الخدمة، لكن أهل زوجها مصرين على إجبارها على ذلك، ليس فقط على الخدمة؛ بل على النزول والاختلاط في المعيشة، وحينما طلبت تحكيم الشرع؛ قالوا: ما الدليل على ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالذي يوجب الخدمة هو الذي عليه الدليل، وعقد الزواج إنما يقتضي ملك البضع لا رقبة الزوجة؛ فهو يوجب عليها: تمكين الزوج من نفسها، ولزوم بيته، وعند الجمهور لا يلزمها خدمته هو؛ فكيف بأهله؟!

ولا أعلم أحدًا من أهل العلم يوجب عليها خدمة أهله؛ فلا يلزمها خدمتهم، ولا الاختلاط في المعيشة الذي يجبرها على ترك مسكنها؛ فلها الحق أن لا تخرج من منزل الزوجية إلا برضاها، إلا إلى مسكن زوجية آخر، وليس مختلطًا مع غيرها.

والأصل إنه لا يجب عليها إلا ما أوجب الشرع، والشرع قد أمر بالعشرة بالمعروف: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء:19)، وأمر بالإسكان: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) (الطلاق:6).

وإذا كانت المطلقة الرجعية لا تخرج من بيتها ولا تُخرج: (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ) (الطلاق:1)؛ فالزوجة أولى، والشرع لم يفرض عليها كتابًا أو سنة خدمة غير زوجها وأولاده منها.