السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

استفسارات حول منهج بعض المنتسبين للدعوة والجواب عليها

عندنا بعض الإخوة في سريلانكا يقولون: إنهم من أهل التوحيد، وتصرفاتهم غريبة كالتالي: 1- لا يصلون في المسجد الجامع مع الجماعة في الحي فيقولون: إنهم أصحاب بدع (دعاء القنوت في الفجر - الدعاء الجماعي بعد الصلاة)، ويصلون هم مع جماعة عددها بضعة أشخاص في مصلى قريب من المسجد، ويصلون الجمعة في مسجد لهم بعيد، وأحيانًا يتركون الجمعة بدون سبب ولا يأتون لمسجد الحي للجمعة أيضًا. 2- يصومون مع السعودية ويفطرون مع السعودية، مع العلم بلدي يبعد من السعودية 2600 ميل تقريبًا. 3- ينكرون السِّحر فلا يعترفون بالأحاديث الصحيحة التي وردت عن السحر. 4- إسبال الثياب عندهم شيء عادي جدًا. 5- إعفاء اللحى: يجيزون تقصير اللحى مطلقًا. 6- معظمهم يرون جماعة التبليغ جماعة بدعة محض، ولا يصلون وراءهم أيضًا. 7- ولا يعترفون بالإجماع والقياس. فكيف نتعامل معهم؟

استفسارات حول منهج بعض المنتسبين للدعوة والجواب عليها
السبت ١٨ ديسمبر ٢٠١٠ - ١٥:٢٩ م
2464

السؤال:

عندنا بعض الإخوة في سريلانكا يقولون: إنهم من أهل التوحيد، وتصرفاتهم غريبة كالتالي:

1- لا يصلون في المسجد الجامع مع الجماعة في الحي فيقولون: إنهم أصحاب بدع (دعاء القنوت في الفجر - الدعاء الجماعي بعد الصلاة)، ويصلون هم مع جماعة عددها بضعة أشخاص في مصلى قريب من المسجد، ويصلون الجمعة في مسجد لهم بعيد، وأحيانًا يتركون الجمعة بدون سبب ولا يأتون لمسجد الحي للجمعة أيضًا.

2- يصومون مع السعودية ويفطرون مع السعودية، مع العلم بلدي يبعد من السعودية 2600 ميل تقريبًا.

3- ينكرون السِّحر فلا يعترفون بالأحاديث الصحيحة التي وردت عن السحر.

4- إسبال الثياب عندهم شيء عادي جدًا.

5- إعفاء اللحى: يجيزون تقصير اللحى مطلقًا.

6- معظمهم يرون جماعة التبليغ جماعة بدعة محض، ولا يصلون وراءهم أيضًا.

7- ولا يعترفون بالإجماع والقياس.

فكيف نتعامل معهم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالقنوت في الفجر مسألة اجتهادية يسع فيها الخلاف، وإن كان الراجح أن المواظبة عليه في غير النوازل بدعة، والدعاء الجماعي عقب الصلوات بدعة، لكن ذلك لا يمنع الصلاة خلف من عمِل بذلك، ولا يجوز ترك الجمعة بذلك، بل يدخل من ترك الجمعة بهذا السبب ونحوه في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ) (رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني).

2- مسألة اختلاف المطالع مسألة معتبرة أيضًا لا يُنكر فيها على المخالِف؛ إلا أن مَن خالف مذهبه أهل بلده في الصوم والفطر لم يجز له إظهار المخالفة، بل يصوم ويفطر سرًا، وإن كان الراجح الصحيح أنه يصوم ويفطر مع أهل بلده؛ خصوصًا مع التباعد الشديد للأقطار، بل نقل ابن عبد البر -رحمه الله- أن ما تباعد من الأقطار كالأندلس وخراسان فلا يصوم بعضهم برؤية بعض إجماعًا.

3- إنكار السِّحر جملة ضلال مبين، وبدعة منكرة، بل يتعرض من أنكره لأن يكون مُكذِبًا للقرآن إلا أن يكون متأولاً؛ قال الله -تعالى-: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) (البقرة:102)، وقال الله -تعالى-: (وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (الأعراف:116)، وقال: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) (الفلق:4)، والأحاديث في السحر مستفيضة في الصحيحين وغيرهما، منها: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: (الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ) (متفق عليه).

4- إسبال الثياب من المخيلة بنص الحديث: (وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ المَخِيلَةِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ) (رواه البخاري)، لكن مسألة الإسبال بزعم أنه من دون خيلاء فيها اجتهاد.

5- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى) (متفق عليه)، وقال: (وَأَرْخُوا اللِّحَى) (رواه مسلم)، وقال: (وَفِّرُوا اللِّحَى) (رواه البخاري)، فإن كان التقصير من الطول والعرض مع بقائها وفيرة؛ فهذا فيه اجتهاد والراجح جوازه، وإن كان لا يشرع إلا في التحلل من الحج والعمرة، وأما التقصير الشديد القريب من الحلق؛ فهو محرم لمنافاته نص السنة.

6- جماعة التبليغ فيها السني وفيها المبتدع، وعند أكثرهم أنواع من البدع يلتزمون بها، لكن لا يصح التعميم بالبدعة، بل يُعامل كل فرد بما يستحقه، ولا يمنع الصلاة خلفهم.

7- إنكار الإجماع والقياس كأصلين بدعة ضلالة عند أئمة السنة، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (النساء:115)، وقال الله -تعالى-: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ) (الحشر:2)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ) (رواه مسلم).

فانصحوهم وبلغوهم فقه الخلاف؛ عسى الله أن يهديهم.

salafvoice