الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الطلاق في حال الغضب الشديد، وتكرار لفظ "طالق"

الطلاق في حال الغضب الشديد، وتكرار لفظ "طالق"
الجمعة ٠٧ يناير ٢٠١١ - ١١:١٧ ص
3594

السؤال:


أنا امرأة من المغرب، متزوجة ولدي طفل، والمشكلة تكمن أن زوجي مدمن حشيش، ونحن دائمًا في صراعات ومشاكل لا يعلمها إلا الله، ولكن كنت صابرة مدة 6 سنوات وزوجي لا يريد أن يصلح نفسه، وهو جد متعصب ويغضب كثيرًا، ومتسرع في قراراته؛ بالرغم أنه سريع الندم ويطلب السماح فيما يفعله معي، وذات مرة اشتغل بالليل حتى الصباح ودخل فنام.


وعندما استيقظ وهو ينوي الخروج طلبت منه مصروف البيت، فلم يعطني مدعيًا أنه يحتاج المبلغ الذي كان معه، فدخلت في نزاع شديد معه على عدم مسئوليته وعدم إنفاقه على البيت فقام بضربي وشتمي، وكان جد غاضب؛ لأني قلت له: إنه عديم الفائدة والمسئولية، فلم يتمالك أعصابه وضربني وقام برمي ملابسي وهو يقول لي: اخرجي من بيتي فأجبته، وأنا أبكي وأصرخ: لن أخرج حتى تعطيني ورقتي، فقال: اخرجي فأنت طالق طالق بالثلاثة، وقالها وهو يصرخ وفي حالة هستيرية و ثوران.


وأنا الآن في بيت أهلي منذ شهر، وهو يريد أن يسترجعني الآن ويطلب السماح على ما فعله بي، ومستعد أن يصلح نفسه، لكني رفضت العودة إليه بالرغم أن أبي يقول لي: سامحيه هذه المرة، مع العلم أنها ليست المرة الأولى الذي يطردني و يضربني فيها، لكن بدون طلاق، فسؤالي هو:


1- هل أنا مطلقة مع لفظه الطلاق رغم أنه لم يكن في وعيه؟


2- هل أرجع له وأسامحه على فعله بي أم أتشبث برأيي الطلاق؟


3- إن رجعت إليه: هل أجعله يمضي على عقد ما أو التزام على أن يعالج نفسه أولاً، وأن لا يضربني، ولا يشتمني، وأن ينفق علي وعلى ابني وأن يعاشرني بالمعروف؛ لكي أضمنه لأني لا أثق فيه أبدًا؟


4- إن كنت مطلقة في هذه الحالة ماذا عساي أن أفعل لأني لم أخبر أهلي بأنه نطق بالطلاق، وهو يقول: إنه لم ينو أن يطلقني فقالها ولم يشعر مع العلم أنه يحبني جدًا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فهو الذي يحدد درجة الغضب التي تؤدي إلى الإغلاق؛ فإن قال: إنه لم يكن يعي ما يقول، ولا يدري ما قال، ولا يذكره إلا أن تذكروه؛ فقد ثبت في الحديث: (لا طَلاقَ وَلا عِتَاقَ فِي إِغْلاقٍ) (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وحسنه الألباني)، وأما إذا كان يعلم أنه قال ذلك، ويذكره، ويستطيع حكايته؛ فليس هذا بإغلاق، فيسأل عن نيته: هل يقصد بتكرير لفظ الطلاق تأكيد الطلاق أم تجديده وتأسيسه؟ فإن قصد التأكيد فهي طلقة واحدة، وإن قصد التجديد وتأسيس طلاق جديد فبعدد الألفاظ المكررة التي قالها تكون طلقات.

- أما رجوعكِ إليه فأرى أن يكون مشروطًا بتوبته توبة نصوحًا من المخدرات، والعلاج منها، ولا مانع من كتابة ورقة بالتزام حسن العشرة ونحوها مما ذكرتِ.

وعليكِ أن تخبري أهلك بلفظ الطلاق ليسأله حاذق من طلاب العلم بحضور الأهل عن الواقعة؛ فإن استطاع حكايتها لزمه الطلاق -كما سبق-، وإن قال: أخبرتني زوجتي بكذا وكذا أو الأولاد، وأنا لا أشعر ولا أذكر؛ فلا طلاق.

salafvoice