الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول الاعتراضات على بيان الهيئة الشرعية للدفاع عن الحريات والحقوق المشروعة

ما الهدف من المشاركة في الهيئة؟... هل يعتبر توقيع المشايخ على هذا البيان تغيرًا في موقف الدعوة؟..كيف عد البيان القتلى في الشهداء، وفيهم مَن قام لغير الدين؟ .. وأسئلة أخرى..

حول الاعتراضات على بيان الهيئة الشرعية للدفاع عن الحريات والحقوق المشروعة
د / ياسر برهامي
الاثنين ٠٧ فبراير ٢٠١١ - ١٢:٣٥ م
12268

السؤال:

1- ما الهدف من المشاركة في الهيئة الشرعية للدفاع عن الحريات والحقوق المشروعة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- أما هدفنا من المشاركة في هذه الجبهة فهو تكوين تكتل إسلامي سلفي في الجملة -وإن تعددت أطيافه- ضد محاولات العلمانيين وغيرهم استغلال فرصة تعديل بعض مواد الدستور؛ للسطو على إرادة الأمة، وتعديل أو إلغاء المادة الثانية في الدستور التي تنص على: "مرجعية الشريعة الإسلامية"، فكان تعضيد كل الجهود الرامية للمحافظة على هذه المادة، ومرجعية الشريعة الإسلامية مطلبًا شرعيًا نحرص عليه.

2- هل يعتبر توقيع المشايخ على هذا البيان تغيرًا في موقف الدعوة؟

2- موقف الدعوة مِن قضية المظاهرات لم يتغير، سبق إعلانه واضحًا قبل بدئها وبعده، والبيان رقم 3 يحدد مفهومنا للإصلاح والتغيير المقدور عليه، ونحن لم نقل بحرمة المظاهرات، وإنما قلنا: إننا نرى عدم المشاركة فيها، لما نتوقعه مِن فتن ومخالفات، وهذا موقف الدعوة ككيان دعوي، وتوجيه لأبنائها ومَن يوافقهم -وقد وقع ما كنا نُحذِّر منه-، وقد تحققت إيجابيات كثيرة مِن المظاهرات، لكننا نخشى أن تتحول إلى سلبيات لا يعلم مداها إلا الله -تعالى- إذا استمرت، حتى تؤدي بالبلاد إلى حالة مِن الفوضى، وغياب مؤسسات الدولة.

وعبارة البيان الجديد: "لقد اتجهت الأمة اليوم بكل طوائفها نحو التغيير والإصلاح بما لا يجوز تعويقه": فالذي لا يجوز تعويقه هو توجه الأمة نحو الإصلاح، وليس الضمير عائدًا على المظاهرات، وقد سبق أن بيَّنا في فتاوى متعددة أن حكم المظاهرات مبني على المصلحة والمفسدة وعلى وجود الضوابط الشرعية فيها، والمصالح والمفاسد قد تتغير في واقعنا بيْن أول اليوم وآخره، ولذا لم نقل بحكم عام فيها مِن أنها حرام أو لا تجوز أو تجب، بل بحسب المصلحة والمفسدة التي يختلف فيها الاجتهاد، وهي في نفسها تختلف من وقت لآخر.

3- فهم البعض من عبارة: "وهذه المطالبات السلمية المنضبطة لا تعد خروجًا على الشرعية، أو مخالفة للشريعة الإسلامية."، أنها تشمل كل صور وأطياف المتظاهرين رغم أن بعضهم يرفع شعارات باطلة ولا تجمعهم راية واحدة. نرجو التوضيح؟

3- وأما عبارة: "وهذه المطالبات السلمية المنضبطة لا تعد خروجًا على الشرعية، أو مخالفة للشريعة الإسلامية": فهي عبارة صحيحة؛ فالمطالبات المنضبطة -أي بضوابط الشرع- لا تعد خروجًا عن الشرعية، وعدالة هذه المطالب مِن إلغاء "قانون الطوارئ"، ومحاربة الفساد، ومراعاة حق الشباب في العمل ومحاربة البطالة، ولزوم الإصلاح السياسي؛ فهي مطالب عادلة أقر بذلك رئيس الدولة ونائبه، ورئيس الوزراء.

وأما مطالب المتظاهرين الأخرى والشعارات المنكرة كحياة الهلال مع الصليب، والمناداة بالحرية على إطلاقها والديمقراطية على إطلاقها فهي غير منضبطة بضوابط الشرع، فلا تدخل في عبارة البيان، وعدم وجود راية واضحة وقيادة واضحة هو أحد أسباب رفضنا المشاركة فيها.

4- كلمة: "أن هذه المطالب تتفق مع جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية فضلاً عن إجماع الأمة". هل كل المطالب كذلك؟

4- وأما عبارة: "هذه المطالب تتفق مع جميع الشرائع السماوية": فالمقصود بها "المطالب السلمية المنضبطة"، أي بضوابط الشرع، وهي التي سبق بيانها.

5- في البند السابع: كيف عد البيان القتلى في الشهداء، وفيهم مَن قام لغير الدين؟

5- عد القتلى مِن أهل الإيمان في الشهداء؛ كلام لا يصح الاعتراض عليه؛ لأن مَن كان مِن أهل الإيمان فهو لا يخرج إلا لإعلاء كلمة الله أو الدفاع عن حقه، أو حق غيره، مِن نفسه وماله وعرضه، والإيمان قول وعمل، وقد خرج هؤلاء المؤمنون منهم بفتاوى ممن يثقون بهم مِن أهل العلم في مسائل اجتهادية سائغة، ورغبة في نصرة المظلومين، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني)، وأما مَن قام لغير الدين والحق أو كان غير مؤمن فليس داخلاً في العبارة، فليس في العبارة خللاً -إن شاء الله-.

6- في البند الثامن: ما فهِم منه البعض إقرارًا بكل ما حدث في المظاهرات؟

6- هذا البند مخاطبة للمتظاهرين برعاية المصلحة ودرء المفسدة، وهم قد خرجوا بالفعل -كما ذكرنا- اتباعًا لفتاوى مَن يثقون فيهم، وإن كنا نخالف هذه الفتاوى؛ فنحن نقول: إن هذا الاختلاف في المصالح والمفاسد، وتقديرها، واختلاف وجهات النظر في مراتبها مما يسوغ فيه الاختلاف، واجتهادنا في تقديرها أن مشاركتنا وإخواننا فيها يغلب ضررها ومفسدتها نراه صوابًا يحتمل الخطأ، وقول مَن خالفنا نراه خطأ يحتمل الصواب.

7- هل ما ورد في البيان مِن كلمة: "اختيار الشعب" تقرير لقضية الديمقراطية؟

7- العبارة التي وردت في البيان تفيد أن إقامة العدل والإصلاح الذي لا يمكن أن يراه مسلم فضلاً عن عالم أو داعية بعيدًا عن شرع الله -تعالى-، وإقامته في الأرض هو اختيار الشعب، وهذا وصف لواقع الشعب المصري المسلم، وليس فيه أي تعرض لمسألة الديمقراطية أو أن الشعب لو لم يختر الإسلام وتطبيق الشرع قبلنا ذلك -والعياذ بالله-، بل حتى لو لم يختر الشعب الشريعة؛ فهي الحق وهي الواجبة التطبيق شاء الناس أم أبوا، ولكن -بحمد الله- شعبنا لم يرض قط بخلاف شرع الله -سبحانه وتعالى-.

وفي الجملة: فإن هذه الاعتراضات على البيان مغمورة في مقابلة مصلحة توصيل صوت إسلامي قوي؛ لمحاولة منع أي تعدٍ على "هوية مصر الإسلامية".
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة