الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الوظيفة مقابل رشوة

أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، تخرجت من الجامعة منذ ثلاث سنوات وتقدمت هذا العام للمشاركة في مسابقة توظيف الأساتذة لأول مرة في حياتي. ولقد أصبح من البديهيات عندنا تقريبًا أنه لا يمكن النجاح في هاته المسابقة إلا بواسطة ومبلغ معتبر من المال خصوصًا في الولاية التي أقطن فيها.. وسبق لي أن عرفت الكثير من أصحاب الكفاءات والذين شاركوا أكثر من سبع سنوات متتالية في هاته المسابقة، ولم ينجحوا، وأصبح هناك شبه إجماع أنه لا نجاح بدون دفع الرشوة.. تحت ضغط والدي بحثت كما يفعل المتسابقون عن واسطة وأنا متردد في ذلك.. فأخبرني أحد الأصدقاء أنه يعرف أحد الإخوة يعمل في نفس الإدارة التي تنظم المسابقة، لكنه لا يقبل الرشوة أبدًا، وإنما إذا تمكن من المساهمة في نجاحي سوف يطلب مني هدية صغيرة على حد قوله.. ولم يجزم أبدًا أنه يمكنه إنجاحي.. ولم نتفاهم على أي مبلغ غير الهدية. بعد شهرين من اجتيازي للمسابقة ظهرت نتائج المسابقة وكان اسمي ضمن الناجحين.. وفرحت كثيرًا؛ لأني لم أسلك أي طريق غير شرعي في نجاحي، لكن بعد يومين من ظهور النتائج جاء صديقي وأخبرني أن الأخ الذي يعمل في الإدارة يهنئني ويطلب مني الهدية التي تبلغ ثلث مبلغ الرشوة المتعارف عليه للحصول على الوظيفة -50000 دينار- وكانت صدمتي كبيرة؛ لأن مرتبي ربما سيكون من الحرام، ولم أستطع رفض دفع هذا المبلغ الكبير الذي لم نتفاهم عليه؛ لأن صديقي سيضطر إلى دفعه من ماله الخاص؛ لأنه الضامن. أنا لم أكن على يقين أن هذا الإداري هو من تسبب في نجاحي؛ لأنه لم يجزم لي ولو بنسبة قليلة أنه يستطيع إنجاحي لدرجة أني نسيت أمره حتى أرسل لي يطالب بهديته، صراحة أنا أشك في أنه تلاعب بي خصوصًا أنه شاع كثيرًا أن مسابقة هاته السنة سادتها الكثير من النزاهة على غير العادة وكانت عدد المناصب كثيرة هاته السنة. أي أن هذا الإداري استغل وجود اسمي مع الناجحين ليخبرني أنه تسبب في نجاحي. والله أعلم إن كان صادقًا أو لا؟ بعد أن دفعت ذلك المبلغ.. هل يعتبر ذلك رشوة؟ مع العلم أني لم أقصد الدخول في هذا المحذور.. رغم توفر علي شروط المسابقة على حد علمي وأنا محتاج لهاته الوظيفة. هل هناك فرق في الحكم الشرعي بين نجاحي بواسطة وبين نجاحي بطريقة صحيحة بعد أن دفعت ذلك المبلغ؟ بعد أيام أبدأ في قبض راتبي الشهري.. هل يعتبر مالي حرامًا؟ وماذا علي أن أفعل أنا ووالدي وإخوتي؟ أجيبوني جوابًا شافيًا يرحمكم الله وخير البر عاجله والسلام عليكم.

الوظيفة مقابل رشوة
الأربعاء ٢٣ مارس ٢٠١١ - ١١:٤٣ ص
1753

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإذا كنتَ مؤهلاً لهذه الوظيفة، وقمت بعملك كما ينبغي، وكان العمل يحتاجك، وكفاءتك تناسب الوظيفة؛ فمرتبك حلال، مع كون هذه الهدية رشوة بلا شك، عليكم أن تبلغوا هذا الذي يدعي أنه أخ ولا يقبل الرشوة أن (هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ(رواه أحمد والبيهقي، وصححه الألباني)! وأنها رشوة لا يستحقها، ويجب عليه ردها، فإن فعل فبها ونعمت، وإلا فالإثم عليه.