تساؤلات حول القرين من الجن

السؤال:

أود أن تفيدونا سماحتكم عن قرين الإنسان مِن الجن ما هي حدوده مع قرينه؟ وهل يستطيع التسلط عليه بمرض أو أحلام أو تخبط كما يدعي بعض المعالجين الذي يخبر أن هذا الأمر من القرين؛ فهل هذا صحيح؟ والثاني: هل لمؤمن الجن قرين؟ ولو كان.. فهل يراه أم لا وهو من الجن مثله؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ما مِن أحد من بني آدم إلا وله قرين من الجن، حتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ). قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَإِيَّايَ إِلا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنِي إِلا بِخَيْرٍ) (رواه مسلم).

فدل على أن غيره غالبًا ما يكون قرينه كافرًا، وغالبًا ما يأمر بالشر، ولكن نص القرآن على: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الحجر:42)، وقال الله -تعالى-: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (النحل:99-100)، فليس له قدرة على خلق الغواية في قلوب بني آدم، إلا أن مَن استجاب لوسوسته وقَبِل إغواءه غوى وضل؛ فهو الذي أعطى للشيطان ما بيده واستسلم له.

وأما الأحلام والأمراض، فنص الحديث: (وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ) (متفق عليه)، وفي القرآن عن أيوب -عليه السلام-: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) (ص:41)، ولا أعلم دليلاً على وجود قرين لمؤمني الجن.