الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

جلسات النصح والإرشاد للراغبين في دخول الإسلام

ما الحكم الشرعي لجلسات النصح والإرشاد للراغبين في دخول الإسلام؟! وما تعليقكم على قرار عودة هذه الجلسات مع العلم أنها في أيام النظام البائد لم تكن مقررة أصلاً؟ يأتي القرار تفعيلاً للقانون رقم 40 لسنة 1971، الذي يشترط على المسيحي الراغب في اعتناق الإسلام أن يتقدم بطلب إلى مديرية الأمن التابع لها، أو التي يباشر أعماله في نطاق اختصاصها، على أن تقوم بدورها بتحديد موعد لحضوره، ويتم إخطار رئيس المذهب التابع له الطالب بالمحافظة بإخطار كتابي مسجل لإرسال واعظ لإسداء النصح للمتقدم، فإذا لم يحضر الواعظ أو القسيس يتم تحديد موعد آخر تخطره المديرية به، مع إرسال خطاب للبطريركية المختصة، وتسير الإجراءات في طريقها المعتاد إذا لم يحضر. وخلال جلسات النصح والإرشاد، تكلِّف مديرية الأمن مندوبًا تكون مهمته التثبت من هدوء الاجتماع وصحة ما جرى فيه، فإذا قبل المتقدم الاستمرار في دينه الأصلي يتم حفظ الطلب، وإذا أصر على إشهار إسلامه يتم توثيقه في مكاتب الشهر العقاري، وتحرير محضر رسمي بذلك، ثم يذهب إلى لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بهذه الأوراق، ويشهر إسلامه هناك، ويتم إعطاءه شهادة بذلك.

جلسات النصح والإرشاد للراغبين في دخول الإسلام
السبت ١٨ يونيو ٢٠١١ - ١٤:١٢ م
1513

السؤال:

ما الحكم الشرعي لجلسات النصح والإرشاد للراغبين في دخول الإسلام؟!

وما تعليقكم على قرار عودة هذه الجلسات مع العلم أنها في أيام النظام البائد لم تكن مقررة أصلاً؟

يأتي القرار تفعيلاً للقانون رقم 40 لسنة 1971، الذي يشترط على المسيحي الراغب في اعتناق الإسلام أن يتقدم بطلب إلى مديرية الأمن التابع لها، أو التي يباشر أعماله في نطاق اختصاصها، على أن تقوم بدورها بتحديد موعد لحضوره، ويتم إخطار رئيس المذهب التابع له الطالب بالمحافظة بإخطار كتابي مسجل لإرسال واعظ لإسداء النصح للمتقدم، فإذا لم يحضر الواعظ أو القسيس يتم تحديد موعد آخر تخطره المديرية به، مع إرسال خطاب للبطريركية المختصة، وتسير الإجراءات في طريقها المعتاد إذا لم يحضر.

وخلال جلسات النصح والإرشاد، تكلِّف مديرية الأمن مندوبًا تكون مهمته التثبت من هدوء الاجتماع وصحة ما جرى فيه، فإذا قبل المتقدم الاستمرار في دينه الأصلي يتم حفظ الطلب، وإذا أصر على إشهار إسلامه يتم توثيقه في مكاتب الشهر العقاري، وتحرير محضر رسمي بذلك، ثم يذهب إلى لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بهذه الأوراق، ويشهر إسلامه هناك، ويتم إعطاءه شهادة بذلك.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالنصح الواجب على جميع الخلق هو نصح الناس بالتوحيد واتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- رسول الله، والبراءة مِن كل دين يخالف دين الإسلام.

والإرشاد هو الأمر بالرشد، والرشد هو: "دين الإسلام"، والغي هو كل ما خالفه، قال الله -تعالى-: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256).

والعروة الوثقى هي: "لا إله إلا الله"؛ فكيف تُسمى دعوة مَن تَقدَّم يريد إشهار إسلامه نصحًا، وهي أمر بالكفر؟!

وكيف تسمى إرشادًا.. وهي دعوة إلى الغي؟!

وإذا كان لا يجوز لأحد أن يؤخِّر مَن أراد الدخول في الإسلام ولو إلى آخر مجلس علم، بل نص العلماء على كفر مَن فعل ذلك؛ فكيف يؤخَّر إسلام امرئ حتى يأتي مَن سموه بالواعظ مرة ثم مرة بعد تحديد موعد؟!

قال النووي -رحمه الله-: "قالوا -يعني علماء الحنفية في كتبهم رحمهم الله-: ولو قال كافر لمسلم: اعرض عليّ الإسلام. فقال: حتى أرى، أو: اصبر إلى الغد، أو طلب عرض الإسلام من واعظ فقال: اجلس إلى آخر المجلس؛ كفر. وقد حكينا نظيره عن المتولي -يعني من الشافعية-" (اهـ من روضة الطالبين:69/10).

فهذا الأمر منكر غاية النكارة، ووضع للعقبات أمام مَن يريد الدخول في الإسلام؛ إذ يُعرف عنوان الشخص الذي يريد الإسلام ويتعين حضوره، ويسمح بتتبعه! ونحن نعلم ما يفعله النصارى الآن مِن الاعتداء على مَن أراد الدخول في الإسلام منهم، مِن الحبس.. حتى الضرب.. حتى القتل!

فندعو مَن سنَّ هذه الضلالة أن يراجع دينه وإسلامه، ويتوب إلى الله -عز وجل-، ويعين على الدخول في الإسلام، وليس المنع مِن ذلك.

www.anasalafy.com