الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

قتل النفس خشية الوقوع في أسر الأعداء

قرأت أن الشيخ "أسامة بن لادن" -رحمة الله عليه- أوصى أكثر مِن مرة لأكثر مِن واحد من حراسه أنه إذا داهم الأمريكان المكان الذي يتواجد فيه، وتيقن أنه لا محالة مِن موته أو أسره، فإن أحد حراسه يقوم بإطلاق النار عليه، وذلك حتى لا يؤسر ويهان، وبغض النظر عن صحة هذه الرواية أو لا. فالسؤال هو: أنت تعلم ظروف وملابسات "أسامة بن لادن" مع الأمريكان، فإذا صحت هذه الرواية.. هل جاز له ذلك؟!

قتل النفس خشية الوقوع في أسر الأعداء
الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠١١ - ١٥:٣٩ م
1446
 

السؤال:

قرأت أن الشيخ "أسامة بن لادن" -رحمة الله عليه- أوصى أكثر مِن مرة لأكثر مِن واحد من حراسه أنه إذا داهم الأمريكان المكان الذي يتواجد فيه، وتيقن أنه لا محالة مِن موته أو أسره، فإن أحد حراسه يقوم بإطلاق النار عليه، وذلك حتى لا يؤسر ويهان، وبغض النظر عن صحة هذه الرواية أو لا.

فالسؤال هو: أنت تعلم ظروف وملابسات "أسامة بن لادن" مع الأمريكان، فإذا صحت هذه الرواية.. هل جاز له ذلك؟!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

بل ذلك لا يجوز؛ إلا أن بعض أهل العلم قد أجاز مثل هذا في حالة ما إذا كان يترتب على الأسر مفسدة عامة على المسلمين؛ كمعلومات تضر الجهاد، وليس مجرد الإهانة.

وقد سُئل الشيخ "محمد بن إبراهيم" -مفتي السعودية الأسبق رحمه الله- مِن بعض المجاهدين الجزائريين إبان حرب التحرير عن مسألة قتل الأسير لنفسه؛ لمنع إفشاء الأسرار للأعداء فأجاب: "الفرنساويون في هذه السنين تصلبوا في الحرب ويستعملون "الشرنقات" -السرنجات- إذا استولوا على واحد مِن الجزائريين؛ ليعلمهم بالذخائر والمكامن، ومَن يأسرونه قد يكون مِن الأكابر، فيخبرهم أن في المكان الفلاني كذا وكذا.. وهذه الإبرة تسكره إسكارًا مقيدًا، ثم هو مع هذا كلامه ما يختلط، فهو يختص بما يبينه بما كان حقيقة وصدقًا.

جاءنا جزائريون ينتسبون إلى الإسلام، يقولون: هل يجوز للإنسان أن ينتحر مخافة أن يضربوه بالشرنقة، ويقول: أموت أنا وأنا شهيد. مع أنهم يعذبونه بأنواع العذاب؟!

فقلنا لهم: إذا كان كما تذكرون؛ فيجوز. ومن دليله: (آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ.. ) (رواه مسلم)، وقول بعض أهل العلم: "إن السفينة. . . إلخ"(1)، إلا أن فيه التوقف مِن جهة قتل الإنسان نفسه، ومفسدة ذلك أعظم مِن مفسدة هذا، فالقاعدة محكمة، وهو مقتول لا محالة".

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) قال الشيخ "محمد بن عبد الرحمن بن قاسم": "إذا خيف غرقها بالجميع جاز أن يلقى بعضهم، واستدلوا بقصة يونس -عليه السلام-، وذلك أن السفينة تلعب بها الأمواج مِن كل جانب، وأشرفوا على الغرق، فساهموا على مَن تقع عليه القرعة يُلقى في البحر لتخف بهم السفينة، فوقعت القرعة على نبي الله يونس -عليه السلام- ثلاث مرات، وهم يظنون به أن يلقى من بينهم".

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي