السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حتى لا تفقد الدعوة ربانيتها

إن أبناء الدعوة الإسلامية في حاجة إلى أن يقفوا على مجموعة من القضايا وأن تستقر في وجدانهم..

حتى لا تفقد الدعوة ربانيتها
محمد مصطفى
الخميس ١٨ أغسطس ٢٠١١ - ٠٠:٠٩ ص
2498

حتى لا تفقد الدعوة ربانيتها

كتبه / محمد مصطفى

مِن أكثر ما يُقلق المراقب "الإسلامي" لمستجدات عمل الدعوة الإسلامية عقب ثورة يناير: أن تفقد الدعوة الإسلامية جزءًا من ربانيتها، تلك الربانية التي هي سر نجاحها ، ووقود انطلاقها الذي تمكَّنت مِن خلاله –بعون الله- أن تصنع الرجال في دور ابن أبي الأرقم رغم سيوف أبي جهل وملئه المُسلطة على باب كل دار منها.
كان جوُّ تلك الدور في ظل الاستضعاف عابقًا بالربانية التي كانت تتغلل في نفوس ساكني الدور ومرتاديها، يستنشقونها ثم ترى آثارها لجوءًا إلى الله واستشعارًا لمعيته وتضرُّعًا إليه.
ومع توسُّع رقعة العمل الإسلامي بعد الانفتاح المفاجئ وزوال سطوة القمع، ومع تشعُّب النهر إلى قنواتٍ بين انشغال بالعمل السياسي، وانغماس في العمل الإعلامي والصحفي، بل مشاهدة ومراقبة ومتابعة من جُلِّ أفراد العمل الإسلامي يتبعها تحليل ونقاش وأخذ وردٌّ...
مع كل هذه المستجدات -والتي هي مِن واجب المرحلة بلا شك- يدقُّ جرس التنبيه أن يغلب مساسُ الأسباب المادية مشاهدةَ سنن الله في خلقه، والمسارَ الرباني للحركة الإسلامية، وأن يغيب ارتباط الواقع والمستجدات في "الحِسِّ الجمعي" لأبناء الدعوة الإسلامية بالوحي المنزَّل.
إن أبناء الدعوة الإسلامية في حاجة إلى أن يقفوا على مجموعة من القضايا وأن تستقر في وجدانهم:
-
عليهم أن يقفوا على أن التمكين عندنا لا تنحصر مؤهلاته في الأسباب المادية المحسوسة فقط؛ بل إن الركيزة الأساسية في ذلك: المؤهلات والصفات المبثوثة في القرآن والسنة لأهل التمكين، وألا يتعاملوا معها بصورة نظرية جافَّة؛ بل يعيشونها واقعًا عمليًّا.
-
وكذلك عليهم أن يقفوا على عوائق التمكين، وأن ينتبهوا أنَّ مِن آفات النفوس وأمراضها ما يكون سببًا في تأخر التمكين وتعطله.
-
ومن أهم القضايا التي يجب أن يقف عليها أبناء الدعوة الإسلامية في هذه المرحلة: المسئولية الشخصية عن التمكين، سواء من الجانب البنائي: بأن يهتم كل فرد بالبناء الشخصي لنفسه وبدعوة الآخرين، أو مِن الجانب التطهيري وهو الأخطر: أن يستوعب قضية أنه بذنب فرد أو معصيته قد يُحرم المجموع مِن النصر أو التمكين.
قضايا كثيرة تتعلق بالمستجدات يجب أن ترتبط في وجدان أبناء الحركة الإسلامية بالوحي وبسنن الله –عز وجل- الكونية، وأن يتحركوا في ضوء ما استقر في وجدانهم؛ حتى نستمر في طريقنا محافظين على ربانيته الطاهرة.
وإن كانت قد نفرت طوائف من الدعوة الإسلامية لمجالات شتى انفتحت أبوابها عقب الثورة؛ فأظن أنه لابد أن تنفر طائفة تضع نصب عينيها هذا الهدف:
-
السعي الدائم في الحفاظ على ربانية المسير.
-
وتبصير العاملين بموقعهم من الوحي في كل نازلة ومستجد.
-
وتنبيههم إلى أن أي انحراف عن جادة الربانية قد يُفقد الدعوة الإسلامية رأس مالها.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة