السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

من أبطال الإسلام.. "البراء بن مالك"

فهؤلاء هم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين حبهم دين وإيمان، وهذا هو جهادهم لإعلاء كلمة الله، ففتح الله بهم البلاد وقلوب العباد، فتشبَّه به، إن التشبه بالكرام فلاح

من أبطال الإسلام.. "البراء بن مالك"
عصام حسنين
الأربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١١ - ١٩:١١ م
3511

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فنحن الآن مع سيرة بطل عظيم من أبطال الإسلام ممن جاهدوا المشركين إعلاء لكلمة الله -تعالى- نتعرف عليه، وعلى موقف من مواقفه الكثيرة العظمة في مواطن الجهاد في سبيل الله.

- هذا البطل هو: "البراء بن مالك الأنصاري" -رضي الله عنه- أخو أنس بن مالك خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

- هذا البطل الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ؛ لأَبَرَّهُ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

- لقد شاهد بطلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميع المشاهد "الغزوات" إلا بدرًا، وكان ممن بايع تحت الشجرة الذين قال الله -تعالى- فيهم: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (الفتح:18).

- وقد اشتهر عنه أنه قتل في حروبه مائة نفس من المشركين الشجعان مبارزة.

- واشتهر عنه أنه بارز مرزبان -أمير الفرس- في الزارة -قرية بالبحرين- فطعنه فصرعه -أوقعه من على فرسه- وأخذ سَلَبه -ما عليه من ملابس وحلية وغير ذلك- ذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ؛ فَلَهُ سَلَبُهُ) (متفق عليه).

- ومن أيامه الغُر -رضي الله عنه-: "يوم اليمامة" -موقعة بين المسلمين وبين أتباع مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة- حيث اشتد القتال، وقتل من حملة القرآن أربعمائة وخمسون -رضي الله عنهم-، بعد أن أبلوا بلاء حسنًا، وتركوا وراءهم أقوالاً عظيمة نبراسًا لحملة كتاب الله -تعالى-.

قال أبو حذيفة -رضي الله عنه-: "يا أهل القرآن، زينوا القرآن بالفعال"، وقال المهاجرون لسالم مولى أبي حذيفة: "نخشى أن نؤتى من قبلك؟ قال: "بئس حامل القرآن أنا إذن" -رضي الله عنهم-.

لقد صبر الصحابة في هذا الموطن صبرًا لم يُعهد مثله، ولم يزالوا يتقدمون إلى نحور عدوهم حتى فتح الله عليهم، وولَّى الكفار الأدبار، واتبعهم الصحابة يضعون السيوف في أعناقهم حتى ألجئوهم إلى "حديقة الموت".

فقال البراء: "يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة" فاحتملوه فوق الجُحف -التروس من جلود- ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم من سورها، فلم يزل يقاتلهم حتى فتح بابها، ودخل المسلمون الحديقة يقتلون من فيها من المرتدة من أهل اليمامة، حتى خلصوا إلى مسيلمة -لعنه الله- فتقدم إليه "وحشي بن حرب" فرماه بحربته فأصابه، وخرجت من الجانب الآخر، وسارع "أبو دجانة" فضربه بالسيف فسقط -والحمد لله-.

وظل بطلنا مجاهدًا في سبيل الله يتقلب في مواطن الجهاد المختلفة إلى أن جاء يوم "تستر" -مدينة من مدن خوزستان- سنة عشرين من الهجرة، وكان يومًا مشهودًا من أيامه الغُر أيضًا، قال له المسلمون: "يا براء، أقسم على ربك" وقد علموا ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- في حقه، فقال: "أُقسم عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيك"، فحمل -أي: على الفُرس- وحمل الناس معه، ففتح الله -تعالى- لهم، وقُتل البراء -رضي الله عنه- شهيدًا.

وبعد.. فهؤلاء هم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين حبهم دين وإيمان، وهذا هو جهادهم لإعلاء كلمة الله، ففتح الله بهم البلاد وقلوب العباد، فتشبَّه به، إن التشبه بالكرام فلاح.

وإلى لقاء جديد مع بطل عظيم.

وصلى الله على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً