الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أحداث "سيناء" والمسؤولية المشتركة

فقد جاءت الأحداث المفزعة التي وقعت في مدينة "رفح" لتهز بعنف قلوب المصريين ألمًا وحزنًا على مَن فقدوا أبناءهم دون

أحداث "سيناء" والمسؤولية المشتركة
ياسر برهامي
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٢ - ٢٣:٣٠ م
2444

أحداث "سيناء" والمسؤولية المشتركة

كتبه/ ياسر برهامي*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد جاءت الأحداث المفزعة التي وقعت في مدينة "رفح" لتهز بعنف قلوب المصريين ألمًا وحزنًا على مَن فقدوا أبناءهم دون أدنى خسارة للعدو، وبما قدَّم منفذوها خدمة عظيمة للأعداء؛ لإظهار الدولة المصرية عاجزة عن بسط سلطاتها وسيطرتها على مساحة هائلة من أرض سيناء الغالية.

وجاءت -أيضًا- لتصيح بنا منذرة بقدر المؤامرات التي تُدبر لمصرنا، وللمشروع الإسلامي خاصة؛ من أجل إفشال التجربة، وإدخال البلاد إما في صراع غير محسوب عواقبه أو الظهور بمظهر الضعف والاستسلام للأعداء.

وبعيدًا عن تحديد هوية مدبري هذه الجريمة الذين لا بد وأن يَظهروا -بإذن الله تبارك وتعالى- للجميع، إلا أنه مما لا شك فيه أنهم من طائفة لا تُراعي حرمة الدماء، ولا تقدِّر عظمة الشهر الكريم، ولا تنزجر حينما تشاهد ضحاياها يؤدون عباداتهم لله -عز وجل- من صلاة، وصيام، وذكر له -سبحانه-.

وهذا الفكر لا يصدر إلا ممن قد باع دينه بالكلية للعدو حتى يقبل القيام بمثل هذا العمل الذي لا ينتفع منه إلا الأعداء، أو ممن قد غلا في بدعته وضلالته حتى اعتقد كفر هؤلاء الضباط والجنود واستحل دماءهم، أو من أحد مزدوج بيْن الفريقين يُظهر لأهل البدع أنه منهم، وحقيقته الولاء للأعداء؛ ليدفع المنحرفين عقائديًّا: سواء جماعات التكفير والعنف أو جماعات التشيع والرفض نحو عمليات سفك الدماء لمصلحة الأعداء.

وعلى أي حال، فمقاومة هذا الانحراف مسؤولية مشتركة بين الجهات الأمنية والعسكرية بالرقابة البالغة، والتدخل لإجهاض هذه المؤامرات قبل حصولها، وبين ألوية الدعوة لأهل السنة لمحاربة الفكر المنحرف الذي طالما حاربته وانتصرت عليه بالحق حتى صار لا يستطيع أفراده المواجهة، ويلجئون إلى التحوصل والتقوقع على أنفسهم، لكن لا بد من اختراق حواصلهم، وتفنيد الشبهات، ولمنع انفراد رؤوسهم بشباب يُغرر بهم باسم الجهاد.

وكذلك لا بد من معاقبة المنافقين الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ويعملون لحسابهم، ويتجندون بأجهزتهم، وينفذون مؤامراتهم، ولو وضحت عقيدة الولاء والبراء الوضوح الكافي؛ لما وجد العدو فرصته في وجود هؤلاء العملاء الذين هم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، وقلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنس.

نحتاج إلى عمل دؤوب ويقظة، وحركة قوية لنشر المنهج الإسلامي الصافي النقي الوسطي، منهج السلف وأهل السنة -رضوان الله عليهم-، القائم على العقيدة والسلوك كما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ونقطة أخرى مهمة تحتاج إلى عمل دؤوب، وهي: قطع الطريق أمام الإعلام الكاذب الذي يحاول إلصاق الجريمة بالإسلاميين -وربما السلفيين-، وخصوصًا لتشويه صورتهم أمام العامة، وهذا لا يتحقق إلا بالاتصال الوثيق بالناس وإظهار السلوك الطيب والخُلق الرفيع في المعاملة حتى لا يقبلوا أكاذيب هؤلاء المخرِّبين؛ الذين لا بد أن يُؤخذ على أيديهم، ويُضرب بيد من حديد حتى يتوقفوا عن محاولاتهم لتدمير البلاد والمجتمع كله.

نسأل الله -عز وجل- أن يحفظ مصرنا آمنة مطمئنة رخاءً، وأن يتقبل القتلى في الشهداء، وأن يوفقنا خلال هذه الأيام والليالي المباركة المتبقية من شهر رمضان لتحقيق أهدافنا في الدعوة والتربية، والبناء في مقاومة الهدم والتخريب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* نشرت بجريدة "الفتح" الجمعة 22 رمضان 1433هـ - 10 أغسطس 2012م.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة