الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلا نشك في أن الدعوة بالخلق والسلوك مِن أعظم صور الدعوة تأثيرًا، لكن المنكر في العبارة هو قولهم: "لا تحدثني عن الدين... !"؛ فهي مصادمة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) (رواه البخاري)، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) (رواه مسلم). وهؤلاء يريدون منع التغيير باللسان.
وتصادم قوله -تعالى-: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79). وهؤلاء يريدون ترك المنكرات بزعم أننا ندعو بأخلاقنا ومعاملاتنا.
راجع كتابي: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وستجد فيه ردودًا كافية؛ لعموم الأدلة، والإجماع على عدم اشتراط العصمة.
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي