الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حديث: (لَكُمْ أَنْ لا تُحْشَرُوا وَلا تُعْشَرُوا... ) والاستدلال به على التدرج في تطبيق الشريعة

قال بعض الناس: إن الدستور الجديد وإن كان به مخالفات فلا بأس من قبوله والتصويت عليه بـ"نعم" طالما أنه سيؤدي إلى تطبيق الشريعة ولو بصورة مرحلية مستدلاً بحديث عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه-: أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْزَلَهُمُ الْمَسْجِدَ لِيَكُونَ أَرَقَّ لِقُلُوبِهِمْ، فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ لا يُحْشَرُوا، وَلا يُعْشَرُوا، وَلا يُجَبَّوْا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَكُمْ أَنْ لا تُحْشَرُوا وَلا تُعْشَرُوا، وَلا خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ) (رواه أبو داود، وضعفه الألباني)(1)، أنه يسعنا أن نترك شيئًا من الشريعة أو أن نتحاكم إلى القانون والدستور المخالف للشريعة مع عدم الإقرار بالقلب لصحة ذلك مؤقتًا وكمرحلة انتقالية لتحكيم الشريعة فما صحة هذا الاستدلال؟ وجزاكم الله خيرًا.

حديث: (لَكُمْ أَنْ لا تُحْشَرُوا وَلا تُعْشَرُوا... ) والاستدلال به على التدرج في تطبيق الشريعة
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٠:١٥ ص
1539

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالدستور الجديد ليس به مخالفات صريحة، ولكن يتضمن ألفاظـًا وموادًا تحتمل معاني صحيحة وأخرى باطلة مخالفة للشرع، ومن الجهة الدستورية المنصفة "وليس فقط الشرعية" يجب حملها على ما يوافق الشريعة حيث تنص المادة (2) على أن: "الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع"، وتنص المادة (219) على أن: "مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة".

وأما المرحلية والتدرج المبني على القدرة والعجز والمصلحة والمفسدة؛ فصحيح والاستدلال بالحديث على ذلك استدلال صحيح.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال الخطابي -رحمه الله- في معالم السنن: "لا تحشروا: معناه الحشر في الجهاد والنفير له، وأن لا تعشروا: معناه الصدقة أي لا يؤخذ عشر أموالهم، وأن لا يجبوا معناه لا يصلوا. ويشبه أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما سمح لهم بالجهاد والصدقة؛ لأنهما لم يكونا واجبين في العاجل لأن الصدقة إنما تجب بحلول الحول، والجهاد إنما يجب لحضور العدو، فأما الصلاة فهي راهنة في كل يوم وليلة في أوقاتها الموقوتة ولم يجز أن يشترطوا تركها، وقد سُئل جابر بن عبد الله عن اشتراط ثقيف أن لا صدقة عليها ولا جهاد، فقال: علم أنهم سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا".

 www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي