الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

إخلاصكم يا دعاة الأسلام !!

فإن كثيرًا من الناس يستطيع أن يعمل الأعمال العظيمة وأن يبذل جهده وطاقته في إبراز ما يريد تحقيقه من أهداف

إخلاصكم يا دعاة الأسلام !!
أحمد السيد
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣ - ١٤:٥٧ م
3377

إخلاصكم يا دعاة الأسلام !!


 

كتبه/ أحمد السيد

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

 

فإن كثيرًا من الناس يستطيع أن يعمل الأعمال العظيمة وأن يبذل جهده وطاقته في إبراز ما يريد تحقيقه من أهداف، بل ويصل إلى نتائج باهرة كل ذلك دون سبر غور القلب لمطالعة القصد ومعاينة النية، فإذا بها غدًا تصير هباءً منثورًا فليست العبرة بكثرة الأعمال أو أحجامها، إنما العبرة تنبع من الداخل وإن قلت الأعمال.

 

وإليك أجلى مثل وفيه يبين المولى -عز وجل- أن الأعمال العظيمة قد تصبح هباءً منثورًا -ولا شيء-، والسبب في ذلك الرياء وحب الثناء، ومقالة الناس: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)(الفرقان:23).

 

إنها النية التي تجعل من مثقال الذر حسنات والتنعم بالثواب والخيرات، ويوضح المصطفى -صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى بأجلى تمثيل وحادث ملموس حي، حين هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة فبين أن أساس الهجرة المقاصد وأصدر هذا البيان بهذا العنوان: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)(متفق عليه).

 

وحين فهم السلف -رضوان الله عليهم- هذا المعنى أوضحوا لجيلهم معانيه فأيقظوا النفوس الغافلة ليستقر فيها مفهوم النية؛ قال ابن المبارك -رحمه الله-: "رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية".

 

معنى الإخلاص

 

ومعناه: أن يقصد الداعية بكل ما يصدر منه من قول أو فعل وجه الله، أو ابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر واضعًا هذه الآية نصب عينيه: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ)(الأنعام:162-163).

 

قال أحدهم: "الإخلاص روح الدين ولباب العبادة، وأساس أي داع إلى الله".

 

فينبغي للداعية إلى الله -عز وجل- أن يخلص نيته لله، وأن يطمع في الثواب من الله وحده، وألا يشتري الدنيا بعمل الآخرة وحسبه من الثواب الكبير ما بشر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ)(متفق عليه).

 

وليعلم الداعية إلى الله -تعالى- أن الله -تعالى- لا يلتفت إلى عمل لا يكون له، فهل ينتظر من عمل لا يلتفت الله إليه أن يبارك فيه... ؟!

 

وانظر إلى هذا المثال:

 

مجاهد وفقيه وحافظ للقرآن... كلهم في النار! لم؟؟؟!!!

 

وكيف يتصور هذا الأمر؟ رجل يقاتل تحت راية الإسلام وباسم الدين رافعًا بيمناه المصحف وبالأخرى البندقية يصرح إن سئل أنه من السلالة المباركة فكيف يكون من أهل النار؟ وأكثر من ذلك هذا العالم الفقيه الذي تعلم وسهر الليالي وأصبح عالمًا يشار إليه بالبنان ويقال في الناس إذا سألتم فاسألوا فلانـًا يعطكم موعظة، وآخر يحفظ كتاب الله -تبارك وتعالى- تلاوة وتجويدًا وتفسيرًا، هؤلاء الثلاثة هم الأوائل، ولكن في أي شيء؟؟

 

إنهم الأوائل في دخول النار، يسحبون على وجوههم إليها! ما السبب؟!

 

الإجابة... نستمع لهذا الحديث:

 

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ. وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ. فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ. فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِىَ فِي النَّارِ)(رواه مسلم)(5).

 

ولكي يعتصم الداعية من لوثات الرياء، ويبرأ إلى الله من عقباها أرشده النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتوجه إلى الله -تعالى- بهذا الدعاء: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ)(رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).

 

ولابد أن يحاسب نفسه وأن يكون له في كل عمل نية صالحة، قال بعض السلف: "إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية صالحة حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي الخلاء".

 

وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي.. ما أردت بأكلتي.. ما أردت بحديثي.. وإن الفاجر يمضي قدمًا لا يعاتب نفسه".

 

وعن ميمون بن مهران -رحمه الله-: "لا يكون الرجل تقيـًا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه".

 

إنها الرقابة التي تبصرنا بأن الإنسان مكشوف أمام الله لا يتملص، ولا يتلفت، واسمع إلى المولى -عز وجل- وهو ينادينا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(الأنفال:27).

 

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "وتخونوا أماناتكم: الأمانة الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد يعني سنته وارتكاب معصيته".

 

قال السدي: "إذا خانوا الله والرسول فقد خانوا أماناتهم".

 

ولا نشك أن تبليغ الدعوة أمانة فوجب على الداعي أن يبلغها كما علمه القرآن حكمة في الأسلوب، وموعظة في القول، ومجادلة بالتي هي أحسن.

 

وهو إن أخلص في دعوته فقد تخلص من السمعة والرياء وحب الظهور.

 

قال علي -رضي الله عنه-: "للمرائي أربع علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أثني عليه، وينقص منه إذا لم يثن عليه، وقال: لا تهتموا لقلة العمل، واهتموا للقبول".

 

إن هذا الخلق إذا توفر في الداعية حمله على بذل ما في طاقته، وكل ما في وسعه في الدعوة إلى الله، وكان سببًا في عون الله وتأييده، وتوفيقه ونصره، فيكون النجاح والفلاح.

 

فحري بالدعاة الذين يقولون إننا نعمل لنصرة الدين وهذه الدعوة أن يراجعوا أنفسهم هل هم حقـًا  على الصواب في الطريق أم أنهم أرادوا الدنيا والمكانة؟؟!!

 

إن واجبهم يحتم عليهم الحرص التام للتمعن في أعماق النفس ليكون العمل والبذل والتميز لله وحده، يقول الله -تبارك وتعالى-: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ)(رواه مسلم).

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا مِنْهُ بَرِىءٌ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ)(رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

 

قال بعض الحكماء: "مثل من يعمل الطاعات للرياء والسمعة، كمثل رجل خرج إلى السوق وملأ كيسه حصاة فيقول الناس: ما أملأ كيس هذا الرجل ولا منفعة له من عمله سوى مقالة الناس".

 

فقط لتكون كلمة الله هي العليا

 

إن المعنى العظيم الذي تفجر من ينبوع الحديث الذي نحن بصدده، والدلالة الجلية التي تتطلب من الدعاة وقفة أمام هذا السؤال الكبير : لم يقاتلون؟؟

 

الدعاة الذين يقاتلون بأنفسهم وأوقاتهم وأقلامهم وخطبهم ويبذلون الجهد ويضحون... فإلى الجواب:

 

عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيَقْتُلُ رِيَاءً فَأَىُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)(متفق عليه).

 

يقول الله -تبارك وتعالى-: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ... ) (الإسراء:18)، يعني من أراد بعمله الدنيا ولا يريد ثواب الآخرة أعطيناه في الدنيا مقدار ما شئنا من عرض الدنيا لمن نريد...

 

قال أحدهم: "من عمل بالكد دون الإخلاص لم ينتفع بما عمل"، وقال آخر: "اعمل فأخلص ولا تنظر إلى عملك في الجملة، ويحك لا يقبل الله إلا ما أردت به وجهه لا وجه الخلق.. ويحك تعمل للخلق وتريد أن يقبله الحق -عز وجل-... ؟!".

 

وقال مالك بن دينار -رحمه الله-: "قولوا لمن لم يكن صادقـًا لا يتعنى".

 

وقال محمد بن واسع -رحمه الله-: "إن كان الرجل يبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم".

 

ولذلك كان علاج الإخلاص كسر حظوظ النفس وقطع الطمع عن الدنيا والتجرد للآخرة بحيث يغلب ذلك على القلب فإذ ذاك يتيسر الإخلاص، وكم من أعمال يتعب فيها الإنسان ويظن أنها خالصة لوجه الله -تعالى- ويكون فيها مغرورًا؛ لأنه لا يرى وجه الآفة فيها.

 

فليكن الداعي إلى الله شديد التفقد والمراقبة لهذه الدقائق حتى تكون دعوته خالصة لله رب العالمين، ويقول لنفسه دائمًا: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:109).

 

ونقول أيضًا:

 

ينبغي ألا يدخل الداعية في حوار إذا لم يكن متأكدًا من أن نيته لله -عز وجل-؛ فليس المقصود أن يظهر من خلال الحوار براعته، وبالتالي ينبغي أن يحذر حذرًا شديدًا من كل ما يفسد هذه المهمة الجليلة، لذلك على الداعية: أن يقوم بمراجعة نيته قبل أن يدخل في حوار فيسأل نفسه: هل نيتي خالصة لله -عز وجل- في هذا الحوار أو هذه المناقشة أم كذا.. أم كذا.. إلخ؟!

 

ومما نؤكد عليه ضرورة توقف المحاور عن الاستمرار في النقاش إذا وجد نفسه قد تغيرت ودخلت في مآرب اللجج والخصومة والعناد وأحس أن نيته أصبحت لغير الله.

 

فوائد وثمرات الإخلاص

 

إن أعظم ثمرات الإخلاص في تحصيل مرضاة الله (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف:110).

 

أي الذي يرجو لقاء الله على خير ونعمة ورضا فعليه بالإخلاص، وحين يرضى الله عنك تجني ثمرات:

 

1- الإمداد الرباني.

 

2- النجاة من المحن والشدائد.

 

3- الثبات والطمأنينة وسكينة النفس.

 

4- جمع القلوب على المخلص.

 

فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: (قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ قَالَ: تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ) (رواه مسلم).

 

يقول الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-:

 

"والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت والتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه وقدره في النفوس ليس بذاك، ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع والقلوب تتهافت على محبته فتدبرت السبب فوجدته السريرة؛ فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر".

 

5- الظفر بالحكمة وسداد الرأي، والرؤية الواضحة للأمور، يقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) (الأنفال:29).

 

6- سبب في الستر وعدم الفضيحة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ)(متفق عليه).

 

7- إذا سلمت النية من السوء، سلمت الأعضاء جميعها من الإقدام على السوء والإثم؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ)(متفق عليه).

 

8- ومعقود اللسان من الدعاة يصبح بالنية ناثرًا من فيه جواهر البلاغة الآسرة للناس كما قال أحدهم: "كن صحيحًا في  السر تكن فصيحًا في العلانية".

 

فسر أيها الأخ الفاضل على بركة الله بالإخلاص لله في طريق الله لتصل إلى الله، وقد رضي عنك؛ فأجزل لك العطاء، وأسبغ عليك النعم، وأكرمك أفضل إكرام، وإذا بالحسنات قد تضاعفت، وبالسيئات قد محيت، وإذا بك تسمع (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)(الزمر:73).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي