السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مشهد تاريخي

فقد كان يومًا عظيمًا طيبًا في تاريخ "حزب النور" يوم انتخاب أول رئيس بالانتخاب وأول هيئة عليا بالانتخاب للحزب

مشهد تاريخي
ياسر برهامي
الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣ - ١٧:١٣ م
2670

                                                    مشهد تاريخي


 

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد كان يومًا عظيمًا طيبًا في تاريخ "حزب النور" يوم انتخاب أول رئيس بالانتخاب وأول هيئة عليا بالانتخاب للحزب.

قالوا لنا: السياسة لا تكون إلا قذرة! لابد فيها من تنافس ممقوت، ولابد فيها من أخلاق قبيحة، ولابد فيها من مؤامرات خبيثة!

قالوا: لعن الله ساس يسوس سياسة!

قلنا لهم: بل نريد سياسة منضبطة بالشرع.

نريد أن: نضرب مثلاً في ممارسات سياسية مبناها على الصدق والأمانة لا الكذب والخيانة، وعلى التعاون على البر والتقوى لا الصراع من أجل الدنيا ومناصبها.

ونريد أن: نجمع بين الثبات على الحق والمنهج وبين المرونة في التعامل مع الواقع دون تنازل عن المبادئ.

ونريد أن: نظل طامحين إلى المثالي والمطلوب المأمول في الوقت نفسه الذي نسير فيه في الممكن المتاح المقدور.

وبفضل الله -تعالى- بعد كبوة للحزب وغمة جاء يوم الأربعاء ليفتح صفحة جديدة على طريق "ممارسة سياسية شرعية ذات مرجعية سلفية صادقة" على يد أبناء هذه الدعوة السلفية المباركة ممن قام حزب النور على أكتافهم وبسواعدهم.

قاموا ليضربوا أروع الأمثلة للجميع؛ خاصة الشباب في عدم التنافس على الدنيا، وسهولة التنازل عن الرياسة والجاه من أجل مصلحة الكيان، وفرحة تحمل آخرين عبء القيادة، وشدة اهتمام من ابتلوا بالقيادة، وجو أخوي حميم "ود الحاضرون له والمشاهدون له والسامعون له عدم انتهائه لو كان يمكن أن يبقى".

وكأن في قلب الجميع وخاطرهم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ) (رواه البخاري).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ) (متفق عليه). فابتعدوا عن أسباب الهلاك.

أظنهم كانوا يطبقون معنى دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ، وَالْقَسْوَةِ وَالْغَفْلَةِ، وَالذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْكُفْرِ، وَالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ، وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ وَالْجُنُونِ وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ، وَسَيِّيءِ الأَسْقَامِ) (رواه ابن حبان والحاكم، وصححه الألباني).

وأنا أعلم أن من ترشح لأي من مناصب الحزب لم يترشح إلا حين طلب منه ذلك، ولم يطلب ذلك أحد منهم لنفسه قط، كما أثرت فيَّ دموع الدكتور "يونس مخيون" وكلمته الجامعة، وكما أثرت فيَّ كلمات الأستاذ "سيد خليفة" وإصراره قبل الجلسة على التنازل.

وقد حاولت تليفونيًّا إثناءه عن ذلك... وأبى إلا أن يتنازل وأن التنازل أفضل، وقال لي: "انزل عن رأيك إلى رأينا وسترى النتيجة". وقد فعلتُ ورأيت صواب رأيه ورأي إخوانه غاية الصواب.

فجزاهم الله خيرًا وسددهم وهداهم، وحفظهم ووقاهم، وبارك في علمهم وعملهم وأخلاقهم وسياستهم، وثبت أقدامهم على الحق، وجعلهم كالبنيان المرصوص من أجل خدمة الدين والبلاد والعباد.

 

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة