السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مأساة الأحواز

رفض زيارة نجاد لمصر كان محل اتفاق بين أغلبية القوى السياسية والشعبية المصرية وإن اختلفت الدواعي للرفض ، فالرجل

مأساة الأحواز
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣ - ١٨:٥٨ م
2434

مأساة الأحواز

كتبه / محمد كمال الباز

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين .. وبعد

رفض زيارة نجاد لمصر كان محل اتفاق بين أغلبية القوى السياسية والشعبية المصرية وإن اختلفت الدواعي للرفض ، فالرجل يمثل تجسيدا للحلم الفارسى العنصرى الكامن خلف المذهب الشيعى الإثنا عشرى الأشد تطرفا في الفرق الشيعية ، والأقسى معاملة لأهل السنة من المواطنين الإيرانيين ، ويده ملوثة بدماء السوريين ويدعم النظام النصيري الدموي هناك ، ويدعم نظاما شيعيا ظالما في العراق ، فضلا عن إثارة الفتن والقلاقل في الخليج العربي ، واستمراره في احتلال الجزر الإماراتية وإصراره على فرض الهوية الفارسية على الخليج العربى.

إلا أن مأساة الأحواز ترجع لعهد أقدم من نظام الملالى الإيرانى، فمنذ نحو 90 سنة احتلت إيران دولة الأحواز العربية التى كانت تمتد على ضفة الخليج العربى الشرقية من جنوب العراق حتى مضيق هرمز ، هذا الاحتلال يومها كان بغرض الوصول إلى المياه الدافئة على الخليج ، وبسط الهيمنة عليه وتهديد الضفة الأخرى السنية منه ، حيث اعتقلت عام 1925بخدعة تواطئ فيها الاستعمار الانجليزى آخر أمرائها الشيخ خزعل الكعبي فى سجونها لمدة أحد عشر عاما ، دفعت فيها قواتها لاحتلال الإمارة وأعلنت ضمها إليها ، وألغت جميع مظاهر الحكم العربي فيها ، ومنعت الأسماء العربية ذات الدلالة السنية ، مثل عمر وأبو بكر وعائشة ، وألغيت اللغة العربية من التعامل الرسمي ومنعت في التعليم ، كما صادرت الأملاك والأراضي العربية ، وألغت الأسماء العربية للمدن والمناطق ووضعت أخرى فارسية ، تزامن ذلك مع جهد إداري تمثل فى تقطيع أوصال الإمارة وضم أجزائها إلى المحافظات الفارسية ، وتنظيم تهجير جماعى للقبائل العربية وإحلالها بأخرى فارسية لتغيير التركيبة السكانية في المنطقة ، وفرض المذهب الشيعى قسرًا على السكان الباقين ، ومنع أهل السنة من إقامة المساجد والشعائر على المذهب السنى.

ولا تزال حفلات الإعدام العلنى الجماعى تنصب فى ميادين المدن الأحوازية للمعارضين من عرب وسنة الأحواز ، إرهابًا وبسطًا للسلطان الفارسي العنصري ، ولا يرجع الاهتمام الإيرانى بالأحواز إلى السيطرة على الخليج وتهديده فحسب ، ولكن المنطقة بها 90% من نفط إيران ، وتتربع الأحواز أيضًا على ثلثي المياه العذبة التي تستخدمها إيران.

وفى مقابل هذا التنكيل والاضطهاد قامت العديد من الثورات والانتفاضات على مدى مدة الاحتلال الفارسي ، قدم فيها الشعب الأحواز آلاف الشهداء والجرحى ، وتعرض للعديد من المجازر كعقوبة على هذه الثورات ومن أشهرها مجزرة المحمرة 1979 بعد الثورة الخمينية كرسالة واضحة على استمرار الاحتلال الفارسي ، وانتهاج الخمينية نفس النهج الشاهنشاهى تجاه احتلال الأحواز ، وجرى كل ذلك وسط تعمية إعلامية متعمدة عالميًّا عن تسليط الضوء على هذه القضية وتقاعس إعلامي عربي عن التعريف بها.

ومما ينبغى أن يندى له الجبين المسلم استمرار هذا الاحتلال رغم عرض القضية على المؤتمرات العربية والإسلامية مرات متكررة ، تم مقابلتها بتجاهل تام ، بغرض ممالأة سلطة الشاه قبل الثورة الخمينية ، والخوف من السطوة الإيرانية بعد الثورة ، وأكبر من ذلك حالة التيه الذى يعيشها الواقع المسلم عالميًّا، وتخلف الدول والأفراد عن واجب النصرة الشرعية لهذه القضية التى يزيد عمرها عن عمر قضية فلسطين.

حملت الثورات العربية بارقة أمل لتحريك هذه القضية يوم أقيم ولأول مرة فى القاهرة فى شهر يناير الماضى مؤتمر لنصرة عرب الأحواز، وهو أمر غير مألوف ويعطى دلالة على التحول نحو نصرة قضايا المسلمين السنة كأولوية من أولويات الثورات العربية ، وتأكد هذا المعنى حين أثارته مشيخة الأزهر مع نجاد فى زيارته لها.

من جريدة الفتح – عدد70- 7/2/2013

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

سيناء والفريضة الغائبة
1921 ٠٢ يونيو ٢٠١٣
الشريعة والرفاهية
1841 ١٥ ديسمبر ٢٠١٢
قوة التصديق
1575 ١٥ نوفمبر ٢٠١٢
فتح بيت المقدس
10 ٢٩ ديسمبر ٢٠٠٨