الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

جذور المشكلة مع جماعة الإخوان

شريف طه - أمين حزب النور بالدقهلية - يكتب

جذور المشكلة مع جماعة الإخوان
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣ - ٢٢:١٩ م
8434

 

شريف طه - أمين حزب النور بالدقهلية - يكتب : " جذور المشكلة "

بعيدا ً عن التراشقات اللفظية، والكلام فيما لا ينفع ، نحاول أن نرصد أصل المشكلة من جذورها مع جماعة الإخوان بشكل موضوعي قدر الإمكان ، وذلك أن الكلام القيمي المرسل في مثل هذه الأزمات لا يجدي نفعا ً في الأغلب الأعم ، حيث يري كل طرف أن ما يفعله هونصرة للمشروع الإسلامي.
المشكلة الرئيسية في جماعة الإخوان هي أنها لا تنظر لنفسها علي أنها جماعة من جماعات المسلمين ، تقوم ببعض الجوانب من المشروع الإسلامي، وليس أنها تمثل المشروع الإسلامي وحدها، وهذا طبيعي فواجبات الإسلام كاملة أكبر من أن تقوم بها جماعة وحدها.
إن جماعة الإخوان لا تنظر لشركائها في العمل الإسلامي علي أنهم غطوا جوانب عجزوا عنها أو قصروا فيها.
إنها تنظر لنفسها علي أنها جماعة المسلمين ، ليس بالمعني العلمي الذي هو عند جماعة التكفير التي تري أن من خرج عنها فهو كافر، ولكن بالمعني العملي ، فهي تري أنها صاحبة المشروع الإسلامي الوحيد الصحيح المتكامل، وعلي باقي الحركات الإسلامية أن تكون جزءاً من هذا المشروع، أو علي أقل حال؛ أن تكون مؤيدة ومتابعة، وإلا اعتبرت عقبة في طريق المشروع الإسلامي لا بد من إزالتها وإقصائها باعتبارها تهدد المشروع الإسلامي، لمجرد خلافها مع جماعة الإخوان وخروجها عن العباءة.
ولعل هذا يفسر القهر الشديد والبغي الذي تمارسه الجماعة ضد من ينفصل عنها ويخرج منها،ولعل هذا يفسر لك المشهد في غزة وتونس وما يتعرض له السلفيون هناك من تضييق شديد.
وأما في مصر فمحاولات قمع الدعوة السلفية وتشويهها بدأت منذ ُأعلِنت الدعوة، ومن ثم بدأت إكالة التهم وفي مقدمتها( العمالة لأمن الدولة) !.
وبعد الثورة، وتكوين حزب النور وإدراك الإخوان أنه لن يكون داخل العباءة، كان من أهداف الإخوان إسقاط مرشح حزب النور بغض النظر عن المنافس ، حتي ولو لم يكن تيارا ً إسلاميا.
إن كل هذا يتم تحت مبرر الخوف علي المشروع الإسلامي من هؤلاء القليلي الخبرة، الذين لو تركنا لهم الأمر فسوف يضيع المشروع الإسلامي.
كل هذا أورث الدعوة السلفية حالة من فقد الثقة ، وأن الإخوان لا تعرف إلا منطق القوة ، وفي حالة ضعفك فسوف يتم تهميشك واقصائك ولا يستبعد التضييق عليك بعد ذلك!.
طالما ظلت هذه النظرة موجودة ، وغاب عن ذهنه أنه فصيل من الفصائل الإسلامية الكبيرة والتي لها حق القيادة دون إقصاء وتهميش للآخرين ، وأنه لا يعبر عن المشروع الإسلامي وحده، فهو جماعة من جماعات المسلمين، وليس جماعة المسلمين، فسوف يستمر محاولة الهيمنة علي المشهد والسيطرة عليه وإضعاف كل من يراه خارج العباءة.
وفي الدعوة السلفية ؛ تقوم علاقتنا بجماعة الإخوان علي أصلين، حسن العلاقة القائمة علي : إن أحسنوا أعناهم وإن أخطؤوا قومناهم، والثاني: الحفاظ علي كيان الدعوة دون ذوبان.
لم ندع يوما لإقصاء الإخوان ، بل ولا رفضنا قيادتهم للمشهد السياسي الحالي ولكن ما نرفضه هو انفراد الاخوان بالمشهد وإقصاءهم للآخرين.
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي    

 

تصنيفات المادة