الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

د."خالد علم الدين" ومرحلة كشف الأقنعة

تذكرتُ هذه الكلمات البليغة عند سماعي خبر إقالة الدكتور "خالد علم الدين"، فقد جاء هذا الحدث ليكشف لنا عن الأقنعة السوداء

د."خالد علم الدين" ومرحلة كشف الأقنعة
زين العابدين كامل
الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٣ - ١٧:٣٧ م
3474
د."خالد علم الدين" ومرحلة كشف الأقنعة
14-ربيع ثاني-1434هـ   24-فبراير-2013      

كتبه/ زين العابدين كامل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال أحد السابقين: "مَن غضب منك ولم يفعل فيك شرًّا فاتخذه صاحبًا لك فإن الغضب يفضح طينة البشر".

تذكرتُ هذه الكلمات البليغة عند سماعي خبر إقالة الدكتور "خالد علم الدين"، فقد جاء هذا الحدث ليكشف لنا عن الأقنعة السوداء القذرة التي يرتديها البعض، ويكشف الأقنعة عن المختفين وراء الأقنعة ليظهر الواحد منهم على حقيقته عاريًا من كل حجاب، فالذين يلبسون ثوب الزور لا يستطيعون أن يحتفظوا بهذا السمت المزور طويلاً فتبدو ملامحهم واضحة من خلف هذه الأقنعة؛ جاء هذا الحدث ليزيل الضباب الذي أعمى أعين البعض عن رؤية الحقيقة الواضحة.

وتأتي هذه الإقالة لترسل عدة رسائل هامة:

1- رسالة توضح مستوى الإدارة في رئاسة الجمهورية وكيفية صنع القرار، ومدى التخبط المهين في المؤسسة وكيفية إدارتها للأمور والأحداث.

فالرئاسة هي التي أثنت بالخير قبل ذلك على الدكتور "خالد علم الدين" وقالت: "إنه من أنشط المستشارين وأنه رجل دولة"، ثم خرجت لتطعن فيه الآن وبدون تهمة أو تحقيق!

ثم خرجت لتقول: إننا لم نتهم الدكتور "خالد"، ثم قالت: إنها ستعتذر، ثم نفت ذلك أيضًا! وهكذا الرئاسة في جميع القضايا والأحداث... لا تستطيع أن تتعامل مع أزمة ولا ندري مَن الذي يتخذ القرار؟!

وقد صرح الدكتور "خالد علم الدين" بأنه منذ عدة أشهر وهو يطلب مقابلة رئيس الجمهورية، ولكنه لم يتمكن من ذلك ولم يستطع!

والسؤال: إذا  كان "مستشار الرئيس" لا يجلس مع "الرئيس"، بل ولا يستطيع مقابلته؛ فمن هم أهل الشورى بالقصر الرئاسي الذين يصنعون القرار أو يساهمون في صنعه؟!

2- رسالة إلى بعض الأفاضل الذين يخصون فصيلاً بعينه ويقولون إنه هو الوحيد القادر على إدارة المرحلة وأنهم رجال المرحلة! وقد رأينا ما وصلت إليه البلاد من الناحية السياسية أو الاقتصادية، والذي أعرفه أن رجال المرحلة مِن صفاتهم: "الصدق - القوة - الأمانة - حسن الإدارة"؛ فلابد من الاتصاف بهذه الصفات.

3- رسالة إلى الساسة... فلابد أن يعلموا أن السياسة الحقيقية هي سلوك كل ما يصلح به الخلق في الدين والدنيا.

السياسة هي: تصريف شئون العباد وفق مقتضى المصلحة.

السياسة هي: الحل الأفضل لوضع حد للفوضى.

السياسة هي: العدل وعدم الاحتجاب عن الرعية والمساواة بين الناس.

السياسة هي: فن الممكن، وفي كثير من الأحيان هي فن الإنقاذ.

السياسة هي: الإصلاح "ولا إصلاح إلا بالشرع"، وليست السياسة هي التحزب والتعصب الأعمى والكذب والخداع وروغان الثعالب، ففساد ذات البين هو سبب التدابر والتباغض, وهو سبب التشرذم والتفرق الحاصل للأمة كما هو حال واقعنا المعاصر الذي نعيشه الآن، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَبَاغَضُوا وَلا تَحَاسَدُوا وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا(متفق عليه).

السياسة هي التي تسوس الناس؛ ولأن "الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" كانت حقوق الإنسان السياسية من علامات النهوض والتماسك والترقي في المجتمعات.

4- رسالة إلى أبناء الدعوة السلفية وحزب النور، وقد كَشف لهم هذا الحدث بعض الحقائق وأن قيادات الدعوة وكذلك الحزب على وعي تام ودراية واسعة بخطورة المرحلة، وطبيعة وحقيقة بعض التيارات التي ربما ينخدع فيها البعض أحيانًا، فلابد من أن نجدد الثقة في قادة الدعوة والحزب.

5- رسالة إلى أصحاب أحلام اليقظة الذين ينادون بالوحدة بين جميع أبناء التيار الإسلامي، وأن هذه الوحدة المزعومة تعني أن السلفيين يعملون عند غيرهم كخدم لهم ليس إلا، وعندما تستقل برأيك ووجهة نظرك فهذا يكفي جدًّا للإقصاء والتهميش ورميك بالتهم والسهام المسمومة إن احتاج الأمر إلى ذلك، ويسلون عليك سيفَ الإبعاد، ويرشقونك بسهام الإقصاء، ويحْرِقْونك بنار الانتقام.

6- رسالة إلى مَن يزكون أنفسهم ويظنون أنهم أفضل البشر! رسالة إلى من يدعي لنفسه العلم بما في ضمائر الناس مع أن نفس دعواه دليل على كذبه؛ لأن في دعواه تزكية النفس المنهي عنها؛ قال -تعالى-: (فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى(النجم:32).

7- أذكر إخواني بأنه ما من محنة إلا وفيها منحة -بإذن الله تعالى-، وأن الله -تعالى- إذا أراد أن يظهر الحق وينصره قيض له من يصد عنه، قال -تعالى-: (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(الأنفال:37)، وقال -تعالى-: (فأمَّا الزَّبد فيذهب جفاءً وأمَّا ما ينفع النَّاس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)(الرعد:17).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي