الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

كيف نواجه التسلل الإيراني إلى مصر؟

بدأت سلسلة "التوغل الثقافي الناعم" إلى داخل ما يعده الشيعة جزءًا من إمبراطوريتهم المنشودة "مصر الحبيبة"؛ التي ظلت

كيف نواجه التسلل الإيراني إلى مصر؟
ياسر برهامي
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣ - ٢٠:٤١ م
3783
كيف نواجه التسلل الإيراني إلى مصر؟
27-جماد أول-1434هـ   7-إبريل-2013      

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد بدأت سلسلة "التوغل الثقافي الناعم" إلى داخل ما يعده الشيعة جزءًا من إمبراطوريتهم المنشودة "مصر الحبيبة"؛ التي ظلت مستعصية على تصدير الثورة الطائفية الإيرانية على مدى العقود الأخيرة إلى يومنا هذا.

والذي يشهد خطرًا داهمًا لم يحدث من قبل في ضوء الانفتاح والتطبيع السياسي والتقارب المصري الإيراني الذي لم يعد خفيًّا على أحد أثر الموقف التاريخي للإخوان المسلمين في مسألة التشيع والثورة الإيرانية في تثبيته ابتداءً من صياغة الأصول العشرين للأستاذ "حسن البنا" -رحمه الله- فيما يتعلق بقضية الإمامة والخلافة، والخلاف بين الصحابة؛ حيث لم تنص على إمامة الصديق أبي بكر ثم الفاروق عمر ثم ذي النورين عثمان ثم الخليفة الراشد الرابع علي -رضي الله عنهم- وترتيبهم في الفضل، بل اكتفت الصياغة بالإمساك عن الخلاف الذي شجر بين الصحابة! ولا شك أن عقيدة أهل السنة هي الإمساك عما شجر بين الصحابة من خلاف، لكن بعد النص على إمامة الأربعة وفضلهم.

ثم ما كان من قبول الأستاذ "البنا" لفكرة التقريب بين السنة والشيعة، وجوابه لتلامذته حين سألوه عن الفرق بين الشيعة والسنة عند زيارة أحد أئمتهم بالمركز العام بأن قال غاضبًا: "ديننا واحد وإلهنا واحد ورسولنا واحد وقبلتنا واحدة وسنتنا واحدة!"، كما حكى عنه الأستاذ التلمساني.

ثم ما كان من موقف الجماعة من التأييد المطلق للثورة الخمينية عند قيامها وعدها ثورة إسلامية مع غض الطرف عن طائفيتها ومنهجيتها البغيضة!

ومرورًا بما ورد في كتابات الأستاذ "سيد قطب" -رحمه الله- من إشارات في نقد تصرفات الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، والطعن في معاوية وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما-! وانتهاءً بالمواقف الحالية المعاصرة من الثناء البالغ على "حزب الله" و"حسن نصر الله"، وعدم اتخاذ موقف جاد وإيجابي من الدعم الإيراني لنظام "بشار"، وعلى دعمهم للنظام المالكي الدموي في العراق الذي قتل من أهل السنة على يد الميليشيات الإيرانية الشيعية مثل ما قتلت القوات الأمريكية الغازية، بل يزيد!

وبعد كل هذا بدأت إجراءات التغلغل الإيراني داخل مصر من خلال اتفاقات السياحة، ثم إلغاء تأشيرات الدخول للمصريين إلى إيران،والترحيب البالغ بالقائم بالأعمال الإيرانية في الإعلام المصري، وتعيين مستشار شيعي في وزارة الإعلام، وزيارة وفد إعلامي مصري لإيران للاتفاق على دبلجة المسلسلات الإيرانية باللغة العربية لعرضها على التلفاز المصري والقنوات المصرية، واستغلال الشيعة للعرب والقلة من المصريين التي قبلت أن تبيع دنيها في الدعوة إلى المذهب الشيعي البغيض، وافتتاح قناة "صوت العترة" التي تبث على "النيل سات" ويشرف عليها السفيه "ياسر البغيض" الساب لعائشة -رضي الله عنها-، المباهل على أنها في النار! -والعياذ بالله من الضلال- وإعداد وفود مصرية من الأشراف للسفر إلى إيران لتعلم مذهب الإمام علي -كما يزعمون-، وتشييع طرق صوفية أصبحت تجاهر بمناحاة منهج الرافضة الذي يدَّعون أنه منهج أهل البيت كذبًا وزورًا على أنه مذهب أهل السنة، والبقية تأتي من ترميم المساجد الفاطمية والسعي لإدارتها من قِبَل الشيعة!

ولو لاحظنا أن القاسم المشترك في كل هذه الأنشطة هو العمل الدعوي البدعي الغالي الذي يحتمل الجهل بحقيقة هذا المنهج عند كثير من أبناء الشعب المصري، واستعمال أسلوب التقية لخداع الطيبين، وإيجاد التبرير الاضطراري للأزمة الاقتصادية لتمرير هذا التغلغل؛ لوجدنا أن حجر الأساس في محور المواجهة لهذا الغزو الحقيقي هو الدعوة إلى الله -عز وجل- ونشر العلم في كل طوائف الشعب المصري وطبقاته بحقيقة عقيدة أهل السنة والجماعة في تعظيم الصحابة مع حب أهل البيت، والتأكيد على حب الخلفاء الراشدين المهديين -رضي الله عنهم- بترتيبهم وتعظيم أمهات المؤمنين، ونشر فضائل الصحابة جميعًا -رضي الله عنهم-، وتوليهم وبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، وتحقيق الوئام بين الصحابة وآل البيت وليس نصب العداء بين الفريقين، وتبيين مدى الشذوذ الذي يتميز به المنهج الرافضي، وبيان ضلالاتهم العقدية والعملية والسلوكية والتاريخية، والعداء الذي يكنونه ويظهرونه ويورثونه ضد أهل السنة في كل مكان.

هذا مع الضغط السياسي، وبيان أن الانتعاش الاقتصادي والسياحي المتوقع من المد الإيراني وهم كبير؛ ولو وجد لكان على حساب الدين وهذا لا يجوز، فكيف وهو لا يوجد؟!

وإنما حل الأزمة الاقتصادية الخانقة إنما هو بسلام اجتماعي حقيقي يحقق الأمن والاستقرار، ويدفع البناء والتنمية بسواعد أبناء مصر وجهودهم على أساس متين من عقيدة أهل السنة والجماعة، ومذاهبهم التي نص الدستور على عدها دون غيرها.

حفظ الله مصر من كل سوء، وجمع كلمة أبنائها على الحق، وهدانا جميعًا إلى سواء السبيل.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة