الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

اللهم نجنا والشيخ "حازم" من كل سوء في الدنيا والآخرة

من الممكن أن يعتذر الشيخ "حازم" هنا بأنه لم يوجِّه الاتهام لأحد بعينه، ولكن سوف تعترض هذا الاعتذار عدة أمور

اللهم نجنا والشيخ "حازم" من كل سوء في الدنيا والآخرة
عبد المنعم الشحات
الاثنين ٢٩ أبريل ٢٠١٣ - ٠٧:١٩ ص
3842

19-جماد ثاني-1434هـ   29-إبريل-2013      

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد استضاف الشيخ "خالد عبد الله" الشيخ "حازم أبو إسماعيل" يوم الاثنين "22-4-2013م"، وتطرق الكلام لبعض سياسات "حزب النور"، والتي سردها الشيخ من باب توصيف واقع الاختلاف في طريقة التفكير بينه وبين حزب النور، وكرر أكثر من مرة قوله: "أنا مش بَقول حلو ووحش "، ولكنه ختم ذلك بدعاء الله -عز وجل- "أن يعافيه منها في الدنيا والآخرة"؛ مما ينافي تحاشي وصف "حلو ولا وحش"!

والشيخ "حازم" كما نعرف لا يحب أن يُنسب إلى جماعة بعينها، وليس له تراث فكري تعرف منه منهجه الشخصي وإن كان له بالطبع الكثير من المحاضرات العامة، ولكن يصعب اعتبارها مرجعًا فكريًّا؛ فلم يبقَ إلا مواقفه العملية التي يمكن أن تعرف منها منهجه.

فإذا أردت أن تعرف -مثلاً- ضوابط التعامل مع المخالفين من الكفار والمبتدعين وعامة المسلمين ودعاتهم وجماعات دعوتهم فلن تجد تأصيلاً، وإنما ستجد مواقف عليك أن تجتهد في سبرها إذا أردت أن تعرف قاعدة الشيخ حازم "وهذا توصيف مجرد وليس مدحًا ولا ذمًا".

المشكلة الرئيسية أن مواقف الشيخ حازم -فيما يبدو لي- قد تكون متناقضة بصورة تستعصي على الفهم، ومنها هذا الموقف الذي كرر فيه مرارًا أنه لا يقصد بيان الخطأ والصواب ثم ختم كلامه بهذا الدعاء الذي لا يُقال إلا في البدع الضلالات!

بل الأدهى من ذلك أن معظم ما سرده الشيخ من مواقف "حزب النور" وختمه بهذا الدعاء قد تلبس هو بمثله أو بما هو أشد منه -كما سأبين-!

- القضية الأولى: مَن يدفع لمن يثير "هوجة" حول توجه مصر لإيران:

في معرض الإجابة عن سؤال حول العلاقة بالإمارات عرج الأستاذ "حازم" على أن تلويح الرئيس "مرسي" بالاتجاه نحو إيران قد يكون نوعًا من التوازن مع الإمارات، ثم عاد فاستدرك بأنه يعتقد أن هذا سيكون ضعيف الأثر؛ لأن الجميع يفهم قواعد اللعبة "مصر والإمارات والجميع"؛ إلا أنه قال بعدها: "وممكن يكونوا بيثيروا ناس في مصر عشان يعملوا هياج ضد الكلام مع إيران، لا تضمن أن هذا الكلام برضه متشجع "يعني مش الكلام المنحرف لا قدر الله" (منتهى الورع) مدعوم يعني بيسندوا هذا الكلام علشان أمنع مصر تروح إيران يعني حدفعلك مليار جنيه بس اعملي هوجة!".

وكما قلت إننا لن نستطيع أن نقف على قواعد نظرية نتعرف منها على قناعات الأستاذ "حازم" الفكرية، وليس أمامنا إلا الرجوع للمواقف العملية، ومنها: "موقفه من قضية اتهام حركة 6 إبريل بتلقي تمويل"، وهذه فيديوهات له في هذا الصدد:

http://www.youtube.com/watch?v=OaTk3rfvaws

http://www.youtube.com/watch?v=xbnrPWQ8TqY

ومن أهم ما جاء في كلامه أنه يرفض تمامًا توجيه هذه التهم، وأن المحل لتوجيه تهم كهذه هو القضاء لا السياسة، وأن توجيه هذه التهم سياسيًّا يعتبر فسادًا سياسيًّا؛ فلماذا إذن خالف "الشيخ حازم" قاعدته تلك؟!

من الممكن أن يعتذر الشيخ "حازم" هنا بأنه لم يوجِّه الاتهام لأحد بعينه، ولكن سوف تعترض هذا الاعتذار عدة أمور:

الأول: أن من اعترض على هذه العلاقات كلهم من الإسلاميين "وبصفة خاصة السلفيين"، وقد ذكر الشيخ "خالد عبد الله" بعدها على وجه الخصوص "الدعوة السلفية" و"الجبهة السلفية"، ورغم يقيني أن الشيخ "حازم" لا يقصد أيًّا منهما؛ إلا أن المستمع غير المطلع سوف يظن أن هذا الاتهام منصب عليهما.

الثاني: أن كتم جريمة كهذه "تمويل خارجي لمعارضة السياسة الداخلية لبلده" ربما يفتح الباب لغيرها، فلا يعقل أن يكون لدى الشيخ "حازم" مثل هذه المعلومات ويدخرها لنفسه دون أن يذهب بأصحابها إلى القضاء لا سيما وأنه أشار إلى أرقام ضخمة "مليار جنيهًا!".

ثم إن الشيخ "حازم" ذكر أمورًا وتحذيرات في قضية الشيعة لم تطبقها وزارة السياحة في اتفاقياتها مع إيران مما يدخله في مثيري "الهوجة" -على حد تعبيره-!

لاحظ أن كل الاعتراضات كانت رد فعل على السياحة الإيرانية وليس أصل العلاقة مع إيران، ويبدو أن الشخص الذي يلخص للشيخ "حازم" الأخبار -كما قال في حواره- ليس دقيقًا في نقل المواقف.

- القضية الثانية: التوقيع على وثيقة المجلس العسكري:

والجواب عليها من وجوه:

أولاً: الذي وقع تلك الوثيقة كان د."عماد" دون الرجوع للحزب والذي أعلن استنكاره في اليوم التالي:

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=656004&eid=7266

ثانيًا: ورغم أن الأمر بهذه الصورة ينعكس على الشيخ "حازم" لوجود مشروع تحالف بينه وبين د."عماد"؛ إلا أنه من باب الإنصاف فإن الوثيقة لم تتضمن ذلك صراحة وإنما تضمنت اتفاقًا مبدئيًّا بين الأحزاب الموقعة على الوثيقة بإصدار وثيقة تفاهم ولم ينص على أنها "وثيقة السلمي"، وكان رأي د."عماد" آنذاك أن يوافق على أن يطرح رؤية منضبطة عند الوصول إلى التفاصيل، ولكن الهيئة العليا للحزب لم توافق على هذا وأصدرت بيانها السابق.

- القضية الثالثة: التوقيع على وثيقة الأزهر:

الجواب عليها من وجوه:

أولاً: لم ينتبه الشيخ إلى أننا الوحيدون الذين ذكرنا تحفظات تفصيلية تتعلق بالوثيقة، وهذا مشهور معلوم، وهذا رابط لبيان الدعوة بهذا الصدد:

http://www.salafvoice.com/article.php?a=5599

ثانيًا: إن الكثير من حلفاء الشيخ "حازم" الحاليين قد وافقوا عليها بغير تحفظ منهم.

- القضية الرابعة: الموافقة على الدستور:

يرى الشيخ "حازم" أن الدستور حتى بعد إضافة المواد 4 و81 و219 غير كافٍ، وكان يود التصويت عليه بـ"لا"! ولكنه في النهاية لم يدع إلى ذلك، ومع هذا فالشيخ "حازم" دائم النقد لمن بذل جهده من أجل هذه المواد في حين يسكت عمن كان ولا يزال يرى الاكتفاء بالمادة الثانية!

ويرد على موقف الشيخ حازم سؤالان:

الأول: هل الترشح للرئاسة في ظل الإعلان الدستوري الذي لم يكن فيه إلا المادة الثانية دليل على أن المادة الثانية تمثل حدًّا أدنى للمشاركة السياسية؟

لم يجبنا الشيخ "حازم" على هذا وإنما أجابنا الشيخ "رفاعي سرور" في حضرته من أنها بيعة، والانتخابات الرئاسية وسيلة إليها، وبناء على هذا التنظير أيد كثير من الشباب الرافض للدستور الشيخ "حازم".

الثاني: فماذا عن تأسيس حزب سياسي "بل أكثر من حزب" هل يلزم منه إقرار بالدستور؟

- القضية الخامسة: العلاقة مع شيخ الأزهر:

السبب المعلن في موقف الشيخ "حازم" من شيخ الأزهر هو انضمامه للجنة السياسات، وهو بهذا الاعتبار جزء من النظام السابق، ولكن ماذا عن التضامن مع مجموعة مرشحي الرئاسة ومنهم الأستاذ "عمرو موسى"، ومنهم د."البرادعي" المحسوب على أمريكا التي ينادي الشيخ "حازم" بالخروج من تبعيتها؟!

فإن قال: إنما تعاونت معهم على دفع الظلم والضغط على المجلس العسكري...

قلنا: فأين وجدت تأييدًا لشيخ الأزهر في خلاف الحق، وقد سبق بيان موقفنا من وثيقة الأزهر؟! وأظن أن نفس الإجابة أو أظهر منها لو ذُكرتْ خلافات منهجية.

- القضية السادسة: السفارة الأمريكية:

في حدود علمي أن الشيخ سافر إلى أمريكا مما يعني أنه ذهب للسفارة وحصل على تأشيرة، وهذا ما حصل معنا بالضبط "مع فارق يسير" هو: أن أمن الدولة ومنذ التسعينات وهي توصي بعدم منح التأشيرة لمن تأتيه دعوة لزيارة أمريكا من دعاتنا، وعندما جاءت دعوة بعد الثورة -في هذه الأيام- ما زالت أمريكا تماطل في منح التأشيرة، ويبدو أنها لن تمنحها.

مع أنه تمت لقاءات في مناسبات متعددة طرحت فيها رؤية الحزب نحو العلاقات الدولية التي تقوم على قاعدة "مصالح بمصالح لا مصالح بمبادئ" تم فيها الاعتراض على تدخلهم في الدستور، والاعتراض على خطابهم المتعلق بقضايا الأقليات "النصارى - الشيعة - البهائية"، وكذلك موقفهم من المرأة.

وأما حضور الاحتفال بعيد استقلال أمريكا فقد حضره أيضًا د."عماد" وسبَّب أزمة بينه وبين عامة الحزب ومرجعياته العلمية، وكذلك زيارته لسفارة تركيا في عيدها القومي!

- القضية السابعة: "شفيق - جبهة الإنقاذ":

جاء في معرض كلام الشيخ "حازم" على الانفتاح مع الشيعة الاستدلال بما هم به النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصالح غطفان على جزءٍ من ثمر المدينة بحيث ينفضون عن حلف قريش رغم أنه لم يفصِّل القصة، ولكن القصة معلومة من السيرة ونص كلامه: "هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أن هناك كفرًا، ولكنه أراد أن يفرق بين قريش وغطفان".

وهذا الاستدلال يصلح في أي حوار مع "جبهة الإنقاذ أو شفيق"؛ لا سيما مع ما تكرر من بيان الأهداف التي كانت وراء كل من هذه اللقاءات، ولا ندري: لماذا لم يستصحب هذا الاستدلال هنا؟!

وبالإضافة غلى ذلك فثمة مواقف عملية يقع فيها الشيخ -فيما نرى- في عين ما دعا الله أن ينجيه منه! ومن ذلك:

1- التحالف مع حركة "6 أبريل"، والزيارات التي تمتْ قبل "أحداث محمد محمود" تحت عنوان: التشاور في الشأن المصري (ملاحظة: هذه هي التشاورات الوحيدة المعلنة التي أجراها الشيخ حازم مع حركة أو حزب طبعًا باستثناء المشاورات الأخيرة الخاصة بالأحزاب التي أسسها).

2- الثناء البالغ المتبادل بينه وبين الدكتور "أيمن نور" أثناء تضامنه معه في قضية استبعاده من انتخابات الرئاسة حتى إن الشيخ "حازم" أبدى حزنه وأسفه على استبعاد أحد فرسان السباق، مثل: الدكتور "أيمن نور"، ولا أظن أن الشيخ يخفى عليه أن د."أيمن نور" ليبرالي (غني عن الذكر أننا نتواصل مع الجميع وفق ثوابتنا والشيخ حازم ينكر علينا شيئًا من ذلك مع أنه يفعله!).

3- لماذا لم يعتبر الشيخ "حازم" تضامن المستشار "مرتضى منصور" معه ودفاعه عنه تهمة؛ رغم أنه نفسه محامٍ وكان معه عشرات المحامين الإسلاميين؟!

4- قول الشيخ "حازم" عن "باسم يوسف": "خسارته كان دمه خفيف لولا كلامه عن الشذوذ الجنسي!".

تعليق حول منهج الشيخ "حازم":

أعادت تلك الحلقة إلى الذاكرة نماذجَ لاعتراضاتٍ لنا على المنهج السياسي للشيخ "حازم أبو إسماعيل" رأيتُ إلحاقها بهذا الرد على جملة اعتراضاته.

موقف الشيخ حازم من الدماء:

نعلم أن الشيخ "محمد عبد المقصود" يوافق الشيخ "حازم" في معظم انتقاداته علينا؛ فلذلك فانتقاده هو للشيخ "حازم" قد يكون أكثر وقعًا، وفي هذا الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=4CogGvJ8R30 تعليق الشيخ "محمد عبد المقصود" على موقف الشيخ "حازم" من الدماء بعد مناقشة عدد من الدعاة له في "أحداث محمد محمود"، ويمكنك أن تلحق بها نظائر منها "لا سيما تلك التي يوجد اعتقاد لدى جميع الناس أنه دعا إليها -أو أيدها على الأقل-" ثم تكتشف أن الأمر على خلاف ذلك! مثل: "أحداث العباسية"، و"مسجد القائد إبراهيم".

وثمة أمور تتعلق بواقعية ما يطرحه من رؤى قد تكون اللائمة فيها على المعاونين إلا أنها في النهاية تُنسب إليه مثل ما ذكره في هذه الحلقة مِن أن: "مقرات الحزب الوطني تقدر بالمليارات، ومِن ثَمَّ فبيعها قد يمثِّل أحد أهم الحلول للأزمة الاقتصادية".

ولعل هذا التصريح قد أعاد للأذهان قضية مدخرات المصريات الذهبية التي تتخطى التريليون دولارًا! وغيرها مما قد لا يضر المرء كشخص، ولكنه يضره كسياسي، ولهذا الأمر نظائر فيما طرحه من حلول أثناء حملته الانتخابية.

ملاحظات أخيرة:

1- أحب الشيخ "حازم" في الله كما يحبنا في الله.

2- معظم هذه الأمور تحدثت معه في (نظائرها) وجهًا لوجه.

3- لم نبتدئ بالكلام وإنما ابتدأ الشيخ "وفي برنامج فضائي علانية"، وقد كان من الممكن التغاضي؛ لولا عبارة: "أسأل الله أن يعافيني منها في الدنيا والآخرة!".

وأنا أسال الله أن يعافينا وإياه من كل سوء في الدنيا والآخرة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أنا السلفي

www.anasalafy.com