الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول تصريحات بعض رموز القوى المدنية بضرورة القضاء على الإسلام السياسي وعلمنة مصر

السؤال: 1- أود أن أعلم رأي فضيلتك في الفيديو الفاضح على قناة "أون تي في" وفيه تهاني الجبالي ووحيد عبد المجيد ونصارى، وقد وجهت هذه القوى السب والقذف الفاحش والإهانات الشديدة لـ"حزب النور" أمام كل مَن استمع إلى هذا الفيديو وشاهد ما فيه كما سأذكر لفضيلتك، وقد تكلمت هذه القوى "المسماة بالمدنية" أيضًا عن رغبتها في الإطاحة التامة بالإسلاميين وعن هدفهم في أن يجعلوا مصر دولة علمانية لا علاقة لها بالإسلام وأن يتم عمل دستور جديد ينص على فصل الإسلام والدين عن الحياة بالكلية في مصر المسلمة، ومما جاء في هذا الفيديو على لسان بعضهم: "أنا مُصر أننا نعمل دستور جديد للسبب اللي قاله حلمي النمنم أننا متخوفين من حزب النور, آن الأوان أن يخرج ما يسمى بالتيار الإسلامي السياسي من اللعبة وإذا مخرجش يبقى معملناش حاجة؛ لأن حزب النور أخطر من الإخوان, وحزب النور بقى عامل زي الزوجة اللي بتقول لزوجها هات 100 جنيه ولو قالها لا معييش فلوس, فزوجته تقوله: والله هروح أزني في الشقة الفلانية عشان آخد الـ100 جنية, أهو حزب النور نفس النظام, نقولهم تعالوا, يقولك لا لو معملتوش اللي أنا عايزه هروح رابعة العدوية, طيب ماشي: غوروا في 60 داهية". وقالوا أيضًا: "آن الأوان أن يخرج تيار الإسلام السياسي من اللعبة ونعمل دستور مدني، إحنا بنكذب وبنقول مصر دولة متدينة بالفطرة, وأنا بقول: مصر دولة علمانية بالفطرة, إحنا كنا بنكذب عليهم وبنقول: مصر دولة متدينة بالفطرة ... " إلى غير ذلك من التصريحات الشنيعة لتهاني الجبالي وحلمي النمنم الذي تكلم عن ضرورة سفك الدماء وقال: "لازم يكون في دم, وفي دم نزل وفي دم لسه هينزل كمان... !" -أخزى الله المجرمين-. فبعد هذه التصريحات وهذه البغضاء للدين والإسلام وهوية مصر الإسلامية المتدينة بالفطرة والتي لا ترضى إلا بالإسلام دينًا لها وقد فضحهم الله بظهور ما يبطنون ويخفون، وجهلوا أن اللقاء يُبث على الهواء. فما هو تعليق فضيلتك على ذلك يا شيخ؟ 2- المتابع للساحة السياسية والإعلامية في مصر، والتسريبات الإعلامية المتنوعة على كافة المستويات يجد أن الهدف القادم هو القضاء على "الدعوة السلفية" وحزب النور، وأنا ممن يرى هذه الرؤية، ولكن أعتقد أن الجيش الحاكم في مصر سيؤجل هذه الضربة لما بعد التخلص التام من شوكة الإخوان المسلمين واعتصامهم ومسيراتهم المستمرة حتى الآن، وأنا أعتقد أن الضربة الموجهة لحزب النور ستكون بعد 4 شهور، أي عند الانتهاء من تعديل الدستور، وسيحتوي على مادة تمنع إنشاء الأحزاب على أي أساس أو مرجعية دينية. فإن كنتُ على صواب فيما أتصوره فهل سنواجِه هذا القرار بالمظاهرات والاعتصامات أو نكتفي بالتصويت برفض الدستور فقط أو... وهل يمكن أن نقبل بأن نعود إلى عصر "مبارك"؟ 3- لم أسمع تعليقًا من حضرتك على كلام الأخ "نادر بكار" في مداخلته على إحدى القنوات والتي أثارت حوله كثيرًا من اللغط؟ أعانكم الله ووفقكم لما فيه الخير للإسلام والمسلمين.

حول تصريحات بعض رموز القوى المدنية بضرورة القضاء على الإسلام السياسي وعلمنة مصر
الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣ - ١٤:٥٧ م
3658

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فهذا الفيديو يؤكد أن "حزب النور" لم يبع دينه ولا منهجه، بل إنما تعامل مع واقع "قد فُرض وتم بالفعل"؛ مِن أجل تقليل الخسائر، ومحاولة المحافظة على الهوية والدستور، وحدثت الاستجابة الجزئية لذلك، وأمامنا معركة قادمة حول الدستور.

وليس معنى كلام "غلاة العلمانية" أن هذا هو الذي سيحدث؛ فذلك مِن علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، لكن "يدل على أن حزب النور غصة في حلوقهم".

وما أظن أن تسريب هذا الفيديو وقع بطريق الخطأ، بل هذه رسالة مقصودة، لكن لابد أن نتكاتف لرفض ما يريدون، وليس مجرد كلام هؤلاء يجعلنا نقول: إن الجميع متفق على هذا المخطط؛ وحتى لو وقع فقد أدينا ما علينا، وما زال علينا أن نوثـِّق علاقتنا بالناس؛ لرفض هذا المخطط، وليس أن نفقدهم ونتركهم للعلمانيين المتطرفين.

2- إياك والإرجاف ولو حدث ما ذكرتَ... وهو غيب لا يعلمه إلا الله، وليس كل ما يخططه البعض لابد أن يقع (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:64).

وأقول: لو وقع ذلك فالدعوة ستستمر؛ لأنها دعوة الحق، ودين الله لن يزول، وقد عملنا في أحلك ظروف "أمن الدولة" في العهد السابق، وبنتْ الدعوة صفوف أبنائها أثناء هذه المحنة.

وأقول لكَ ما قال الله عن رسله: (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ)(غافر:5)، وهم إنما يريدون أن يأخذوا دعوة الرسل لا أشخاصهم؛ فمن حاول ذلك أخذه الله!

وإنما الذي علينا أن نظل على الحق ونتمسك به، وأنا أرى أن هذا الفيديو المسرب للإرجاف هو أعظم دليل على عدم خيانة حزب النور والدعوة "كما يفتري هذا البهتان مَن يفتريه".

3- انظر تعليق د."يونس مخيون" عليه، مع أني أرى أن هناك تحاملاً شديدًا على الأخ "نادر" لا يستحقه.

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي