الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

لماذا نصحتم د."مرسي" بالاستقالة إذا خرج عليه الملايين دون غيره؟!

20-شوال-1434هـ 26-أغسطس-2013 السؤال: لماذا طالبت "الدعوة السلفية" -وفي مقدمتها فضيلتك- الدكتور "محمد مرسي" بالاستقالة "لو خرج الملايين في 30 يونيو"، ولم تطالب الفريق "السيسي" بالمثل رغم خروج الملايين تباعًا بعد ذلك يطالبون برحيله؛ خاصة وأنه لا يخفى عليكَ الآتي: - التضخيم الإعلامي الكاذب لمظاهرات "30 يونيو"، والدور المحوري فيها لرجال الأعمال الفاسدين، وفلول النظام السابق، وجهات داخلية وخارجية معلوم عداؤها للإسلام والمسلمين. - خروج الملايين بحق في سائر ربوع مصر يطالبون برحيل "السيسي"، وبطول معظم ساعات نهار رمضان وليله رغم الترويع بالبلطجية والشرطة والجيش، ورغم أعمال الإيذاء والاعتقال والقتل في تلك المسيرات والاعتصامات بلا هوادة. - إيغال نظام الحكم الحالي في القتل، وارتكابه مجازر بشعة لم تشهد لها مصر مثيلاً، ومسئوليته عن العدوان الممنهج على المساجد والمصلين بمشاركة البلطجية والشرطة والجيش، وإقدامه على غلق القنوات الإسلامية، وتجريد حملة إعلامية مضادة للإسلام، والتسريبات عن تحجيم مواد الشريعة بالدستور، وحظر الأحزاب الإسلامية.

لماذا نصحتم د."مرسي" بالاستقالة إذا خرج عليه الملايين دون غيره؟!
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣ - ١١:٥٠ ص
3216

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فإنما قلتُ: سأنصح د."مرسي" بالاستقالة لو خرج عدد يزيد على مَن انتخبوه؛ لأن الظهير الشعبي كان هو القوة الوحيدة على الأرض التي تسانده في حين تخالفه كل القوى الأخرى داخليًا وخارجيًا -راجع مقال: "عتاب هادئ للإخوة المخالفين في الداخل والخارج"- بحيث صار عاجزًا عن تلبية احتياجات المواطنين -فضلاً عن العجز عن إقامة الدين-؛ مما هدد، بل قد وقع بالفعل سخط شعبي هائل، وأنذر بحرب أهلية يسقط فيها مئات الألوف، بل ربما ملايين -إذا استمرت- يفقد فيها الإسلاميون كل شيء.

أما الفريق "السيسي" فالوضع مختلف، فأنتَ تعلم أن غالبية القوى الفاعلة إن لم تكن معه فليستْ ضده، والغرب الذي يبدو لكم أنه ضده هو في الحقيقة ضد مصر كلها، وضد الإسلام وأهله، وإنما يتعامل في النهاية مع مصلحته في تقسيم هذه البلاد وتخريبها.

- وأما ما ذكرتَ مِن ملاحظات؛ فلابد أن تفيق -أخي الكريم- من أسر إعلام "الفيس بوك" وصفحات المؤيدين التي قالت يومًا: "إن عدد المعتصمين في رابعة والنهضة خمسة ملايين!"، وكانوا في حدود الخمسين إلى مائة ألف، وقالت عن الحشود في "30 يونيو" أنهم: "بلطجية، ونصارى، وأطفال شوارع فقط!" مع أنها كانت -على الأقل- تربو على عدة ملايين -"وليس 30 مليونًا"-، ولكنه عدد كافٍ لإحداث ثورة أو حرب أهلية، وكانت من جميع طوائف الشعب.

وأظنك لا تقرأ بيانات "الدعوة" و"الحزب" المتتابعة ففيها بيان موقفنا وقراءتنا للواقع وقد ثبت صحته؛ فما لي أراك إلى الآن لا ترى الحقائق؟!

- وما ذكرتَ من قتل وبغي وعدوان... فنحن ننكره بما استطعنا كما أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتأكد أننا ننكره على كل الأطراف وفي كل ربوع مصر؛ فقد حمل السلاح واستعمله مَن ينتمون للتيار الإسلامي، وهناك من يؤصِّل لتكفير المخالفين واستباحة قتلهم وينظـِّر لذلك، ويؤيده ولا ينكره!

وقد كان الخطاب في القنوات الإسلامية، وعلى منصة "رابعة العدوية" خطيرًا للغاية؛ سبق أن حذرنا مِن خطره "مكتب الإرشاد" في زيارة "16-6-2013م"، والوثيقة التي قدَّمناها لهم منشورة في جريدة "الفتح"، فأرجو أن تراجعها، وأن تراجع -مرة ثانية- البيانات والتصريحات والفتاوى.

أما مواد الشريعة: فلا تنسَ أن الإخوان هم أول مَن كان مقترِحًا غيابها في الجمعية الأولى، ووفقنا الله حتى وُجدتْ، وما زالتْ أمامنا معركة نحاول فيها إبقاءها في "لجنة الخمسين" أو في "الاستفتاء" إن أصروا على حذفها!

وأكرر في خاتمة جوابي أنك لابد أن تنظر إلى موازين القوى، وإلى المصالح والمفاسد، وإلى الضرر المتعدي على عموم الناس "وخصوصًا الإسلاميين" في أي قرار أو موقف أو بيان أو تصريح أو نبرة في الكلام أو حتى سكوت... فإن ذلك كله له أثر كبير في مواقف الآخرين، وليس فقط "ألسنا على الحق - أليسوا على الباطل" مع أن حق البعض قد دخله دخن كثير ربما كان سببًا في إضاعته، ومع أن باطل البعض قد خالطه حق؛ أعظمُه -وإن أبيتم- كلمة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" التي أحسب أن عامتهم يقولونها مصدقين بها، يدينون بها لله؛ ولو جاروا وظلموا، ونحن لم نؤمر أن نشق عن قلوب الناس.


www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي