الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

فرية اتهام "الدعوة السلفية" بالانحياز، وعدم نصح النظام الحالي كما نصحتْ د."مرسي"!

السؤال: أنا أحد مؤيدي حزب النور وآراء فضيلتك خاصة، ولكن ميزة دعوتنا أننا لسنا عندنا طاعة عمياء، وإنما آخذ الشيء بدليله، وهذه أحد مبادئ الدعوة السلفية التي تميزت بها عن غيرها، فهذا السؤال وإن كان شديدًا إلا أنه من محب، وأنا قد سمعت من فضيلتكم ردًّا تليفونيًّا على إحدى المذيعات تصف فيه الإخوان ومَن معهم أنهم طائفة كبيرة، ولكنها تصر على معاداة المجتمع، ويجب على العقلاء تدارك الأمر قبل استفحاله، فالكل يقر أن المجتمع منقسم الآن إلى طائفتين كبيرتين، ولكل منها مَن يؤديها: فالطائفة الأولى: معارضو النظام الحالي، وتشمل الإخوان والجماعة الإسلامية، وكثير من الإسلاميين غير المنتمين وبعض النصارى، وكثير من الأغلبية الصامتة، وبعض الثوريين والبرادعي، وحمزاوي، وأحمد ماهر، ويمكن تقدير هذه الطائفة لو كان هناك استفتاء صادق أو انتخابات نزيهة بدون الإدراج تحت الإرهاب، لكن مما سبق من انتخابات يمكن تقديرها بـ 35 إلى 55 %. الثانية: مؤيدة للنظام ومعها البابا والنصارى، وما تبقى من الإنقاذ، والنور، وكثير من الأغلبية الصامتة وكثير من المأجورين من البلطجية، وكثير من الناس الطيبين، ولو قدر استفتاء نزيه بدون أي قيود ولا إدراج تحت الإرهاب يمكن أن تقدر أيضًا بـ35 إلى 55%، والسؤال: 1- لماذا اعتبرتم الطائفة الأولى معادية للمجتمع ولم تعتبروا الثانية معادية للمجتمع رغم تناسب عدد المؤيدين تقريبًا، وحتى إن كانت الثانية أكثر فهل هذا سبب كافٍ لاعتبارهم معادين للمجتمع؟ 2- إن كان النور يريد أن يكون مصلحًا بين الطوائف فلماذا انحاز لإحدى الطائفتين؟ وهل مؤشر الميزان في المنتصف أم في أحد الكفتين؟ 3- الكل يعلم أنكم لا ترضون بالظلم وتنكرونه، لكن ما تنكرونه من الظلم مدفون في بطون المقالات والمواقع ولا يعلمه أحد، وما تؤيدون به النظام مشهور معلوم، فهل إنكارنا مثل تفسيرنا مدفون في مضبطة ثم ديباجة ثم هامش، وتأييدنا مشهور في كافة الصحف والمجلات؟ 4- يقول البعض: إن النور كان ينكر على د."مرسي" إنكارًا عاليًا، والآن ينكر على منكرات الحكومة الحالية، ولكن إنكارًا خافتًا! فما تعليقكم عما سبق؟ وأرجو ألا أكون أطلت عليكم، ولكني والله أحبكم في الله.

فرية اتهام "الدعوة السلفية" بالانحياز، وعدم نصح النظام الحالي كما نصحتْ د."مرسي"!
الاثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤ - ٠٦:٤٥ ص
3693

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فتقديراتك عن حجم الكتلتين هي تقديرات "قناة الجزيرة"، وأظنك قد غابتْ عنك حقائق الواقع تمامًا بسبب الإعلام الموجَّه، وصفحات الفيس الخادعة، ونحن تأتينا تقارير من محافظات الجمهورية كلها، والاقتراب من الشارع بعيدًا عن دائرة المتعاطفين حولك -كما هو واضح-، سوف يساعدك على حسن تقدير الأمور بدل التقديرات الجزافية التي لا تجاوز عُشر الحقيقة، بل أقل!

2- مَن الذي استعمل خطاب التكفير والعنف والمجتمع الجاهلي، واتهام المخالف "حتى الإسلامي!" بأنه باع دينه، وخان الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؟!

ومن الذي يروِّج الأكاذيب الفجة على خصومه؟!

ومن الذي يعلن عن إرادته في هدم الدولة وكيانها، بل والمجتمع كله؟!

ومَن الذي قاد حملات تعطيل المرور على الناس، كحملة: "عطل سيارتك"، وحملة: "منع الأضحية" عقوبة للشعب الذي أيد الانقلاب! وحملة: تعطيل المترو "اتفسح بجنيه"؟!

ومَن الذي يدعو إلى عدم دفع فواتير الكهرباء والماء والغاز؟!

ومَن الذي يقول: الانهيار الاقتصادي وشيك ليجوِّع الملايين؟!

مَون الذي غرس في أبنائه أن أمنيته لسنة "2014م" أن تحتل إسرائيل سيناء؟!

ومَن الذي يصرِّح برغبته في انقسام الجيش المصري، ورغبته ودعوته للتدخل الأجنبي؟!

ولو عددتُ أكثر من هذا على سبيل الإحصاء؛ لطال بنا المقام... لكن أنت بعد كل ذلك تقول: لماذا وصفتهم بأنهم يعادون المجتمع؟!

ألا ترى أن جميع مؤسسات الدولة في موقف الضد؟!

أتريد أن تدمر العمل الإسلامي برمته بأن ننضم إلى هذا التخريب للدعوة؟!

ولو وقفنا على الحياد لأخرج إعلام "الجزيرة"، و"الفيس" كل أبناء الدعوة إلى مهلكة "رابعة" وما بعدها، وأنت تريد الصمت والسكوت كما هو اختيار بعض المشايخ مما يسعه كفرد ولا يسعنا كجماعة، فلابد أن ننحاز للحق الذي منه الحرص على مصلحة المسلمين ووحدة مجتمعهم كمسلمين جميعًا، وليس كوحدة ما سميتموه بالصف الإسلامي -عدا الدعوة السلفية والنور- ليحارب المجتمع والدولة ويحاربونهم فيقضون على الجميع كما أراده الأعداء "ونفذه المخدوعون جزئيًّا؛ لولا فضل الله -سبحانه- بتوفيقه إدارة الدعوة السلفية، ورئاسة الحزب".

3- ألا يكفيك في إنكار الظلم أكثر من خمسين بيانًا وتصريحًا ومقالاً ولقاءً تليفزيونيًّا وفي هذه الظروف التي تعلم مدى خطرها... ؟! ومع ذلك تراها مدفونة! كما تسخر من تفسير الشريعة في مضبطة ثم في هامش ديباجة؛ مما يدل على جهلك بطريقة فهم الدساتير وكيفية الإلزام فيها أو أنك لم تقرأ الدستور والمادة (227) أو تدرس العرف الدستوري ومجموع أحكام المحكمة الدستورية لتعرف ضوابط التفسير.

4- أنتَ تحاول أن تصف درجة صوت الإنكار بالضعف أمام إسفاف الفريق الآخر، وسبه ولعنه وتكفيره، ووالله إنه لتغيير للمنكر بمنكر تأتي من ورائه منكرات! فالحمد لله الذي عافانا من طريقتهم.

ثم ما ذنبنا أن الجزيرة لا تنقل لك ولمن معك ما نقوله ونكتبه، والإعلام الآخر لا ينقل عنا أيضًا إلا وجهًا واحدًا، وهو الذي كان ينقل دائمًا أدنى موقف ننتقد فيه الإخوان أو ننصحهم! كل ذلك لتصل الكربلائية والمظلومية عندك إلى ما يدفعك إلى كتابة ما كتبتَ مع أنك تزعم أنك من مؤيدي حزب النور وآرائي خاصة، ولا أرى في كلامك رائحة هذا التأييد!

وفي النهاية... أحبك الله الذي أحببتني فيه.

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي