الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حسينيات "الشيعة" وحسينيات غيرهم!

يعيد التاريخ نفسه مع تغير المواقع والمناهج والمشارب، ولكن فكرة المظلومية

حسينيات "الشيعة" وحسينيات غيرهم!
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤ - ٢١:٠٣ م
2677

حسينيات "الشيعة" وحسينيات غيرهم!

كتبه/ محمد إسماعيل أبو جميل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

المكان: كربلاء.

الزمان: سنة 60 من الهجرة "خلافة يزيد بن معاوية".

القصة: دعا بعض من زعم التشيع من أهل الكوفة الحسين -رضي الله عنه- ليبايعوه وينصروه على يزيد بن معاوية باعتبار أنه أحق عندهم بالخلافة.

استجاب الحسين -رضي الله عنه- وخرج إليهم وواجَه جيش عبيد الله بن زياد، وكان معه مع الحسين -رضي الله عنه- اثنان وثلاثون فارسًا وأربعون راجلاً، في حين يبلغ جيش أعدائه أكثر من أربعة آلاف، يكثر فيهم الفرسان وراكبو الإبل، ويحملون صنوفًا مختلفة من السلاح، وبالطبع من ورائهم جيش الدولة.

النصيحة: نصحه ابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهم- وغيرهم ألا يفعل، وخطأوا اجتهاده مع يقينهم أنه الأفضل -رضي الله عنهم جميعًا-.

الحدث: استشهد الحسين -رضي الله عنه- وقُتل مظلومًا.

القاتل الأول المباشر للقتل: جيش بن زياد.

القاتل الثاني الذي لم يباشِر القتل: الشيعة الذين أغروا الحسين -رضي الله عنه- للخروج ولحرب الأمويين وهم يعلمون تفاوت القوى، بل وأسلموه لهم وتركوه لقاتليه لقمة سائغة!

وكان مِن دعائه عليهم قبل أن يُسلم روحه: "اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا"، و"اللهم إن متعتهم ففرقهم فرقـًا واجعلهم طرائق قددًا ولا ترضي الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا".

الفكرة: يتغنى الشيعة ليومنا هذا بمظلومية يوم "كربلاء" وهم مَن صنعوه أو تسببوا فيه، ويقيمون المعازي والمآتم، ويتاجرون بدم الحسين ومَن قتل معه من آل البيت لنصرة قضيتهم، ويستدرون بذلك عطف كثير من عوام أهل السنة الذين يحبون -بالطبع- آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويعد الشيعة كل مَن لم يوافقهم وإن بعُد الزمان والمكان -حتى وإن نصح للحسين وبيَّن- مشتركًا في دم الحسين -رضي الله عنه-، بل وتجد مِن العلماء مَن يتعاطف معهم ويهون الخلاف والقضية، ويدعو للتقريب بين الشيعة وأهل السنة أو إذابة الخلاف تمامًا، لكن مَن عرف حقيقة القوم ندم بعد ذلك على دعوى التقريب هذه أشد الندم، وتاب لله منها.

الفكرة لا تموت:

يعيد التاريخ نفسه مع تغير المواقع والمناهج والمشارب، ولكن فكرة المظلومية والكربلائية والحسينية لا تزال موجودة! (دعوة لنصرة حق - عدم مراعاة موازين القوى - التغرير - يسلمون الأتباع لخصمهم ليفتك بهم) حينها تكتمل أركان المعادلة، وينخدع مَن ينخدع، ويبصر من يبصر -اللهم إنا نبرأ إليك من هؤلاء وهؤلاء-.

المكان: ميدان "رابعة العدوية"، وغيرها.

الزمان: 1434هـ من الهجرة.

القصة: دعا أنصار الدكتور "محمد مرسي" من جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية غيرهم للتظاهر والاعتصام بميدان رابعة العدوية -على الخصوص-؛ للضغط على جيش الدولة المصرية لإعادة الدكتور "محمد مرسي" لسدة الحكم.

وبالفعل تجمعت أعداد من خيرة الشباب...

وبالفعل تم تدشين هذا الاعتصام أمام جيش الدولة وشرطتها!

النصيحة:

نصحتْ "الدعوة السلفية" و"حزب النور" إخوانهم ألا قِبَل لكم بهم... فإنكم تواجهون دولة "الجيش - الشرطة - المخابرات - أمن الدولة - الفلول - الإعلام - ... "، فلنقبل الضرر الأدنى؛ دفعًا للضرر الأكبر، ولنحفظ دماء الشباب أن تضيع هدرًا! ولنحفظ الدعوة إلى الله؛ فهي غرضنا الأسمى بأي اسم تسمت -بالسلفيين أو الإخوان أو غيرهم-.

الحدث: سالتْ الدماء بغير ثمن -ولا تزال- رغم علم القوم بموعد فض الاعتصام! بل وتم إخلاء المسجد لعمل المستشفى الميداني استعدادًا لاستقبال الجرحى والقتلى؟!

القاتل الأول المباشر...

القاتل الثاني غير المباشر...

الفكرة: لا تزال المآتم والحسينيات والكربلائيات تُقام في الفضائيات وغيرها على هذه الدماء التي سالت... دون النظر لمن تسبب فيها، ولا مَن أسلمها لقاتليها بحسابات خاسرة!

ولا تزال هذه الدماء تُستخدم لكسب التعاطف في معركة غير متكافئة، والانسحاب منها يُعد نصرًا -بإذن الله-!

ومَن اجتهد فأخطأ فعليه إظهار حسن النوايا والرجوع عن هذا الاجتهاد، ومنع إسالة دماء جديدة، وتوفير دماء الشباب، وتحريز رأس المال؛ فلا تزال الدماء تُسفك في معركة غير متكافئة نهائيًّا، وليس كذلك فقط، بل معركة لا يجوز أن تُنشب ابتداءً! ولأن أكون ذَنبًا في الحق خير من التمادي في الباطل.

اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء... وهؤلاء.. اللهم احقن دماء المسلمين، واحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي