الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

التحول الفكري لدى جماعة الإخوان المسلمين

وحينها أدان اﻹخوان ما حدث وقال حسن البنا: إن القتلة ليسوا إخواناً ، وليسوا مسلمين

التحول الفكري لدى جماعة الإخوان المسلمين
إيهاب شاهين
السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤ - ١٥:٣٨ م
3439

التحول الفكري لدى جماعة الإخوان المسلمين

كتبه م/ إيهاب شاهين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

السلوك مرآة الفكر فما من حركة أو دعوة أو جماعة تقوم بأمر ما تجاه الأفراد أو المجتمع أو الدولة إلا بناءاً على فكر راسخ وعقيدة ثابتة تدفعه إلى طريقة التعامل مع الجميع ـ وما نجده الآن من جماعة الإخوان في طريقة التعامل مع أفراد المجتمع والدولة في محاولات مضنية لإسقاط الدولة واستعمال خطاب التكفير والعنف وتجهيل المجتمع واتهام المخالف حتى من الإسلاميين بأنه باع دينه وخان الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ علامة واضحة على تحول فكرى لدى الجماعة ـ كان منهج الأستاذ حسن البنا ـ رحمه الله ـ منهج إصلاحي في الجملة يهدف إلى إصلاح سياسي ـ اقتصادي ـ اجتماعي متأثراً بطريقة الشيخ رشيد رضا والشيخ محب الدين الخطيب ـ رحمهما الله ـ في السنوات القليلة التي قضاها معهما ـ فقام بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928 لتحقيق هذا الهدف ـ وبدأ الأستاذ حسن البنا ـ رحمه الله ـ سنة 1940 في تكوين التنظيم الخاص وكان الهدف من إنشائه ـ الوقوف ضد المحتل البريطاني والعدو الصهيوني كما ذكر ذلك كلا من الأستاذ محمود عبد الحليم والأستاذ محمود الصباغ وهما من قيادات الإخوان في كتابيهما الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ وكتاب حقيقة التنظيم الخاص ـ ومع كثرة المنتمين للتنظيم بدأ زمام السيطرة عليه يفلت من يد الأستاذ البنا ـ رحمه الله ـ وقام التنظيم الخاص بعمليات واغتيالات داخلية بداية بتدبير مقتل القاضي أحمد الخازندار في 22 مارس 1948 حيث قُتل على يد اثنين من النظام الخاص هما حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم ، وصدر عليهم الحكم في 22 نوفمبر 1948 بالأشغال الشاقة المؤبدة - يقول الشيخ يوسف القرضاوي عن هذه الحادثة في مذكراته: " ولقد سمعت من الأخ الكبير الأستاذ محمد فريد عبد الخالق ، وكان رئيسًا لقسم الطلاب في ذلك الوقت ، وكان من القريبين من الأستاذ البنا ، يقول : إنه دخل على الأستاذ البنا ، بعد نشر وقوع الحادثة ، فوجده أشد ما يكون غضبًا وحنقًا ، حتى إنه كان يشد شعره من شدة الغضب ، وقال له:  أرأيت ما فعل إخوانك يا فريد ؟ أرأيت هذه الجريمة الحمقاء ؟ إني أبني وهم يهدمون ، وأصلح وهم يفسدون .

ماذا وراء هذه الفعلة النكراء ؟ أي مصلحة للدعوة في قتل قاضٍ ؟ متى كان القضاة خصومنا ؟؟ وكيف يفعلون هذا بدون أمر مني ؟ ومن المسئول عن الجماعة ؟ المرشد العام أم رئيس النظام الخاص؟ وبعدها تم حل الجماعة في8  ديسمبر 1948، عندما أصدر محمود فهمي النقراشي ، رئيس الحكومة المصرية ، آنذاك ، قراراً بحل الجماعة بتهمة التحريض والعمل ضد أمن الدولة وبعد مرور 10 أيام فقط علي القرار جري اغتيال النقراشي في18 ديسمبر من العام نفسه ، علي يد طالب يدرس في كلية الطب البيطري اسمه عبد المجيد حسن واعترف بجريمته بسبب حل الجماعة ، وحينها أدان اﻹخوان ما حدث وقال حسن البنا:  إن القتلة ليسوا إخواناً ، وليسوا مسلمين ـ ثم كانت أحداث المنشية عام 54 وهي حادثة إطلاق النار على جمال عبد الناصر وهو يخطب في الجماهير ، وتختلف الروايات حول حقيقة الحادثة بين من يقول بأنها "تمثيلية" نفذها عبد الناصر للإطاحة بنجيب والإخوان ، فيما يؤكد آخرون أن الإخوان أطلقوا النار عليه حقيقةً ـ وبدأت أحداث الاعتقالات في 9 نوفمبر 1954 حيث تم القبض علي العديد من أفراد الجماعة ومن بينهم سيد قطب ـ رحمه الله ـ ، وصدرت ضدهم أحكام بالسجن بدأت من عشر سنوات إلي الأشغال الشاقة المؤبدة ، إلا أن سبعة من أعضاء الجماعة البارزين صدرت في حقهم أحكاماً بالإعدام وتم الإفراج عن الأستاذ سيد  قطب ـ رحمه الله ـ بعفو صحي في مايو عام 1964 م وكان من كلماته وقتذاك أن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق إحداث انقلابوفي سنة 1965 اعتقل مرة أخرى بعد اكتشاف التنظيم المسمى بتنظيم65 في 18أغسطس 1965 م بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر واستلام الإخوان المسلمين الحكم في مصر .

كما يقول فريد عبد الخالق أحد أعضاء جماعة الإخوان في برنامج شاهد على العصر:  علمت من أحد الإخوان وهو اسمه وهبة الفيشاوي لا أنساه ، قال لي فيه مجموعة يجتمعون ويرتبون لمواجهة عبد الناصر والقضاء عليه وقتله.( الإخوان المسلمون كما يراهم فريد عبد الخالق ح 14)

- وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 / 8 / 1966 وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط (في 29 / 8 / 1966).وفى خلال الفترة التي قضاها في السجن قبل حكم الإعدام ومع الشعور بالظلم والاستبداد والحالة النفسية تجاه دولة الظلم والنظرة الاستعلائية على من بالخارج ممن لم يشاركوا أو ينتمون لجماعة الإخوان آنذاك ألف كثيراً من المؤلفات مثل العدالة الاجتماعية ـ المستقبل لهذا الدين ـ معالم على الطريق والتي تعتبر هذه المؤلفات مسئولة بصورة أو بأخرى عن ظهور التيارات التكفيرية ـ والمسماة بالجهادية ـ والقطبية

والتي ظهر أثرها في سلوك أبناء وإخوان سيد قطب ـ رحمه الله ـ من أعضاء مكتب الإرشاد فضلاً عن ظهور خطاب العنف والتخوين والتكفير من بعض قيادات جماعة الإخوان وطريقة التعامل مع الدولة التي تظهر في إرادة إسقاطها اقتصادياً عن طريق الحملات التي قامت بها الجماعة كحملة عطل سيارتك ـ إتفسح بجنيه ـ منع الإضحية – ومحاولة إسقاطها عسكرياً بهدم الجيش الوحيد في المنطقة العربية والذي يقف في وجه العدو الخارجي أن يحتل البلاد .

فعلى الجماعة التوبة من هذا التحول قبل أن يدب في أواصر الجماعة جميعاً وألا يزجوا بأبنائهم والوطن إلى الهاوية وما زالت هناك فرصة سانحة لمصالحة وطنية حتى يعود أبناء الوطن نسيج واحد مترابط .

والحمد لله رب العالمين .


موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة