الأربعاء، ٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

وقفة تأمل مع خبرين

هذا التناقض والتخبط الواضح بين الخبرين يدع الحليم حيران لأننا أمام ثلاثة احتمالات لا رابع لهما:

وقفة تأمل مع خبرين
أحمد الشحات
الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠١٤ - ٢٢:١٩ م
3229

وقفة تأمل مع خبرين

كتبه / أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .. و بعد:

وقفة تأمل مع خبرين :

الخبر الأول :-

كشف الكاتب الصحفي، جمال سلطان رئيس تحرير "المصريون" عن تفاصيل مبادرة لـ "التحالف الوطني لدعم الشرعية" لوضع حد للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، وإنهاء حالة الانقسام الوطني غير المسبوق.

وتنص المبادرة على تخلي الرئيس المعزول محمد مرسي عن منصبه، على أن يقوم بتفويض المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية الحالية، والإشراف على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال المدة التي حددها الدستور المعدل 2014.

ثم تضمنت المبادرة ستة عشر بندا كما جاءت مفصلة علي موقع جريدة المصريون.

 وما يهمني الأن في هذه المبادرة ليس التأمل في بنودها ومحاورها - علي الرغم من أهمية ذلك - ولكن أتوقف عند مقدمة جمال سلطان لنص المبادرة حيث قال :

" هذه النقاط التي أنشرها ضمن هذه المقالة هي حصاد حوار مطول مع بعض رموز "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي يقود المعارضة الأساسية الآن ضد الحكومة والنظام الجديد ، سواء عبر احتجاجات الشوارع أو عبر الإعلام المحلي والدولي أو عبر المؤسسات الدولية بما فيها المؤسسات الحقوقية والقضائية ، وأود التنبيه على أن هذه النقاط تمثل وجهة نظر التحالف ، أو قطاع مهم منه ، لحل الأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد والانقسام الوطني غير المسبوق والذي يفتح أبواب البلاد على فوضى لا ترضي أي غيور على وطنه ، وهذه المبادرة تقدم للحوار الوطني العام ، من كل القوى الوطنية المصرية ، وكذلك تقدم للمجلس العسكري بوصفه صاحب القرار الحالي في إدارة شؤون البلاد ."

لم تكتمل فرحتنا بهذا الخبر واستبشارنا لحل الأزمة حتي جائنا الخبر الثاني.

الخبر الثاني :-

صرح الدكتور مجدي قرقر، أمين عام حزب الاستقلال والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية, بأن التحالف لم يصدر أية مبادرات كما أن المبادرة التي يتم تداولها في الصحف لم يتم الحوار بشأنها في التحالف.

هذا التناقض والتخبط الواضح بين الخبرين يدع الحليم حيران لأننا أمام ثلاثة احتمالات لا رابع لهما:

1 - فإما أن الأستاذ جمال سلطان يكذب – لا قدر الله - فيما يدعيه وأنه ليس ثمة مبادرة في الأساس ولا يتعدى ما ذكره سوى أطروحة شخصية له ليست ملزمة للتحالف وليس للتحالف علاقة بها ،وهذا كان يستدعي من التحالف تكذيبا واضحا وصريحا لما ذكره سلطان.

2 - أن يكون الدكتور قرقر غير أمين في نفيه للخبر وأن المبادرة تم طبخها لدى التحالف وأن الأستاذ جمال سلطان قام بنشرها تسرعا منه أو رغبة في تحصيل الخير، وعلي ذلك فينبغي للأستاذ جمال سلطان أن يستنكر نفي الدكتور مجدي لموضوع المبادرة لأن نفي الخبر يعد طعنا في مصداقية الأستاذ جمال سلطان نفسه بصفته ناشرا للخبر.

3 - أن يكون الإعلان والنفي مناورة وتمثيلية متفق عليها مسبقا بينهما بحيث يتم إخراج المبادرة للنور ولكن من مصدر آخر يسهل على التحالف التبرؤ منه أو تكذيبه.

وهكذا يبقي إصرار القوم على أن نظل نتنقل في دوامة من الغش والخداع والكذب والتضليل ، فلا ندري من الصادق ومن الكاذب ؟ ولا نعرف من الخائن ومن المؤتمن ؟.

ومع ذلك فأنا لا أهتم كثيرا بما يفعله هؤلاء فقد اعتدنا منهم مثل هذه السلوكيات وما هو أبشع منها لكن ما يؤلمني حقيقة هو هذا الشباب الرائع الذي لو تلقفته أيدي أمينة ونقية لكان له شأن أخر، ولكن كان من سوء حظه أنه وقع فريسة فيمن لا يرعى دينا ولا أخلاقا وإنما يسعى في الواقع لتحقيق أهدافه ومصالحه فقط.

نعم هذه القيادات الفاشلة أو الخائنة يجب ألا يبقى لها مكان في التصدر أو القيادة بعدما ظهر منها كل هذا الإجرام والتلاعب بمصالح البلاد والعباد.

هذه القيادات التي تستجدي الصلح الآن - بعد دماء وأشلاء واعتقالات - هي التي أضاعت من أيديها فرصا ذهبية كانت كفيلة بأن تعصم البلاد والعباد مما لحق بها من فتن، بل كانت كفيلة بتأمين حياة سياسية مستقرة لهم في المقام الأول.

ولكن أتدري أيها الشاب ويا أيتها الفتاة ماذا كان الرد في كل مرة؟

لدينا مئات الألوف من الشباب نقدمهم للشهادة ولا نبالي!!

هل كنت تدري وأنت تقاتل بني قومك وأهل بلدك أن من حرضوك على هذا القتال يجلسون علي موائد المفاوضات يناورون ويراوغون اطمئنانا منهم أن دمك وقود لمعركة مطولة هم فقط من يتحكمون في اشعالها أو اخمادها!!

المبادرة التي طرحها الأستاذ جمال سلطان أكاد أجزم أنها حقيقية مهما تبرأ منها التحالف وأكاد أجزم أيضا أن من صاغوها وكتبوها كان الأسى والإحباط يحيط بهم من كل جانب لأنهم الآن يقدمون ما لو قدموا عشر معشاره في وقت سابق لكانوا جنودا وأبطالا ولكن سوء التقدير والغرور كانا مسيطرين على صانع القرار لديهم فكان الاختيار دائما هو التعالي والتمنع على من يطلب منهم إنهاء الأزمة والخروج من الموقف مع جرعات إعلامية هائلة من التخوين والتشهير لكل من كان وسيطا أو رسولا بينهم وبين السلطة لحل الأزمة.

لن أعلق علي بنود المبادرة ولا على ما جاء فيها لأنها من جنس المبكيات المضحكات وهذا لا يتعارض مع أملي ورغبتي في أن يلتقي العقلاء على كلمة سواء عن طريق هذه المبادرة أو غيرها حتى نخرج من هذا المأزق الخانق ، والله المستعان.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

 

تصنيفات المادة