الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

العنف الكامن

في الواقع تفاوت الناس في استقبال هذه الصدمة بين من فُجع بها لفكرته الحسنه عن

العنف الكامن
أحمد الشحات
الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤ - ٢١:٤٧ م
4189

العنف الكامن

دراسة موضوعية حول موقف الإخوان من استخدام العنف (1)

كتبه / أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه أما بعد:-

أثارت تحركات جماعة الإخوان المسلمين علي الساحة المصرية في الفترة الأخيرة عددا كبيرا من الشكوك والتساؤلات حول موقف هذه الجماعة من العنف ، ومن مشروعية استخدامه أو امكانية اللجوء إليه - إذا لزم الأمر - لأن الجماعة التي ظلت محتفظة بسلميتها في الممارسة الدعوية والسياسية لفترة طويلة من الزمن قامت هي وكشفت المستور عن موقفها الحقيقي من هذه القضية علي لسان عدد كبير من مسئوليها وأعضاءها ثم جاءت الممارسة العملية علي الأرض لتبرهن علي ذلك وتؤكده حتي صار حقيقة مؤكده لا يختلف عليها أي متابع للمشهد أو مراقب للأحداث.

في الواقع تفاوت الناس في استقبال هذه الصدمة بين من فُجع بها لفكرته الحسنه عن الجماعة وعن أعضاءها خصوصا أنها تتبع منهج استمالة المدعويين حتي ولو علي حساب القواعد الشرعية وتعمل أيضا في العمل الخدمي والخيري فلها ذكر حسن عند هؤلاء الناس وهم متداخلون في المجتمع بشكل جيد مما يجعل التعرف عليهم لا تكتنفه صعوبة أو مشقة.

وهناك فريق أخر من الناس عرف عن الجماعة شيئا من التفاصيل من خلال الاحتكاك المباشر مع أعضاءها في محيط العمل الدعوي والاجتماعي وقد تفهم هؤلاء ملامح أساسية للشخصية الإخوانية ولطريقة تربيتها وتوصلوا إلي كثير من مفاتيحها وطرق التعامل معها ولكنهم لم يتخيلوا يوما ما أن يصل بهم الحال إلي ما وصل مؤخرا .

وفريق أخر من الناس كان يعلم عن الجماعة وعن تاريخها أشياء كثيره وعرف من هذا التاريخ أسرارا عديدة مختبئة في بطون الكتب وبين سطور دراسات أكاديمية وبحثية ولكن كانت الثقة في هؤلاء ضعيفة نسبيا حيث كان أغلبهم ممن انشق عن جماعة الإخوان أو من الكتاب المعادين للتيار الإسلامي عموما وللإخوان خصوصا فكان الزهد أو قل التشكيك في صحة هذه الأبحاث ديدن الكثيرين من أتباع التيار الإسلامي تجاه هذه الأبحاث والدراسات وهذه بلا شك خطيئة كبرى جعلتنا نغط الطرف عما بهذه الأبحاث من كشف للحقيقة وبيان لحقبة من التاريخ لا يجوز أن تُطوي أو تُنسي.

ولكن إن كان لنا  في الماضي عذر فلا يسعنا الأن السكوت عما يجري في طول البلاد وعرضها والجماعة تمارس العنف بكل صوره وتبارز المجتمع وتواجهه وتتحدي السلطة وتهاجمها بشكل دائم ومنظم وتستحل في سبيل ذلك كثير من المحرمات والحرمات.

هذه المستجدات دفعتنا بشكل عاجل إلي العودة إلي منابع العنف في هذه الجماعة ودراسة تاريخها بشكل متأني حتي نصل إلي الحقيقة في هذه التهم البشعة الموجهة للجماعة وإلي تفسير مقنع لما تنتهجه من عنف كممارسة علي الأرض، وفي سبيل الوصول إلي ذلك لن نبحر بعيدا عن الشاطئ الإخواني ولن نلجأ إلي كتابات المناوئين والأعداء فلسنا محتاجين لذلك لأننا لا نمتلك رغبة في تشويه الجماعة بل كنا نتمنى أن تتبرأ من ذلك ،والأمر الثاني أن فيما كتبه قاده هذه الجماعة وما هو مدون في صحائفهم فيه غنية وكفاية.

دعونا في البداية أن نقوم بقراءة في واحد من أخطر وأهم ما كتبه الإخوان عن تاريخهم وعن قصتهم مع العنف ومع استعمال السلاح وتفاصيل أخري كثيرة لن تتمالك نفسك من شدة الاندهاش ومن هول الصدمة عندما تقلب عينيك في صفحاتها وأوراقها.

هذا الكتاب الذي بدأ بمقدمة وتقريظ من الأستاذ مصطفي مشهور أحد أهم أعمدة النظام الخاص والمرشد الخامس للجماعة قال فيها:-

" وفي مجالات عملي بالجماعة شاركت في " النظام الخاص" وفي قيادته فترة من الزمان.. وقد أدى هذا الجهاز الدور الذي أنشئ من أجله ضد المحتل البريطاني، وضد العدو الصهيوني.. وقد عرض الأخ الأستاذ محمود الصباغ في هذا الكتاب الكثير من هذه الصفحات المشرقة.. فجزاه الله خيرًا، ونفعه ونفع به. وقد تعرفت على الأخ محمود الصباغ في مراحل الدراسة الثانوية والجامعية.. وقد تشرف هو أيضا بالانتماء إلى «جماعة الإخوان المسلمين » وساهم بالعمل في مجالات الدعوة، وبالعمل في «النظام الخاص» وشارك في قيادته كذلك. ولعله من توفيق الله عز وجل أن يعدون هذا الكتاب بعنوان «حقيقة النظام الخاص» فقد تميز بأن مؤلفه اجتهد في تحري الحقيقة من واقع الممارسة العملية.. لا النقل والسماع، وأنه أيد معظم ما جاء به بأحكام قضائية، وشهادات كبار الشهود.. "

وبالتالي فهذا الكتاب معتمد بأعالي الأسانيد فمؤلفة أحد قادة النظام الخاص ومقرظة أحد القادة أيضا وقد شهد له بتحري الدقة وإصابة كبد الحقيقة حتي لا يطعن علينا أحد بعد ذلك في ثبوت المصدر أو الثقة به.

ولنبدأ الآن رحلتنا مع هذا الكتاب المثير"حقيقة التنظيم الخاص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين" للأستاذ / محمود الصباغ

أولا : ما هو النظام الخاص وما هي رؤية الجماعة في تكوينه؟

1 – تعريف النظام الخاص:

يقول الكاتب " فالنظام الخاص يرمي إلى إعداد فريق كبير من الشباب إعدادًا عسكريا تطبيقًا لما دعي إليه مؤسس هذه الجماعة في رسائله المتعددة من أن الأمر أصبح جدًا لا هزلاً، وأن الخطب والأقوال ما عادت تجدي، وأنه لا بد من الجمع بين الإيمان العميق والتكوين الدقيق والعمل المتواصل وأن حركة الإخوان تمر بثلاثة مراحل: الأولى مرحلة التعريف بنشر الفكرة، والثانية مرحلة التكوين لاستخلاص العناصر الصالحة لأعباء الجهاد، ونظام الدعوة في هذا الطور مدني من الناحية الروحية وعسكري من الناحية العملية، وشعار هاتين الناحيتين دائمًا أمر وطاعة من غير بحث ولا مراجعة، والمرحلة الثالثة مرحلة التنفيذ وهذا الإعداد دائما قصد به تحقيق ما ورد صريحًا في قانون الجماعة من أن من بين أهدافها تحرير وادي النيل والبلاد الإسلامية، وهذا النظام الخاص بحكم هذا التكوين لا يدعو إلى الجريمة ولا يعيبه أن فريقًا من أفارده كونوا من أنفسهم جماعة اتفقوا على أعمال القتل والتدمير."

ويقول في موضع أخر " النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين وهو الاسم الحركي لجيش مسلم يلتزم بأحكام الله في كل ما يصدر عنه من أعمال."

إذن فالنظام الخاص عبارة عن تكوين عسكري مسلح أفراده مدربون تدريبا عاليا ولديهم كفاءة قتالية عالية ، رأي زعيم الجماعة ومؤسسها أنه لا عبرة بحق لا تحميه القوة ودعوة بلا سلاح يذهب أثرها أدراج الرياح لذا فكان القرار الفوري هو إنشاء هذا الجيش بعيدا بلا شك عن نظام الدولة وعن قوانينها وقد قيل وقتها أن ظروف المرحلة اقتضت تكوين مثل هذه الجيوب العسكرية لمواجهة المحتل وطرد المستعمر ولكن المشكلة أن هذا الجهاز المسمى بالجهاز الخاص قد امتد عمله وطال عمره فأصبح أداة إرهاب لمناوئي الجماعة بل أصبح للأسف أداه تحارب به الجماعة نفسها وما مقتل " سيد فايز" الرجل الثاني في هذا النظام إلا ثمرة لاستخدام السلاح لا أقول في مواجهة أعداء الله ولا أعداء الدعوة علي أقصي تقدير ولكن في مواجهة من يتمرد أو يعصي الأمر!!

2 - كيف يصبح الفرد عضوا في النظام الخاص؟

يتم ذلك عن طريق شراء مسدس من ماله الخاص :

 " وكان أول ما يختبر به جدية العضو الجديد فيما أعلنه من رغبة صادقة في الجهاد في سبيل الله أن يكلف بشراء مسدس على نفقته الخاصة، ولم يكن ثمن المسدس يتعد ثلاثة جنيهات، يكلف العضو الجديد بادخارها من مصروفه إذا كان طالبًا أو دفعها من كسب يده إذا كان مكتسبًا، لا يستثني أحد من هذه القاعدة لأي عذر من الأعذار، وقد ادخرت فعلا الجنيهات الثلاثة، واشتريت بها مسدسًا افتتحت به باكورة عملي في سبيل الله."

ثم تأتي بعد ذلك مرحلة البيعة وتكون كالتالي:

 " كانت البيعة تتم في منزل بحي الصليبة، حيث يدعي العضو المرشح للبيعة ومعه المسئول عن تكوينه، والأخ عبد الرحمن السندي المسئول عن تكوين الجيش الإسلامي داخل الجماعة، وبعد استراحة في حجرة الاستقبال يدخل ثلاثتهم إلى حجرة البيعة، فيجدونها مطفأة الأنوار، ويجلسون على بساط في مواجهة أخ في الإسلام مغطى جسده تمامًا من قمة رأسه إلى أخمص قدمه برداء أبيض يخرج من جانبيه يداه ممتدتان على منضدة منخفضة «طبلية» عليها مصحف شريف، ولا يمكن للقادم الجديد مهما أمعن النظر في من يجلس في مواجهته أن يخمن بأي صورة من صور التخمين من عسى أن يكون هذا الأخ.

وتبدأ البيعة بأن يقوم الأخ الجالس في المواجهة ليتلقاها نيابة عن المرشد العام بتذكير القادم للبيعة بآيات الله التي تحض على القتال في سبيله وتجعله فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وتبين له الظروف التي تضطرنا إلى أن نجعل تكويننا سريًا في هذا المرحلة، مع بيان شرعية هذه الظروف: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، ثم يذكره بأنه ما دام قد قدم مؤمنًا بفرضية الجهاد في سبيل الله عازمًا على العمل في صفوف المجاهدين، فإننا نأخذ البيعة على الجهاد في سبيل الله حتى ينتصر الإسلام أو نهلك دونه مع الالتزام بالكتمان والطاعة، ثم يخرج من جانبه مسدسًا، ويطلب للمبايع أن يتحسسه وأن يتحسس المصحف الشريف الذي يبايع عليه، ثم يقول له فإن خنت العهد أو أفشيت السر فسوف يؤدي ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك، ويكون مأواك جهنم وبئس المصير، فإذا قبل العضو بذلك كلف بأداء القسم على الانضمام عضوًا في الجيش الإسلامي والتعهد بالسمع والطاعة. "

ياالله جهنم وبئس المصير؟! من الذي يجرؤ علي إدخال الناس النار أو إخراجهم منها بهذه الطريقة؟!أي فعل من أفعال التكفير ارتكبه هذا المسكين حتى يُحكم عليه بإخلاء السبيل والخلود في الجحيم؟!

وهكذا بكل بساطة يشتري الفرد مسدسا ويعلن انضمامه إلي الجيش الإسلامي ويقسم علي المصحف والمسدس ويقر علي نفسه بالكفر البواح إن هو خان العهد أو أفشي السر!!

هل تبقي بعد ذلك الحاجة إلي دليل في تكفير أو استحلال دم من خرج علي النظام أو خالف أوامر الجماعة؟

ولك أن تتخيل حجم الزلزال النفسي الرهيب الذي تُحدثه هذه البيعة في نفوس أصحابها سواء كان ترغيبا أم ترهيبا وهنا يحكي الكاتب عن تجربة مع أحد الأعضاء فيقول

 " كما أنني أشهد أنني شعرت بسعادة كل من بايع من الإخوان المسلمين بهذه الطريقة على الجهاد في سبيل الله حتى الموت أو الاستشهاد، عندما صارحت أحد أعضاء النظام ببورسعيد وهو الأخ حامد المصري باسم ممثل المرشد العام الذي أخذ عليه البيعة في هذا المشهد المهيب، فتأثر حامد تأثرًا شديدًا وقال لي: يا أخي لم تضيع مني جانبًا من جوانب سعادتي-؟ فقد كان من جوانب سعادتي بالبيعة أنني لم أعرف اسم من أخذتها عليه، حيث استمر في مخيلتي وكأنه ملاك رحمة، يأخذ بأيدينا إلى طريق العز والخلود."

3 - خطوات تكوين العضو كما جاء في الأوراق على لسان المحكمة التي حكمت في قضية السيارة الجيب:-

المرحلة الأولى:

مدتها خمسة عشر أسبوعًا تعطي فيها خمس عشرة حصة على الأقل، وموضوع الدراسة تعارف تام، أي معرفة تامة بظروف الأفراد وأوقات فراغهم وكيفية الاتصال بهم في الأحوال العادية وفي الحالات الفجائية، وتذكير بحق البيعة وتدارس التكاليف الثابتة بجدول المحاسبة وإعطاء بعض الدروس في السويدي ومعرفة كيفية تقديم تقرير، ودراسة قطعة من المحفوظات (اسم حركي للسلاح) دراسة تفصيلية، ومعرفة التوجيهات الخاصة بجميع الأخبار وتلخيصها وتقديم التقارير عنها .

المرحلة الثانية:

جاء في الملاحظات الخاصة بهذه المرحلة أنه يلزم إجادة السفن الشراعية إذا كان الوقت صيفًا، والملاكمة إذا كان الوقت شتاء، وأن تكون التكاليف الروحية موضع رقابة من أمير الجماعة في جميع الجلسات، وأنه عند بدء تنفيذ هذه المرحلة يجب أن يتطوع أحد أفراد هذه الجماعة في جمعية الإسعاف العمومية، مع المواظبة على أعمال الجمعية ثم يجري في آخر المرحلة امتحان بنفس شروط المرحلة الأولى.

ومن بين الملاحظات ملاحظة رقم (13) موضوعها أن أية خيانة أو إفشاء سر بحسن قصد أو بسوء قصد يعرض صاحبه للإعدام وإخلاء سبيل الجماعة منه، مهما كانت منزلته ومهما تحصن بالوسائل واعتصم بالأسباب التي يراها كفيلة له بالحياة.

المرحلة الثالثة:

وجاء في ورقة المرحلة الثالثة أن مدتها خمسة عشر أسبوعًا ودروسها خمسة عشر درسًا، وتشمل تحليل برنامج المرحلة الثالثة وقيادة الموتوسيكل وسيارة ورحلة رياضية أخرى للتدريب ودروس في القانون، ودراسة منطقة معينة في القاهرة والأقاليم مع رسم خريطة جغرافية لها وبيان الأبنية الهامة تفصيليًا، ودروس في الإسعاف.

المرحلة الرابعة:

وجاء في الورقة الخاصة بالمرحلة الرابعة أن مدتها خمسة عشر أسبوعًا ودروسها خمسة عشر درسًا، وتشمل تحليل برنامجها، وأن يقوم كل فرد من أفرادها بحصر قوات بوليس قسم معين وقيادة سيارة إن أمكن أو رحلة رياضية كركوب الخيل والجمال وحصر قوات المرور وأماكنهم في منطقة معينة ودراسة عملية شاملة لمدينة القاهرة وذلك ببيان أحيائها وعلاقتها ببعض ومسالكها ومواصلاتها وكيفية مهاجمة مكان ما، ورحلة تدريب ودروس في القانون وإقامة معسكر للمبيت تمارس فيه أنواع الرياضة المختلفة ودراسة حربية، ثم دراسة في التعقب يقوم بها كل فرد ودروس في الإسعاف.

4 - التدريب على السلاح:

يحكي الكاتب عن التحرك العملي نحو الممارسة سواء كان بالتدريب أو بصناعة السلاح ذاته حتي إذا اكتملت هذه الخطوات لم يتبق إلا التنفيذ والتطبيق وقد كان:

" لم يكن الأمر يقتصر على الدراسة النظرية من فك وتركيب وتنظيف لقطع الأسلحة المختلفة وأنواع القنابل المختلفة في الاجتماعات، ولكن كان لا بد من التدريب على ضرب النار واستعمال القنابل. وقد اتخذ النظام من الجبال والصحاري المحيطة بالقاهرة ونظائرها في الأقاليم ميادين للتدريب. فكنا نختار مخبأ أمينًا في أعماق الجبال يكون قريبًا منه واد مناسب للتدريب، ثم تحدد مواعيد وبرامج لكل مجموعة بقيادة أميرها، للذهاب إلى الوادي المختار، حيث يترك الأمير المجموعة ويحضر الأسلحة والذخائر اللازمة للتدريب من مخبئها، ويبدأ التدريب بالذخيرة الحية، ثم يعيد أمير المجموعة الأسلحة وما بقى من ذخائر إلى مخبئها ويقود المجموعة إلى القاهرة في أمان تام ولم يختلف نظام التدريب في القاهرة عنه في الأقاليم، إلا بوفرة التسهيلات في الأقاليم حيث تتوفر الأسلحة والذخائر والأماكن الأمينة التي يتم فيها التدريب دون جهد كبير. "

5 – تصنيع ما يلزم من السلاح وحكاية مصنع قطن البارود:

" بدأت صناعة النظام لقطن البارود على أساس تجريبي أولاً بإشراف الأستاذ علام محمد علام أستاذ الكيمياء بالكلية الحربية يرحمه الله، وذلك بإذابة القطن المنتوف في حامض الكبريتيك ثم كبس العجينة بمكبس يدوي، بحيث يمكن أن يوضع بداخلها مفجرًا يتصل بأسلاك ثم ببطارية، ويتم تفجير المفجر بتوصيل التيار الكهربائي في دائرته الكهربائية، فإذا ما انفجر المفجر، فجر بدوره قالب قطن البارود ذو القوة الهائلة في التدمير.

وقد تمت تجربة هذه الصناعة اليدوية في الجبل بإلصاق القالب الذي أنتجناه في قطعة من قضيب سكك حديدية، ثم تفجيره من بعد، بحيث لا يصاب أحد من آثار الانفجار، وتحقق لنا نسف القضيب بانفجار هذا القالب الصغير، ومن ثم اتجه تفكيرنا إلى تصنيع قطن البارود على نطاق واسع، وكان لا بد لذلك من مكبس هيدروليكي كبير من نفس الحجم المستخدم في صناعة البلاط، ومن ثم اتجه تفكيرنا إلى إنشاء مصنع بلاط لا يعمل فيه إلا عمالا من أعضاء التنظيم الخاص، بحيث ينتج البلاط على أساس تجاري يضمن له صفة الاستمرار، وفي نفس الوقت يستخدم مكبسه في إنتاج قوالب قطن البارود بالكميات التي تحتاج إليها العمليات. "

ثانيا : الحوادث والقضايا التي تورط فيها النظام الخاص

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

 

تصنيفات المادة