الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (6)

هذه البروتوكولات يعتقد أنها بعض مقررات -أو محاضر جلسات- المؤتمر اليهودي الأول، وقد سُرقِت مِن أحد زعماء اليهود ثم نشرت

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (6)
علاء بكر
السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤ - ١٣:٤٨ م
2490

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (6)

مؤتمرات وبروتوكولات صهيون

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد كانت الحركة الصهيونية قبل "هرتزل" أشبه بجمعية خيرية، فجاء "هرتزل" فبلور فكرها، ووضع الخطة العملية لإقامة دولة يهودية، ثم سعى لتنفيذ هذه الخطة؛ حيث وجَّه "هرتزل" الدعوات للجاليات اليهودية في العالم لحضور مؤتمر يهودي يتم فيه وضع البرنامج العملي للحركة الصهيونية، وصار هذا المؤتمر يعقد سنويًّا لمتابعة تنفيذ ما وضع مِن برامج وتوصيات.

المؤتمرات الصهيونية:

- عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل "بال" بسويسرا في أغسطس 1897م، وشهده عدد كبير من اليهود "قرابة المائتين" يمثلون الهيئات اليهودية العالية، وكان أغلبهم من يهود روسيا وأوروبا الشرقية ، وفيه تم وضع برنامج الحركة الصهيونية.

وتلخصتْ توصيات المؤتمر الأول في:

1- تنظيم الحركة اليهودية واتحاد هيئاتها المتفرقة في شتى أنحاء العالم.

2- إيقاظ الوعي اليهودي.

3- القيام بمساعٍ لدى مختلف الحكومات؛ للحصول على موافقتها على أهداف الحركة الصهيونية.

وتنفيذًا لهذه التوصيات تأسست "الشركة اليهودية لدولة اليهود"، والتي اُعتبرت الإدارة المركزية لجميع الهيئات اليهودية، وأصبح صهيونيًّا كل مَن يعتنق المبادئ التي وضعت في مؤتمر "بازل"، ويلزمه أن يدفع اكتتابًا سنويًّا رمزيًّا "قدره شلن واحد"؛ للمساهمة في نفقات الهيئة التنفيذية.

وقد كتب "هرتزل" بعد المؤتمر في صحيفته بـ"فيينا" يقول: "وطلب إليَّ أن ألخص أعمال مؤتمر بازل فإني أقول، بل أنادي على رؤوس الأشهاد أنني أسستُ الدولة اليهودية".

- عقد المؤتمر الثاني في بازل "بال" بسويسرا في أغسطس 1898م، وأسفر عن إنشاء بنك اعتبر الإدارة المالية للشركة اليهودية، وحدد لرأس ماله مليون جنيه إسترليني.

- عقد المؤتمر الصهيوني الثالث في "بازل" في أغسطس 1899م، وفيه تمتْ مناقشة ميثاق الصهيونية العالمية، ومناقشة سياسة الصندوق المالي للاستيطان.

- عقد المؤتمر الرابع في لندن في أغسطس 1900م، وجاء الاجتماع في لندن للتأثير على الرأي العام البريطاني، وقد اجتمع "هرتزل" مع وزير خارجية بريطانيا في محاولة للحصول على تأييد بريطانيا لأماني اليهود.

- عقد المؤتمر الخامس في "بازل" في أغسطس 1901م، وفيه ظهرت الدعوة إلى الاهتمام بالثقافة العبرية تمهيدًا لإنشاء وطن اليهود القومي، واقترح تأسيس جامعة عبرية وتقرر إنشاء بنك لتمويل شراء أراضٍ في فلسطين؛ لتهجير اليهود إليها.

- في عام 1902م حاول "هرتزل" الحصول على فرمان مِن السلطان العثماني "عبد الحميد" بمنح اليهود أرضًا للهجرة إليها في فلسطين، مع منحهم شبه استقلال ذاتي، ولكن السلطان "عبد الحميد" رفض مطلب "هرتزل" بعد أن اكتشف المؤامرة الصهيونية كاملة.

- وفي عام 1903م فاوض "هرتزل" وزير داخلية روسيا على التصريح بهجرة اليهود إلى خارج روسيا مقابل إيقاف حملة الدعاية اليهودية ضد روسيا، كما أخذ موافقة وزير مالية روسيا على إنشاء فرع للبنك اليهودي، ووافق "هرتزل" على عرض وزير المستعمرات البريطانية باستيطان اليهود لهضبة قريبة من نيروبي عاصمة كينيا، مع وعد بالاستقلال الذاتي، وتعيين حاكم يهودي.

- عقد المؤتمر الصهيوني السادس في "بازل" بسويسرا في أغسطس 1903م، وهو آخر مؤتمر صهيوني شهده "هرتزل" قبل موته، وفيه تعرض "هرتزل" للنقد الشديد بسبب موافقته على إقامة وطن يهودي خارج فلسطين، وقرر المؤتمر عدم قبول إنشاء وطن لليهود في إفريقيا إلا كملجأ مؤقت.

وقد زار "هرتزل" بنفسه القاهرة في ربيع 1903م في إطار حرصه على تجميع جهود اليهود في كل مكان لإقامة دولتهم، ورحبت به الجالية اليهودية الرأسمالية في مصر وقتها.

وقد توفي "هرتزل" في يوليو 1904م، ولكن المؤتمرات الصهيونية توالت بعد ذلك في بازل، وفي لاهاي، وهامبورج، وفيينا، وبراج، وزيورخ، وجينيف، ولما أقام اليهود دولتهم على أرض فلسطين عقد المؤتمر الثالث والعشرين في القدس في عام1951م، وقد تولى "حاييم وايزمان" زعامة الحركة الصهيونية بعد وفاة "هرتزل".

بروتوكولات حكماء صهيون:

هذه البروتوكولات يعتقد أنها بعض مقررات -أو محاضر جلسات- المؤتمر اليهودي الأول، وقد سُرقِت مِن أحد زعماء اليهود ثم نشرت، وقد تولى نشرها لأول مرة الروسي "سرجي نيلوس" في روسيا عام 1902م بعد عام واحد من وصولها إليه.

وهذه البروتوكولات وإن لم يعرف مصدرها الحقيقي على وجه اليقين، ورغم زعم البعض أنها وثائق مزيفة وضعتها أجهزة البوليس الروسي السرية، ونسبتها للمؤتمر الصهيوني الأول بغية الإيهام بوجود مؤامرة يهودية صهيونية؛ إلا أن الأحداث التي جرت بعد ظهورها -وتجري حتى الآن- تؤيد وترجح صحة نسبتها إلى زعماء اليهود، بل يرى البعض أنها مِن الحقائق المسلَّم بها، خاصة مع محاولات اليهود منع طبعها ونشرها.

ومن أمثلة ذلك: مصادرة طبعة لها باللغة الفرنسية نشرت في روسيا عام 1917م، ومعلوم أن قادة الحركة البلشفية في روسيا كانوا من الموالين لليهود.

ومَن يقرأ البروتوكولات الأربع والعشرين جميعها يتبين له ما يخطط له اليهود ويسعون إليه مِن الإفساد في الأرض والعلو فيها، مما يوافق ما عرف عنهم مِن عنصرية وحب الإفساد للشعوب من غير اليهود؛ ولهذا فهي أولى بما احتوته أن تسمى: "بروتوكولات خبثاء -أو سفهاء صهيون!".


www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة