الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

النظارة السوداء

لا يريد أن يخلع هذا الحاجز الذى أغلق عقله وفكره عن التفكير فى غيروسيلته فيظل

النظارة السوداء
إيهاب شاهين
السبت ١٧ مايو ٢٠١٤ - ١٢:١٣ م
2076

النظارة السوداء

  كتبه / إيهاب شاهين

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ..

كثيرون هم الذين ينظرون إلى الحياة وهم يلبسون على أعينهم نظارة سوداء فيرون الدنيا بلون النظارة ويظل أياما طويلة بل شهورا عديدة أو قل أزمنة مديدة لا يستطيع السير بدونها فينطبع بنفسه أن الحياة كذلك مظلمة وأى حادث يمر به لا يراه إلا كذلك – ولو أنه تدبر وتفكر مليا وأجمع إرادته على خلع النظارة من فوق عينيه لرأى الحياة بلون بل بألوان أخرىواستشعر حينها أنه أمضى زمنا من عمره فى وهم الظلام بسبب هذا الحاجز الوهمى" النظارة السوداء" – كذلك يعيش البعض منا فى حياته لا يرى إلا رأيا واحدا أوسيلة وحيدة لتحقيق هدفه فلو خالفه أحد الرأى رأيت هذه النفسية السوداء فى تحليلاته - أنه ما أراد إلا مخالفتى – هو لا يفهم مثلى – قليل البضاعة أو كثيرة هى ولكنها مزجاة- ولذلك كان الإمام الشافعى رحمه الله يقول رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرى خطأ يحتمل الصواب – فكان يضع فى حسبانة صواب غيره وخطأ نفسه لذلك لم يقع فى هذه النفسية المتأثرة باللون الواحد أو القول الواحد فلم يقع فى السب أو الشتم أو السخرية من الآخرين – وكذلك من يرى أن تحقيق هدفه لا يكون إلا بوسيلة واحدة ثم إنه إذا فقد هذه الوسيلة بعمد أو خطأ أو تقصير وكأن الحياة قد ذهبت أو الدنيا توقفت ولا يشعر هذا المسكين أنه هو الذى توقف وأن قرص الشمس يدورلا يتوقف- لا يريد أن يخلع هذا الحاجز الذى أغلق عقله وفكره عن التفكير فى غيروسيلته فيظل يبكى دموعا أو دما على ما كان يحلم به ولم يتحقق ولو أنه نزع نظارته السوداء لرأى حلولا كثيرة ووسائل متنوعة – لمّا شاع بين الصحابة بإيعاز من إبليس أن النبى صلى الله عليه وسلم قتل يوم أحد نظر البعض أن هذا الحدث هو نهاية العالم ولابد أن نستسلم ونترك كل شيء – ولكن البعض قام منبها الجميع وكأنه يوضح معنى مكنونا فى نفوسهم ولكنهم لم يرونه لشدة وقع الأمر عليهم –أن قوموا وموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكملوا المسيرة والطريق لفت نظرهم إلى الغاية الحقيقية التى غابت عن خاطرهم لحظات – فلابد أن تتغير نظرتنا إلى الحياة وأن ننظر للمسائل من إتجاهات مختلفة بنظرة عميقة ليست أحادية فلا ننظر إلى المصلحة الشخصية فحسب بل ننظر للمصلحة العامة ولنعلم أن المصلحة الشخصية جزء منها بلا شك – لذلك حان وقت نزع النظارة السوداء . والحمد لله رب العالمين .

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة