الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الدفاع عن السنة ورموزها (1)

لا تزال حرب إسقاط الرموز حرباً خسيسةً خبيثةً، والآن هي تدور على

الدفاع عن السنة ورموزها (1)
إيهاب شاهين
الأحد ١٩ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٥:٥٠ ص
1757

 

الدفاع عن السنة ورموزها (1)

كتبه / إيهاب شاهين

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛                   لا تزال حرب إسقاط الرموز حرباً خسيسةً خبيثةً، والآن هي تدور على أشدها، الطعن على صحيح البخاري ، وعلى صحيح مسلم بشبهات تنطلي على كثير من الناس فيظن بعضهم أن كل من أمسك قلماً كان عالِماً.                                                                                                                                                                               فدع عنك الكتابة لست منها      .......    ولو سوَّدت وجهك بالمدادِ

الطعن على الرموز مقصود، ولا زال هذا دأب المنافقين منذ القديم فهذا عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين لما أشاع عن عائشة رضي الله عنها حديث الإفك، إنما قصد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقصد عائشة , ولازال العلماء يذبون عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سنته، فسنة الدفع سنة ربانية لا يمكن اختفاؤها، فهي باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وهذه الهجمة الشرسة التي ملأت الإعلام بشتى مجالاته المرئي منه والمسموع والمقروء على أعلام السنة ورموزها ومراجعها أمثال الإمام العلم "أبو عبد الله محمد ابن إسماعيل البخاري", ليس الهدف منها إسقاط شخصه بين الناس فحسب بل المقصود أمرا وراء ذلك هو الطعن في سنة النبي صلي الله عليه وسلم ,وهكذا أعداء الدين ممن يتسمون بأسماء المسلمين وهم من جلدتهم , إذا أرادوا هدم كيان وبناء شاهق حصروه في شخص وبدأوا يطعنون في ذات هذا الرجل بغرض إسقاط الكيان والبناء وهذا ما يريدوه , زعموا , مع البخاري فالغرض الأساس النيل من الدين برمته كتابا وسنة , ولكن حتى يسهل عليهم ذلك يطعنون في الأعلام الذين نقلوا السنة حتى يقال عنهم كذابون وغير ذلك إذن النتيجة أن ما نقلوه لنا كذبا هكذا أرادوا , ولكنهم لم يعلموا أن الله عز وجل حفظ هذا الدين بحفظه عز وجل كتابا وسنة قال تعالى وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ, فالكتاب والحكمة كلاهما منزل والحكمة هي السنة وقد قال تعالى إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ, من صور الحفظ أن الله قيد لهذا الدين علماء عاملين ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين, من أمثال هؤلاء الإمامان البخاري ومسلم , خاصة البخاري الذى ناله الجانب الأكبر من الطعن والتجريح وهذا الإمام العلم لا بد من قراءة سيرته العطرة وكيف تحرى كتابة سنة النبي صلى الله عليه وسلم بوضع ضوابط وشروط لا تجد لها مثيلا على وجه الأرض ,الأمر الذى حدا بالعلماء في كل جنبات الأرض أن يُجمعوا على أن أصح كتاب على وجه الأرض بعد كتاب الله الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه " المعروف بصحيح بالبخاري" حتى إن قدسية هذا الكتاب بلغت عند الناس مبلغا أنه إذا أخطأ أحدهم في أية ورده أحد يقول له هو أنا غلطت في البخاري! وإن كانت قدسية كتاب الله عز وجل لا يعدلها شيء ولكن في ذلك دلالة على مبلغ قدسية كتاب البخاري عند عوام الناس في نفوسهم مبلغا عظيما , ثم يأتي طاعن جاهل وبعد إحدى عشر قرنا من إجماع العلماء جيلا بعد جيل على صحة ما في الكتاب بل أعلى درجات الصحة يأتي ويكتشف فجأة أن الكتاب به أحاديث مكذوبة ومغلوطة !هذا ليس فيه طعن في البخاري فقط بل في علماء الأمة جميعا وكأنهم جميعا كانوا في ثبات عميق إلى أن جاء هذا الجاهل الذى لا يعرف شيئا في علم الحديث وفنونه واكتشف فجأة خطأ الأمة جميعا ! سبحانك هذا بهتان عظيم  ,ولذلك من الشرف العظيم أن يكون كل مسلم من المدافعين عن سنة النبي صلي الله عليه وسلم وعلماء الإسلام ورموزه ورد الشبهات المثارة في ذلك , 

من هذه الشبهات: حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو في صحيحي البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم:قال سليمان عليه السلام: لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو قال على تسع وتسعين امرأة، كلهن تلد غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه قل: إن شاء الله، فلم يقلها، فلم تلد واحدة منهن أحداً إلا امرأة واحدة ولدت نصف إنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أما لو استثنى -يعني لو قال: إن شاء الله- لولدت كلهن فارساً يقاتل في سبيل الله، وكان أدعى لحاجته) فيقول هذا الطاعن الجاهل: إن هذا الحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم بالحجج الآتية: أولاً: أنه ليس في مقدور أي إنسان أن يجد طاقةً ووقتاً أن يجامع مائة امرأة في ليلة واحدة،. ثانياً: قال: كيف يقول نبي من أنبياء الله هذا اللفظ غير المهذب في وسط الناس، إنني سأفعل كذا وكذا؟ ثالثاً: كيف لنبي من أنبياء الله أن يشترط على الله عز وجل، أن تلد النساء الذكور، يقول: (كلهن تلد فارساً يقاتل)؟ وما أدراه أنه سيخرج فارساً، قد تخرج امرأة؟ فكيف يشترط على الله تبارك وتعالى مثل هذا؟ وهذا من الجهل المطبق بسنة النبي صلى الله عليه وسلم صار الجهلة يتكلمون في دين الله عز وجل؟!                                                          متى يصل العطاش إلى ارتـواء ..... إذا استقت البحار من الركايا  .                                                    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من أشراط الساعة: التماس العلم عن الأصاغر) والعلماء لهم تأويلات في الأصاغر، فقال بعضهم: الأصاغر هم أهل البدع، وقال بعضهم: الأصاغر يعني في العلم، الذين ليس عندهم علم، وكيف يُعترض على مثل هذا الحديث الجميل بمثل هذه الاعتراضات التافهة؟ أولاً: قوله: هل يستطيع رجل أن يأتي مائة امرأة في ليلة؟ أو هل الليلة يستطيع فيها الرجل أن يجد وقتاً لمجامعة مائة امرأة؟ للرد على هذا يقول العلماء كالحوينى حفظه الله: إن القدرة على إتيان النساء من تمام الفحولة، وكمال الرجولة، ولا زال العجز عن إتيان النساء معرة عند بني آدم، وأنبياء الله عز وجل لهم تمام الكمالات، فكيف ينكر على من ملَّكه الله عز وجل رقاب الإنس والجن والطير أن يكون له شيء هو موجود عند بعض بني آدم؟! ، يضطرنا مثل هذا أن نقول مثل هذا الكلام لنبين هذا التهافت. ثانياً: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، فلا زال كل شيء في تناقص؛ الزمان والإنسان). قال صلى الله عليه وسلم: (خلق الله آدم ستين ذراعاً فلا يزال الخلق يتناقص إلى يوم القيامة). تخيل إنساناً طوله ستون ذراعاً في الهواء: (فلا زال الخلق يتناقص إلى يوم القيامة) كذلك الزمان، كان اليوم أطول. ومن علامات اقتراب الساعة قِصَر اليوم، وفي حديث الدجال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يلبث فيكم الدجال أربعين يوماً، يوم كسنة -بعدِّكم-، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر الأيام كأيامكم) فهذا يوم في آخر الزمان كسنة، ومع هذا لو تنزلنا وقلنا: إن اليوم الذي كان في أيام سليمان عليه السلام بقصر يومنا، فإتيان المرأة كم يستغرق من الوقت؟ خمس دقائق؟ عشر دقائق؟ لديك أربع وعشرون ساعة، عشر ساعات يأتي كل عشر نساء في ساعة، أيُعْتَرض على هذا الحديث، بمثل هذا الاعتراض التافه الذي لا قيمة له؟ ثم إن الحديث يقول: (قال سليمان عليه السلام لأطوفن) فهل يرى أحد رزقه الله الذوق والفهم أن لفظة: ( لأطوفن) غير مهذبة؟! بل هي من ألطف الكنايات في الدلالة على هذا الفعل، كما قال تعالى: فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا [الأعراف:189] فانظر إلى الكناية الجميلة!: فَلَمَّا تَغَشَّاهَا [الأعراف:189] فقوله: (لأطوفن) من ألطف الكنايات؛ لكن الرجل مصاب في ذوقه وفهمه، حتى يرى أن مثل هذه الكناية اللطيفة ليس فيها ذوق. ثم هل في الحديث أن سليمان عليه السلام جمع الناس وقال: إني سأفعل كذا وكذا؟ لقد ورد في صحيح البخاري: أن صاحب سليمان الذي راجعه وقال له قل: إن شاء الله! ملك، الرواية تقول: (فقال له الملك) رفيقه وصاحبه الذي كان يجالسه قال له: قل: إن شاء الله، فإما أن يكون سليمان عليه السلام قال هذا الكلام بصوت مرتفع فسمعه الملك، فقال: قل: إن شاء الله، وإما أن يكون كالمحدث نفسه بصوت عالٍ وتراه وكأنه يحدث هذا أو ذاك، فأي عيب فيه؟ وهل ترون في هذا اشتراطاً على الله عز وجل؟ لو قال رجل منا: أنا ما تزوجت إلا ليرزقني الله عز وجل برجال يتفقهون في دين الله، ويدفعون عن كتاب الله، أيشترط على الله بهذا؟ أم أن سليمان عليه السلام قالها على سبيل الرجاء والتمني؟ وهل لو قلت: أتمنى أن يرزقني الله بعلماء، تكون قد اشترطت على ربك عز وجل أن يرزقك البنين دون البنات؟ أترون هذا الكلام الركيك يطعن في هذا الحديث الجميل الجليل؟ وللحديث بقية إن شاء الله.

والحمد لله رب العالمين .

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي