الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

تعليق على مقال "سلفيو إسكندرية يحدثون أنفسهم عن التكفير".

ومن الأمور التي امتدحها الكاتب في الدعوة السلفية قبل أن يبين موضوع النقد

تعليق على مقال "سلفيو إسكندرية يحدثون أنفسهم عن التكفير".
أحمد الشحات
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٦:٢٠ ص
2497

تعليق وتعقيب على مقال "سلفيو إسكندرية يحدثون أنفسهم عن التكفير".

كتبه / أحمد الشحات .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ..

في مقال مهذب بعنوان " سلفيو إسكندرية يحدثون أنفسهم عن التكفير " انتقد فيه كاتبه الدعوة السلفية نقداً تحلى فيه بقدر من التجرد أخرجه من  دائرة النقد المباشر إلى دائرة النصيحة الموضوعية الهادفة.

وتحلى صاحبه بالأدب في نقده وتعليقه ، وحبذا لو يتحلى هو وجميع زملائه ونحن جميعاً بهذه الطريقة في التوجيه ، فهى الطريقة الأسلم للقلوب والأنجح في التأثير والقبول.

ومن الأمور التي امتدحها الكاتب في الدعوة السلفية قبل أن يبين موضوع النقد :-

1.    أنها دعوية إصلاحية سلمية لا تنشد لوطنها إلا كل خير وكرامة.

2.  أنها حريصة على مواجهة الفكر التكفيرى منذ فترة طويلة وإزدادت حدة هذه المواجهة بعد عزل الدكتور محمد مرسى ، وهذه وحدها ملاحظة ذكية نحمده عليها.

3.    أنه يرصد حجم النشاط الداخلى الكبير لكوادر الدعوة فى مواجهة هذه الأفكار.

ولكنه فى ذات الوقت يرى أننا نتحرك داخل حيز أتباعنا وأبنائنا فقط ، ولا نتحرك لكى نواجه التيارات الأخرى التى تكفر الحاكم أو المجتمع أو غيره ، وتساءل عن عدم وجود مناظرة مع هؤلاء أو حملات ميدانية تحذر من هذا الفكر ، أو غير ذلك من الوسائل التى تواجه هذا الفكر المنحرف فى عقر داره حتى لا تظل هذه المجهودات محلك سر كما يقول.

وتعليقى على ذلك فيما يلى :-

بداية قبل أن نُجلى هذا الأمر علينا أن نؤكد على " أننا والمقال " متفقون على أن الدعوة لديها إستراتيجية واضحة وقديمة فى مواجهة الفكر التكفيرى والتيارات الصدامية بوجه عام ، وأن هذه المواجهة لا ترتبط لا بالمصالح السياسية ولا بغيرها ، ولكنها في الأصل ديانة وأمانة ، والخلاف إنما يقع فى حيز الوسائل ؛ فهو يرى أن الوسائل المستخدمة حالياً لا تكفى أو ضعيفة الأثر ، لدرجة أننا كأننا " نتحدث مع أنفسنا فقط " وهذه النقطة تحتمل الخلاف فى وجهات النظر وتحتمل التعديل والتغيير من جانبنا أيضاً خصوصاً بعد توضيح النقاط التالية :-

1.  من يعرف الإستراتيجية التي تتحرك بها الجماعات التكفيرية – ونحن بحمد الله بها خبراء نتيجة للاحتكاك الطويل والخبرة الممتدة فى هذا الملف – يتأكد لديه أن الروافد الأساسية لهذه التيارات هم أبناء الجماعات الإسلامية الأخرى ، ونادراً جداً من يرتبط بجماعة تكفيرية من خارج هذا الحيز ؛ لأن الطريقة واللغة التي يستخدمها هؤلاء الناس تكون منفرة وشاذة لعموم الناس بخلاف أبناء الجماعات الإسلامية الذين يدخلون لهم من باب الشبهات والتأويلات الفاسدة ، وبالتالي فما تفعله الدعوة السلفية ليس تحصيناً لأبنائها فقط ، ولكنها بهذه الطريقة تحرم هذه التيارات من أعظم روافدها على الإطلاق.

2.  أن الفاعليات التي تقوم بها الدعوة فاعليات عامة ومفتوحة وليست خاصة بأبناء الدعوة فقط ، والدعوة على استعداد تام أن تقيم هذه الفاعليات فى أي مكان يُعرض عليها أن تعطى فيه مثل هذه المحاضرات ، ومع ذلك فحتى الآن قامت الدعوة السلفية بعقد ندوات ومحاضرات وصلت إلى النوادي والشوارع وفى المراكز الشبابية وغير ذلك ، وهذه الوسائل هي أقصى درجات انفتاح العمل الإعلامي العام وإلا فمواجهة الفكر الشيعي الذى ذكره المقال كمثال يرى فيه أن المواجهة تمت بشكل جيد ، لم تتعد المواجهة هذه الوسائل التى ذكرناها.

3.  كاتب المقال يدرك جيداً أن هذه المحاضرات والندوات يتم تصويرها ورفعها على شبكة الإنترنت ليتعدى نفعها لآلاف بل ربما لملايين من الناس فى داخل مصر وخارجها ، وإلا فمقال مثل هذا المقال محل التعليق لم يطلع عليه أبناء الدعوة فقط بل إطلع عليه من يحبها ومن يبغضها ومن يدافع عنها ومن يعاديها ، وهكذا الحال مع هذه المواد المتوفرة بكثرة على مواقعنا وصفحاتنا.

4.  لو تابع الكاتب ما تقوله الجماعات التكفيرية عنا وعن التحذير منا لعلم علماً تاماً أن لهذه الوسائل المتاحة المتواضعة تأثيرًا كبيرًا فى دحر هذا الفكر وتأخر انتشاره.

5.  بخصوص الفاعليات الإعلامية كملصقات وكغيرها ، فهى أيضاً موجودة والدعوة لها أكثر من بوستر شهير تحارب فيه التكفير والتفجير وجميع الأفكار المنحرفة ، ولكن قضية كهذه تكون المواجهة فيها فكرية فى المقام الأول وبالتالي فإن النفس فيها يطول جداً ، وهنا لن تسعفنا مجرد حملة ملصقات أو إعلانات بل تتضاءل قيمة هذه الوسائل بجانب المحاضرات المتخصصة ، والمقالات التى تفند الشبهات وترد عليها والكتب والرسائل مع عدم إغفال قيمة العمل الإعلامى أيضاً.

6.  بخصوص المناظرات الفكرية فإنها تتم فى كل بقعة وقرية يتواجد بها أنصار هذا الفكر ، وليس شرطاً أن تتم هذه المواجهات على شاشات التلفاز وفي براج التوك شو فذلك مما يشوش على الناس أفهامهم ، لأن المناظرات العلمية المتخصصة لا تكون إلا أمام من يحسنها ويحسن فهمها وإلا كان ذلك من دواعي البلبلة والتشتت عند عوام الناس ، ونحن نكتفي فى حواراتنا الإعلامية ببيان خطورة هذا الفكر ومدى بعده عن الإسلام بل مدى خطره الحقيقي على الإسلام وهذا فى نظرنا كاف جداً لعموم الناس.

 

وختاماً فمن البدهى ألا تفتح لنا التيارات الأخرى أبوابها لكى نواجهها فى عقر دارها ، ولكننا نتبنى إستراجية وقائية واسعة المدى وطويلة المفعول ، كما أننا نوجه قذائفنا الفكرية لهذه الحصون المنيعة  بما يُتاح لنا من وسائل نقدر عليها وكلما ظهرت لنا وسيلة جديدة ملائمة فلن نتردد فى استخدامها حتى ينقشع غبار هذه الفتنة عن بلادنا وعن بلاد المسلمين .

والله وحده هو المعين وهو حسبنا ونعم الوكيل.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

تصنيفات المادة