الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

لماذا نحب مصر ونحرص عليها؟

سنبذل كل ما في وسعنا حتى تنهض مصر وتتبوأ مكانتها وتقود عالمها الإسلامي وأمَّتها إلى ذرى المجد وتحرير المُقدَّسات

لماذا نحب مصر ونحرص عليها؟
عادل نصر
الاثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٠:١٢ ص
2732

لماذا نحب مصر ونحرص عليها؟

كتبه/ عادل نصر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قد يستغرب البعض حينما نتكلم - وبعد التأصيل الشرعي لمواقفنا - عن ضرورة الحرص على مصر ووحدتها، وحتمية العمل والتكاتف حتى تجتاز العقبات وتتغلب على المؤامرات التي تُحاك لها داخليًّا وخارجيًّا فضلًا عن انحيازنا الدائم إلى ما فيه سلامتها ومصالحها العليا، وتغليب ذلك على كل الأجندات الخاصة.

والسؤال الذي ينبغي الإجابة عليه حتى يزول استغراب المستغربين ويُدفع به لوم اللائمين هو:

لماذا نحب مصر ونحرص عليها؟ وبالطبع لن أذكر هنا ما هو متفق عليه بين بني البشر من كون حب الوطن أمرًا فطريًّا جُبِل عليه البشر جميعًا، ولكن أزيد على ذلك فأقول:

- لأن مصر وأهلها في رباطٍ إلى يوم القيامة كما أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن مصر والشام ولاشك أن هذا هو الواقع والحال كما بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية.  ومن طالَع التاريخ رأى صدق ذلك.

- ألم تكن مصر حائط الصد عن الأمة كلها ضد الحملات الصليبية قرابة قرنين من الزمان حتى ردَّت عن الأمة عاديتهم،ولن ينسى التاريخ لها أنها أسرت لويس التاسع ملك فرنسا في دار ابن لقمان في المنصورة.

- من الذي حرَّر المسجد الأقصى من يد الصليبين بعد احتلالٍ له دام أكثر من تسعين عامًا؟،أليسوا جند مصر بقيادة صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين؟

- من الذي دحر جحافل التتار بعد أن اجتاحوا العالم الإسلامي وأوسعوه قتلًا وتشريدًا،وأسقطوا حاضرة الخلافة ودمَّروا حضارة المسلمين فيها؟

- من الذي أنقذ البشرية كلها لا المسلمين وحدهم من هؤلاء الهمج الهامج، والذين لو تمكنوا لقضوا على حضارة بني الإنسان على وجه الأرض؟ إنها مصر وجندها بقيادة سيف الدين قطز في معركة عين جالوت.

- من الذي قطع ذراع جيش الكيان الصهيوني في العاشر من رمضان 1973 م، وقضى على أسطورة الجيش الذي لا يُقهر في ملحمة دُرِّست في المعاهد العسكرية في العالم ؟ إنها مصر وجندها البواسل

- نحب مصر ونحرص عليها لأنها قلب العالم الإسلامي لِما لها من مكانة وثِـقل وبما حباها الله عزَّ وجلَّ من مقومات هيأتها للريادة والقيادة،فهي إذا تكلمت يتكلم الناس، وإذا سكتت سكت الناس، وإذا قامت قام الشرق كله، وإذا سقطت سقط الشرق كله،فهي كما قال حـافـظ - بحقٍ - على لسانها:

أنا إن قدّر الإله مماتي         لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

- نحب مصر ونحرص عليها لأنها حاملة لواء العالم السُنِّي، ورأس حربته في وجه الروافض اللِـئام، ولو أُصيبت بمكروه لاجتاحت إيران العالم الإسلامي. وحسبك أن تعلم أن الفاطميين حاولوا عبر ثلاثة قرون أن يُشيِّعُوا أهلها فعجزوا واستعصت عليهم، لأن شعبها يحب بفطرته صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) لاسيما الخلفاء الأربعة وسائر العشرة،ويحب آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وأزواجه أمهاتِ المؤمنين لاسيما الصِدِّيقة بنت الصِدِّيق رضي الله عن الجميع.

- ولذا ما إن وجدوا صلاح الدين رحمه الله حتى تكاتفوا معه فقضوا على هذه الدولة الباطنية وآثارها، فلم يُنقَل لنا من عفنهم شيء.

- نحب مصر لأنها كانت - وما زالت - حاضرة العلم والعلماء. مصر الليث بن سعد، وابن وهب والطحاوي، وابن حجر وغيرهم كثير ممن علَّموا الدنيا فسطَّر التاريخ أسماءهم على صفحاته بأحرفٍ من نور.

- نحب مصر وشعبها لأنه طيب ودود خلوق ذو مروءة يحب دينه ويميل إلى الوسطية والاعتدال بعيدًا عن الغُلوِّ والتفريط، فكم بذل الأعداء ولا يزالون من محاولاتٍ لصرفه عن دينه وهويته، فباءت محاولاتهم كلها بالفشل.

- نحرص على مصر لأن انهيارها الآن يعني استمرار سيناريو التقسيم ويُمكِّن اليهود من إتمام حلمهم بإقامة دولتهم من الفرات إلى النيل، وتُمكِّن الروافض من إقامة إمبراطوريتهم والسيطرة على الحرمين الشريفين. وبقاؤها متماسكة قوية يعني إفشال هذا المخطط.

أبَعْدُ هذا وغيره كثير، نُلامُ في حبنا لمصر وحرصنا على سلامتها من كل مكروه ؟!

سنبذل كل ما في وسعنا حتى تنهض مصر وتتبوأ مكانتها وتقود عالمها الإسلامي وأمَّتها إلى ذرى المجد وتحرير المُقدَّسات.

بإذن الله لن يُثنينا عن هذا حقد الحاقدين ولا لوم اللائمين ولا تثبيط المُثبطِّين. ونحن واثقون بأن الله عزَّ وجلَّ سيرُدُّ سهام الأعداء إلى نحورهم، فهي كما قال القائل:

ما رماني رامٍ وراح سليمًا   من قديم عناية الله جندي

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة