الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من الدعوة السلفية بشأن الهجمة الإعلامية على الأزهر الشريف

واحتدم الخلاف ، واهتم الجمهور بالقضية ، وعبر عن اعتزازه بهويته وشريعته ، ومن ثم خرجت

بيان من الدعوة السلفية بشأن الهجمة الإعلامية على الأزهر الشريف
الدعوة السلفية
الثلاثاء ١٦ ديسمبر ٢٠١٤ - ٢٠:٥٩ م
4515

بيان من "الدعوة السلفية" الصادر في "16-12-2014م" بشأن الهجمة الإعلامية على "الأزهر الشريف"

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعقب ثورة 25 يناير حاولت بعض القوى السياسية والأصوات الإعلامية أن توحي أن الثورة قامت على "المادة الثانية" مِن الدستور، وعلى "الهوية الإسلامية!".

واحتدم الخلاف، واهتم الجمهور بالقضية فعبَّر عن اعتزازه بهويته وشريعته؛ ومِن ثَمَّ خرجت التصريحات مِن الجميع بأنهم مع الشريعة، ولكنهم يريدون ضمانات ألا يتم تطبيقها وفق تفسيرات متشددة أو متطرفة أو مخالفة لمقاصد الشريعة، وهرعت الكثير مِن القوى المدنية إلى الأزهر أكثر من مرة، وفتح الأزهر لهم أبوابه واستقبلهم إمامه، وقد أعلنت "الدعوة السلفية" عدة مرات ترحيبها بهذه الخطوة بحيث تكون هناك مرجعية ضابطة لتفسير الشريعة فيما يتعلق بالنواحي العامة كما هو مقرر في القواعد الفقهية والأصولية.

وقد بذل "ممثلو الأزهر" جهدًا رائعًا في الجمعيتين التأسيسيتين، وكانت وسائل الإعلام حريصة على أن إبراز دور ممثلي الأزهر في ذلك؛ لا سيما في "جمعية 2014م"، والتي قرر دستورها "مرجعية الأزهر" فيما يتعلق بشئون الشريعة الإسلامية؛ مما كان له أكبر الأثر في تصويت المواطنين لهذا الدستور بـ"نعم".

والملاحظ في هذه الفترة: تصاعد الهجوم على هذا الدور الدستوري للأزهر، بل والترصد الشخصي للأفراد الذين ساهموا في صياغة المواد المتعلقة بهذا الدور، كما يلاحظ أن كثيرًا من وسائل الإعلام تتبنى آراءً شخصية شاذة لأفراد يحملون شهادات أزهرية، وتقدمها للجمهور على أن هذا هو رأي الأزهر، فإذا خرجت بيانات من هيئة كبار العلماء، وهي الجهة صاحبة الاختصاص دستوريًّا؛ كتمتها بعض هذه الوسائل، وهاجمها البعض الآخر!

ومِن أخطر هذه الأقوال الشاذة: الزعم بأن الشخص يمكن أن يكون مسلمًا مع رفضه لشهادة أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسول الله! وهذا خلاف إجماع الأمة بأسرها عوامها وعلمائها، ولم تشر معظم هذه الوسائل إلى بيان هيئة كبار العلماء المستنكر لهذا القول.

ثم جاء "بيان الأزهر" في شأن عدم تكفير "داعش" المستمد من موقف الصحابة -رضي الله عنهم- في عدم تكفير الخوارج، و"داعش" نوع مِن الخوارج، فيبيَّن خطرهم ويوصمون بالبدعة والخروج، ولكن لا يُكفـَّرون.

والدعاة إلى تكفيرهم لا ينتبهون إلى أمور خطيرة، منها:

- أن التكفير بالمعاصي والذنوب والبدع التي لا تتضمن نقضًا لأصل الدين هو أحد أصول الخوارج.

- أن سلاح التكفير والتكفير المضاد هو أقصر طريق للهرج الذي حذر منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو أقصر طريق للفوضى التي يريد البعض نشرها في بلاد المسلمين.

- أن التحذير والتبديع، بل وقتال أهل البدع الذين يخرجون على الأمة بالسيف "كالخوارج قديمًا وحديثًا" لا يتوقف على تكفيرهم.

- أن الهيئات الشرعية -"كما هو الحال في الهيئات القضائية، بل أخطر"- يجب ألا تتعرض لابتزاز أو محاولة تأثير مِن أحد.

وعلى صعيد آخر: نجد هناك محاولات مِن ذات الجهات الإعلامية "وبعض الهيئات الرسمية" لفرض توجهات معينة لبعض علماء الأزهر، واعتبارها هي رأي الأزهر، وإلزام الجميع بها، ومحاولات لفرض رأي في مسائل لا تتعلق بالتشريع العام؛ رغبة منهم في إقصاء "الدعوة السلفية" عن دورها في مساعدة الأزهر في نشر الفكر الوسطي الذي يقوم جوهره على رفض التكفير والعنف، وهذا كله لم ولن يثني "الدعوة السلفية" بإذن الله -تعالى- عن دورها المساند والمدعم للأزهر في مقاومة هذه الأفكار.

و"الدعوة السلفية" تحذر كل مَن يطعن في شيء مِن الثوابت الإسلامية أو يطعن في "الأزهر" أو في "كبار هيئة علمائه"؛ بغرض إرهابهم، ومحاولة غل أيديهم، والالتزام بالميثاق الذي أخذه الله عليهم ثم أكده الدستور، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) (آل عمران:187).

نسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها وأزهرها مِن كل سوء.

اللهم آمين.

الدعوة السلفية بمصر

الثلاثاء 24 صفر 1436هـ

16 ديسمبر 2014م

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي