الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

وصية الإمام علي

أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ رَبِّكُمْ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ...

وصية الإمام علي
محمود الشرقاوي
الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٢:١٢ م
3261

وَصِيَّةُ  الإمام عَلِىٍ

كتبه/ محمود الشرقاوي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

أخي الحبيب لقد قرأتُ كلمات رقيقة ووصية عظيمة أثناء قراءتي لسيرة الإمام الحسن بن علي"رضي الله عنه" وصاه بها أبوه علي بن أبى طالب "رضي الله عنه" فأحببت أن أنقلها لك لعل الله ينفعني وينفعك بها وتكون سبب لنزول الرحمات والسكينة على قلوبنا لما فيها من الوصية بتقوى الله والعمل بكتابه والسير على هدى نبيه وإلى غير ذلك.... وقبل أن أنقل لك الوصية أريدك أن تستشعر قيمتها وشرفها وأهميتها ويظهر لك ذلك جلياً بمعرفة قدر  قائلها و قدر من قيلت له وما النسب بينهم ومتى قيلت  فقد تتشابه كلمتان أو عبارتان أو موقفان ولكن بينهما أبعد ما بين السماء والأرض  كما أن اثنان يصليان ويقفان في صف واحد ووراء إمام واحد وفي مسجد واحد وصلاة واحدة وكلاهما ينطق بنفس التسبيح والتكبير والقراءة والدعاء وأحدهما لا تتجاوز صلاته فوق رأسه قدر شِبْر والآخر ترفع صلاته حتى تبلغ عنان السماء لما بينهما من التقوى والخشوع والإخلاص والخشية واستحضار القلب بين يدي الرب سبحانه وتعالى  فكذلك وصية علي "رضي الله عنه" انظر إلى ما لابسها من المعطيات وأحاط بها من قرائن لتعلم قيمتها.

أولاً: من قائل الوصية

 قائلها: علي بن أبي طالب رضي الله عنه بن عبد المطلب

·       أول من آمن برسول الله محمد صلى الله عليه و سلم هو و خديجة و أبو بكر رضي الله عنهم

·       أول من صلى مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : صليت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا وكذا لا يصلي معه غيري إلا خديجة وعن ابن عباس قال : أول من صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم بعد خديجة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

·       نام في فراش النبي صلى الله عليه و سلم ليلة الهجرة

·       و هو رابع الخلفاء الراشدين

·       و أحد العشرة المبشرين بالجنة

·       وزوجَه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة اثنتين من الهجرة ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة

·       من آل بيته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والذي منه نسله الشريف صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما نزلت : [ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ] ( الأحزاب: 33) دعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، وعليا، وحسنا، وحسينا رَضِيَ اللَّهُ عنهم فِي بيت أم سَلَمَة وَقَالَ: اللَّهمّ إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

·       و قال صلى الله عليه وسلم لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. وكان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُول: والله إنه لعهد النَّبِيّ الأمي إلي أَنَّهُ لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.(رواه مسلم )

·       و له أربع خصال ليست لأحد غيره فعن ابن عباس قال : لعلي أربع خصال ليست لأحد  غيره : هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره وهو الذي غسله وأدخله قبره

·       ، وأجمعوا على أَنَّهُ صَلَّى القبلتين، وهاجر، وشهد بدرا والحديبية، وسائر المشاهد، وأنه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاءً عظيما، وأنه أغنى فِي تلك المشاهد، و أبلي فيها بلاءا حسنا

·         ولم يتخلف عَنْ مشهد شهده رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة، إلا تبوك، فإنه خلفه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة وعلى عياله بعده فِي غزوة تبوك، وَقَالَ لَهُ. أنت مني بمنزلة هارون من مُوسَى، إلا أَنَّهُ لا نبي بعدي.(انظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لابن عبد البر )

·       رجل يحبه الله و رسوله فقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، ويحبّه اللهُ ورسولُه، ليس بفرّار، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ دَعَا بِعَلِيٍّ وَهُوَ أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَفَتَحَ اللَّهُ  عَلَيْهِ. وَهَذِهِ كُلُّهَا آثَارٌ ثَابِتَةٌ.

·       أقضى الصحابة حيث بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن وَهُوَ شاب ليقضي بينهم، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي لا أدري مَا القضاء، فضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده صدره، وَقَالَ: اللَّهمّ اهد قلبه، وسدد لسانه، قَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فو الله مَا شككت بعدها فِي قضاء بين اثنين. ( صحيح : الإرواء 2500)

وقال عُمَر بْن الخطاب: علي أقضانا، وقال أيضا: لولا عليّ لهلك عمر.

·         وقال لَهُ رَسُول الله صلى الله وَسَلَّمَ: يَا علي، ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك، مع أنك مغفور لك؟ قَالَ: قلت: بلى. قَالَ: لا إله إلا الله الحليم العليم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم.(صحيح لغيره : التعليقات الحسان علي صحيح ابن حبان للألباني )

·       ذو الفضل و العلم و الفقه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حيث نقل عن معاوية لما جاءه خبر قتل علي  جعل يبكي ، فقالت له امرأته : أتبكيه ؟ فقال : ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم (البداية و النهاية)

ثانيا : من قيلت له  ؟

قيلت للحسن بن على والحسين بن على"رضي الله عنهما":-

·       سيدا شباب أهل الجنة

·       وأحفاد المصطفى"صلى الله عليه وسلم" 

·       آل بيت النبي"صلى الله عليه وسلم"  ومنهم نسله الشريف "صلى الله عليه وسلم" 

·       وأحفاد خديجة "رضي الله عنها"

·       وأولاد على بن أبى طالب"رضي الله عنه"

·       أولاد فاطمة "رضي الله عنها" ابنة سيدنا محمد التي لم يكمل من النساء إلا هي وخديجة وآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران "رضي الله عنهم أجمعين"

·       ومن أصحابه "صلى الله عليه وسلم"  الذين يصدق فيهم  قوله تعالي (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)    

ثالثا : متى قالها ؟

قالها علي بن أبى طالب"رضي الله عنه" وهو ينتظر الموت  حينما ضَرَبَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مُلْجَمٍ ، بِالسَّيْفِ عَلَى قَرْنِ رَأْسِهِ، فَسَالَ دَمُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وإذا الضربة قدي  وصلت إلى أم رأسه ، فقال طبيب يقال له أثير بن عمر السكوني: يا أمير المؤمنين أعهد عهدك فإنك ميت

·       فانظر لرجل – و ليس أي رجل – يستحضر أنفاسه الأخيرة ويعلم أنه في أخر لحظات حياته و مقبل علي ربه ومشفق خائف علي أولاده كيف تكون  الوصية وبما يوصي بعد هذه الحياة الطويلة التي كلها تضحية و صلاة و جهاد و صحبة لرسوله "صلى الله عليه وسلم"  و لأصحابه رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ .

ملخص الوصية

وَقَدْ أَوْصَى وَلَدَيْهِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَغَفْرِ الذَّنْبَ،وَكَظْمِ الْغَيْظِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَالْحِلْمِ عَنِ الْجَاهِلِ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، وَالتَّثَبُّتِ فِي الْأَمْرِ، وَالتَّعَاهُدِ لِلْقُرْآنِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاجْتِنَابِ الْفَوَاحِشِ، وَوَصَّاهُمَا بِأَخِيهِمَا مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَوَصَّاهُ بِمَا وَصَّاهُمَا بِهِ، وَأَنْ يُعَظِّمَهُمَا وَلَا يَقْطَعَ أَمْرًا دُونَهُمَا، وَكَتَبَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي كِتَابِ وَصِيَّتِهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.( البداية والنهاية )

ـ نص وصية أمير المؤمنين علي للحسن والحسين رضي الله عنهم :

دعا أمير المؤمنين حسن وحسيناً ، فقال : أوصيكما بتقوى الله ، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ، ولا تبكيا على شيء زُوِي عنكما  ، وقولا الحق ، وارحما اليتيم وأغيثا الملهوف ، واصنعا للآخرة وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً ، واعملا بما في الكتاب ولا تأخذكما في الله لومة لائم ، ثم نظر إلى محمد بن الحنفية ، فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك[1] ، قال : نعم ، قال : فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك ، لعظيم حقهما عليك ، فاتبع أمرهما ، فلا تقطع أمراً دونهما ثم قـال : أوصيكما به ، فإنه ابن أبيكما ، وقد علمتما أن أبيكما كان يحبه ، وقال للحسن : أوصيك أي بني بتقوى الله وأقام الصلاة لوقتها ، وإيتاء الزكاة عند محلها ، وحسن الوضوء فإنه لا صلاة إلا بطهور ، ولا تقبل صلاة من مانع زكاة ، وأوصيك بغفر الذنب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، والحلم عند الجهل ، والتفقه في الدين ، والتثبت في الأمر ، والتعهد للقرآن ، وحسن الجوار ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش[2] ،

وجاء في رواية أخرى : .. يا بَنَّي : أوصيكم بتقوى الله في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر والعدل على الصديق والعدو ، والعمل في النشاط والكسل ، والرضا عن الله في الشدة والرخاء يا بني ما شر بعده الجنة بشر ، ولا خير بعده نار بخير ، وكل نعيم دون الجنة حقير ، وكل بلاء دون النار عافية ، يا بني من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره ، ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته ومـن سل سيف بغي قتل به ، ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيها ، ومن هتك حجاب أخيه كشف عورات نفسه ، ونسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ، ومن أعجب برأيه ضل ، ومن استغنى بعقله زل ، ومن تكبر على الناس ذل ومن خالط الأنذال احتقر ، ومن دخل مداخل السوء اتهم ، ومن جالس العلماء وقّر ، ومن مزح استخف به ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر خطأه ، ومن كثر خطأه قل حياؤه ، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه ، ومن قلّ ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النار . يا بني ، الأدب خير ميراث ، وحسن الخلق خير قرين ، يا بني العافية عشرة أجزاء : تسعة منها في الصمت إلا من ذكر الله ، وواحدة في ترك مجالسة السفهاء يا بني زينة الفقر الصبر ، وزينة الغنى الشكر ، يا بني لا شرف أعلى من الإسلام ، ولا كرم أعز من التقوى ، ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ، ولا لباس أجمل من العافية ، الحرص مفتاح التعب ومطية النصب التدبير قبل العمل يؤمنك الندم ، فبئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد ، طوبى لمن أخلص لله علمه وعمله وحبه وبغضه وأخذه وتركه ، وكلامه وصمته وقوله وفعله[3] .

[صُورَةُ الْوَصِيَّةِ الَّتِي تَرَكَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

فلما حضرته الوفاة أوصى

وَصُورَةُ الْوَصِيَّةِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ؛ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، ثُمَّ إِنَّ صِلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ رَبِّكُمْ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «إِنَّ صَلَاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ ".» انْظُرُوا إِلَى ذَوِي أَرْحَامِكُمْ فَصِلُوهُمْ يُهَوِّنِ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحِسَابَ، اللَّهَ اللَّهَ فِي الْأَيْتَامِ ؛ فَلَا تُعْفُوا أَفَوَاهَهُمْ وَلَا يُضَيَّعُنَّ بِحَضْرَتِكُمْ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُورَثِّهُمْ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ ؛ فَلَا يَسْبِقَنَّكُمْ إِلَى الْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ ؛ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ، فَلَا يَخْلُوَنَّ مِنْكُمْ مَا بَقِيتُمْ ؛ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ فَإِنَّ صِيَامَهُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الزَّكَاةِ ؛ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي ذِمَّةِ نَبِيِّكُمْ ؛ لَا تُظْلَمَنَّ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِ نَبِيِّكُمْ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى بِهِمْ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ فَأَشْرِكُوهُمْ فِي مَعَاشِكُمْ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، فَإِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِالضَّعِيفَيْنِ ؛ نِسَائِكُمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ".» الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، لَا تَخَافُنَّ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ يَكْفِكُمْ مَنْ أَرَادَكُمْ وَبَغَى عَلَيْكُمْ، وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ، وَلَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَيُوَلَّى الْأَمْرَ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّقَاطُعَ وَالتَّفَرُّقَ، وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ حَفِظَكُمُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ، وَحَفِظَ فِيكُمْ نَبِيَّكُمْ، أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ. ثُمَّ لَمْ يَنْطِقْ إِلَّا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، حَتَّى قُبِضَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.

وَقَدْ غَسَّلَهُ ابْنَاهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَسَنُ.



[1] المصدر نفسه (6/63) .

[2] المصدر نفسه (6/63) .

[3] الشُهب اللامعة في السياسة النافعة لابن رضوان صـ 632 ، 633 .


موقع أنا السلفي

ربما يهمك أيضاً