الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

(الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م (3-4

تمادت بريطانيا في استعمال القوة المفرطة في مواجهة الثورة الشعبية في فلسطين...

(الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م (3-4
علاء بكر
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٣:٥٣ م
1261

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (21)

الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م (3-4)

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد تمادت بريطانيا في استعمال القوة المفرطة في مواجهة الثورة الشعبية في فلسطين، والتي اندلعت مِن جديد بعد رفض الفلسطينيين لتوصيات لجنة (بل).

وكانت القوات البريطانية في فلسطين تضم لواءين مشاة، فتم تدعيمها في يوليو 1938م بفوجين من المشاة، وبسربين من سلاح الطيران الملكي، ووحدة من المدرعات والخيالة، وبسفينة حربية، ووصلت القوات البريطانية في سبتمبر 1938م إلى نحو 20 ألف جندي بريطاني، معهم 2930 شرطيًّا إضافيًّا خلال نفس العام، فكان الوضع أشبه بإعادة احتلال فلسطين عسكريًّا من جديد.

وفي مواجهة الثورة قامت بريطانيا:

- بتطوير المنظمات العسكرية الصهيونية.

- توثيق تعاونها مع "الهاجاناة"، التي كانت بمثابة الجيش السري للوكالة اليهودية.

- تسليح وتدريب فرقة عسكرية خاصة سميت بـ"شرطة المستعمرات الصهيونية"، والتي بلغ عددها عام 1939م حوالي 14 ألف رجل.

- إنشاء قوة بريطانية يهودية عرفت بـ"فرق كوماندوز الليل الخاصة"، تم تدريبها لتقوم بعمليات إرهابية واغتيالات ضد أهالي القرى الفلسطينية، وفي نفس الاتجاه بدأت منظمة "أراجون زفاي ليومي" -وهي التنظيم العسكري للحزب الصهيوني الإصلاحي المتطرف ويقودها مناحم بيجن- ومنظمة "شترن" عملياتها الإرهابية الموسعة ضد الفلسطينيين.

وخلال هذه الثورة العربية في فلسطين ومع سقوط الكثير من اليهود قتلى استنجد اليهود بزعمائهم وبالدول الغربية، فانهالت عليهم الأسلحة والمساعدات بجميع أنواعها من أمريكا والدول الأوروبية، كما جاءت أعداد كبيرة من اليهود من روسيا لمساندة اليهود في فلسطين، فأنشأت المزيد من المستعمرات القوية المحصنة، وتم الربط بينها بشبكات من الطرق، وعبأت بمخازن الذخيرة والتموين.

وقد بلغ عدد اليهود المسلحين في تلك الفترة نحو 62 ألف مسلح، علاوة على العصابات الإرهابية التي زاد أفرادها عن 6 آلاف فرد، وبدأت أعمال التحرش بالأهالي الفلسطينيين ونسف منازلهم، وإطلاق الرصاص علي تجمعاتهم.

ومن أمثلة تلك الأعمال:

- في "6-7-1938م" تم تفجير سيارتين في سوق حيفا؛ مما أدى إلى مقتل 21 مواطنًا، وجرح 52 آخرين.

- في "14-7-1938م" ألقيت قنبلة يدوية في سوق خضار فلسطين؛ مما أسفر عن مقتل 12 فردًا غير المصابين.

- وفي اليوم التالي فُجرت قنبلة يدوية أمام أحد المساجد في مدينة القدس أثناء خروج المصلين مما أدى إلى مقتل 10 أفراد وإصابة 30.

- في "26-8- 1938م" انفجرت سيارة ملغومة فقتلت 34 وجرحت 35.

ورغم كل وسائل البطش والعنف في مواجهة الثورة الوطنية الفلسطينية استمرت حركة المقاومة الفلسطينية، ووضح لبريطانيا أن القمع مهما بلغت شدته لن يوقف ثورة الفلسطينيين، كما ظهرت بوادر تعاطف للرأي العام العربي مع هذه الثورة الفلسطينية، بل شارك متطوعون من العرب في أعمال الثورة.

وفي هذه الأثناء بدأت تلوح في الأفق بوادر الدخول في الحرب العالمية الثانية، فكان على بريطانيا أن تعيد حساباتها؛ لذا أرسلت بريطانيا لجنة تحقيق جديدة إلى فلسطين، وهي لجنة (وود هيد) للنظر في مدى قابلية تنفيذ اقتراح التقسيم الوارد في تقرير لجنة (بل)، وقد توصلت اللجنة الجديدة إلى تعذر تنفيذ الاقتراح عمليًّا، وعليه أعلنت الحكومة البريطانية أمام استمرار الثورة الفلسطينية عن تخليها عن مشروع التقسيم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة