الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل يجب الغسل على الكافر إذا أسلم؟

السؤال: 1- سمعتُ فضيلتك في درس "فقه السنة" على موقع "أنا السلفي" تذكر أن الراجح أن الغـُسل لا يلزم الكافر إذا أسلم إلا إذا كان جُنُبًا، وأما إن لم يكن جنبًا؛ فلا يجب عليه الاغتسال، فإذا كان كذلك فما الرد على حديث عمرو بن العاص -رضي الله عنه- الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- له: (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟) (رواه مسلم)؟ أليس الكافر لا يؤاخذ على ما وقع منه في حال كفره؟ 2- إذا جعلنا الجنابة سببًا مؤثرًا في وجوب الغسل على الكافر إذا أسلم؛ ألا يكون هذا مِن تحصيل الحاصل إذ مِن المستبعد ألا يكون الكافر لم تصبه جنابة، بمعنى أن كل كافر بالغ فهو قطعًا احتلم، وإن لم يحتلم فقد سبق له زواج وإيلاج أو له أولاد، وهذا كان حال عامة الذين دخلوا في الإسلام، فكيف لا يجب الغسل إلا إذا كان الكافر أجنب وهو قطعًا قد احتلم ما دام أسلم بعد البلوغ؟ وبالتالي يكون الغسل واجبًا مطلقا على الكافر، أليس كذلك؟ 3- هناك حديث صحيح فيه أن قيس بن عاصم -رضي الله عنه- أسلم؛ فأمره النبي أن يغتسل بماء وسدر، ألا يدل ذلك على وجوب الغسل مطلقًا على الكافر؟ 4- عندي إشكال في حديث ثمامة بن أُثَال -رضي الله عنه-، وهو أنه قد اغتسل قبل أن يسلم، ومعلوم أن غسل الكافر لا يصح؛ فلماذا لم يأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بإعادة الغسل؟ 5- هل يجوز دخول الكافر لشرب الماء أو قضاء حاجته في المسجد في غير وقت الصلاة، وفي حالة عدم وجود دروس أو خطبة في المسجد؟

هل يجب الغسل على الكافر إذا أسلم؟
الخميس ٠٨ يناير ٢٠١٥ - ١٤:١٠ م
4623

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالجنابة ليست ذنبًا، بل هي حُكمٌ يترتب عليه واجبات، وبالتالي فالإسلام لا يجب الجنابة، وإنما يجب الذنوب بما فيها الكفر والشرك فما دونه.

2- الصور المحتملة مِن عدم وجوب الغسل على الكافر إذا أسلم كمن ارتد بسبِّ الله -مثلاً- أو سب الدين ثم عاد للإسلام ولم يُجنِب، وكذا الصبي المميز الذي يصح إسلامه؛ فلا يلزم هؤلاء غسل، وكذا مَن بلغ بالسن أو الإنبات وإن لم يحتلم، فالذي بلغ خمسة عشر عامًا فهو بالغ وإن لم يحتلم.

3- وقائع الأعيان التي فيها أمر كفار أسلموا وهم بالغون بالغسل لا نزاع فيها؛ إنما النزاع في سبب وجوب الغسل: هل هو الكفر أم الجنابة؟ وكما ذكرتَ أن هذه الجنابة إما مِن إيلاج أو من احتلام هو الأمر الغالب؛ فلا يدل الأمر بالغسل فيها على وجوب الغسل على كل كافر حتى في الصور التي ذكرناها في عدم الوجوب.

4- ثمامة بن أُثَال -رضي الله عنه- إنما اغتسل قبل أن يُعلِن إسلامه على الملأ؛ وإلا فالظاهر أنه أسلم قبل أن يعلن إسلامه في المسجد.

5- إذا كان لمصلحة نحو تأليفه على الإسلام، وغيرها مِن المصالح كبيان سماحة الإسلام؛ فلا بأس بالمرور.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com