الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإسلاموفوبيا (1)... الأسباب والمظاهر

يُعبّر مصطلح الإسلاموفوبيا عن ظاهرة الخوف المَرَضي مِن الإسلام في الغرب، ومن أبرز أسباب هذه الظاهرة...

الإسلاموفوبيا (1)... الأسباب والمظاهر
طلعت مرزوق
السبت ١٠ يناير ٢٠١٥ - ١٥:٤٢ م
5378

الإسلاموفوبيا (1)... الأسباب والمظاهر   

كتبه/ طلعت مرزوق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يُعبّر مصطلح الإسلاموفوبيا عن ظاهرة الخوف المَرَضي مِن الإسلام في الغرب، ومن أبرز أسباب هذه الظاهرة:

- تاريخ الصراع الطويل بين الإسلام والغرب منذ عهد الرسالة والفتوحات الإسلامية، مرورًا بالحروب الصليبية، وحتى الاحتلال العسكري بعد الحرب العالمية، وما تلاها.

ويكفى هنا أن نشير لوثيقة "السير هنري كامبل بانرمان" للتدليل على تجذر ظاهرة الإسلاموفوبيا، فقد انعقد مؤتمر لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907 وضم بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال؛ وذلك لتشكيل جبهة استعمارية، وقد خرج المؤتمر بالتوصيات التالية:

1ـ العمل على خلق حالة من الضعف والتمزق والانقسام في المنطقة العربية.

2ـ إقامة دويلات مصطنعة تتبع لتلك الدول الاستعمارية وتخضع لها.

3ـ محاربة أي شكل من أشكال الوحدة والاتحاد الروحي أو الثقافي أو التاريخي بين أبناء المنطقة.

4ـ وكسبيل لتحقيق كل ذلك، ينبغي إقحام حاجز بشري غريب يتمتع بالقوة على المنطقة، بحيث يجسد قوة معادية لسكانها تنسجم في مصالحها مع مصالح الدول الاستعمارية الراعية لذلك الكيان المختلق الذي لعب دوره بإتقان مميز الكيان الصهيوني.

- الجهل بالإسلام، واستقاء المعلومات من مصادر لا تتصف بالموضوعية والنزاهة والتجرد، والإنسان عادة "عدو ما يجهل".

وقد أجمل عضو مجلس النواب الأمريكي السابق "بول فندلى" الأسباب التي تقف خلف جهل الأمريكيين والغربيين عمومًا بالإسلام وتبنيهم صورًا نمطية مضللة عنه إلى:

1- دور اللوبي اليهودي في تقديم صورة سيئة عن المسلمين، وتصوير إسرائيل على أنها دولة ضعيفة يهدد العرب والمسلمون أمنها ووجودها.

2- الاقتصار على الحديث عن الأخلاق اليهودية والمسيحية في المجتمع الأمريكي؛ بوصفها الأخلاق العالية المقبولة الجديرة بالاتباع، مع تجنب الإشارة إلى الأخلاق الإسلامية، وتصويرها بشكل سلبي منفر في حال الحديث عنها؛ بحيث غدت اليهودية والمسيحية في نظر الأمريكي أنموذجًا للتقدم والحضارة والأخلاق، وأصبح الإسلام تعبيرًا عن القوة المتخلفة والخطرة.

3- وسم الإسلام بالإرهاب والتعصب، واحتقار المرأة، والافتقار إلى التسامح مع غير المسلمين، ورفض الديمقراطية، وعبادة إله غريب وانتقامي.

4- تخوف الغربيين من خطر إسلامي متصاعد، وخشيتهم من الحرب الإسلامية  الغربية القادمة، وتغذية الهيئات الصهيونية لتلك المخاوف؛ حتى لا يتراجع الدعم الغربي للكيان الصهيوني في فلسطين.

5- تركيز وسائل الإعلام الغربي على تصوير الحركات الإسلامية، وبخاصة حركات المقاومة، على أنها حركات إرهابية لا تحترم الديموقراطية وحقوق الإنسان، وعمل تلك الوسائل في بعض الأحيان على فبركة برامج يتم عن طريقها تضخيم دعوات بعض المسلمين إلى محاربة أمريكا وإسرائيل والغرب، وإخراج تلك الدعوات عن سياقها الأصلي.

6- 

- تضارب المصالح، واختلاف القيم من قبيل: حرية المقامرة، وتناول الكحول، والاشتغال بالربا، و"قوننة" ممارسة البغاء والعلاقات الجنسية المثلية، والسماح بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية... إلخ.

-  الخلط بين الدين الإسلامي، وواقع المسلمين المتخلف.

-  دور السينما العالمية ووسائل الإعلام المُغرضة في تبنى صورة نمطية سلبية للمسلمين.

-  دور بعض متطرفي المسلمين في ترسيخ الظاهرة كالقاعدة وداعش ونحوهما.

ومن مظاهر الإسلاموفوبيا:

-  الطعن في الإسلام، والتشكيك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

-  إثارة النزاعات الدينية والطائفية والعرقية والسياسية في بلاد المسلمين.

-  السعي لاحتلال البلاد الإسلامية أو تفتيتها.

-  تفعيل أنشطة التنصير.

-  إقامة علاقات نفعية مع متطرفي العلمانيين العرب.

-  جرائم الكراهية ضد المسلمين بالغرب.

وسوف نتناول جرائم الكراهية بشيء من التفصيل في المقال القادم بإذن الله تعالى.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً