الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإسلاموفوبيا (2) .. جرائم الكراهية

إن العالم أصبح اليوم في أمس الحاجة إلى الأصوات المعتدلة ، والسياسات الرشيدة ، وكبح جماح اليمين المتطرف ، وتصحيح المفاهيم ، وأخطاء الماضي

الإسلاموفوبيا (2) .. جرائم الكراهية
طلعت مرزوق
الأحد ١١ يناير ٢٠١٥ - ١١:٣٢ ص
1514

الإسلاموفوبيا (2) .. جرائم الكراهية

كتبه/ طلعت مرزوق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تتصاعد جرائم الكراهية التي يتعرض لها المسلمون في الغرب من اليمين المتطرف بشكل غير مسبوق.

وجرائم الكراهية تتمثل قانوناً في العنف الذي يُحركه الانحياز ، حيث يقوم المجرم باستهداف ضحيته بسبب انتماءه الديني أو العرقي ونحو ذلك.

وتتضمن الجرائم الاعتداء الجسدي، تخريب الممتلكات ، الإهانة ، الرسومات أو الكتابات المسيئة وغيرها .

وتبدو مظاهر التصاعد فيما يلى :

- كشف صحيفة " نويه أوسنابروكر تسايتونج " الألمانية عن زيادة الهجمات التي استهدفت المساجد في ألمانيا خلال الأعوام الماضية من متوسط 22 هجوم في العام خلال الفترة من 2001 حتى عام 2012 ، إلى حوالى 36 هجوم خلال عامي 2012 و 2013 .

ثم وصلت إلى 78 حتى مارس 2014 بحسب وكالة الأناضول .

- اصدار مؤسسة " إكسبو " السويدية المناهضة للعنصرية بحثاً يفيد أن 12 اعتداء على الأقل استهدفت المساجد في السويد في 2014، وطالت الإضرار بمباني المساجد .

- تمكن جماعة " بيجيدا " الألمانية المتطرفة "اوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" من استقطاب آلاف الألمان للتظاهر ضد المسلمين والإسلام .

- تحذير مرصد " معاداة الإسلام " لدى المجلس الفرنسي للإسلام من تنامى الخطاب المتطرف ضد الجالية المسلمة التي يزيد عددها على 5 ملايين نسمة .

وعلى الرغم من تعايش الجاليات العربية والمسلمة مع المجتمعات الغربية، فإن هذا الواقع لم يقض على ظاهرة " الإسلاموفوبيا " المسببة لجرائم الكراهية في هذه المجتمعات، ففي أوروبا تشير بعض الإحصاءات إلى توقع نمو المسلمين من 20 مليون شخص، أي 5% من سكان أوروبا، إلى 38 مليوناً بحلول 2025.

وفى الولايات المتحدة، باتت أكثر انتشاراً مما كانت عليه قبل بضع سنوات، وتفاقمت بشكلٍ دراماتيكي منذ 2008 ، مما يؤكد فشل السياسات الغربية في كبح جماح جرائم الكراهية ، وضرورة تغيير هذه السياسات وتطويرها .

ويرى البعض أن تزايد هذه الجرائم يرجع لعدة عوامل منها :

- صعود اليمين المتطرف .

- هجرة مسيحيو الشرق ، وتزايد حالات الاعتداء عليهم .

- رد فعل للتطرف القادم من الشرق ، بسبب القاعدة وداعش ، ونحوهما .

- ارتفاع أعداد المسلمين والمساجد في الغرب .

بينما يراها البعض الآخر حلقة من حلقات قديمة مستمرة تشمل :

- ما يتعرض له المسلمون حول العالم من فلسطين و البوسنة والهرسك وحتى افريقيا الوسطى ومالي وانجولا وماينمار .....إلخ .

- الانحياز المطلق لإسرائيل .

- عودة الاحتلال الغربي " أفغانستان – العراق ..... " .

- منع بناء المآذن ، ومنع النقاب .

- اثارة النزاعات الدينية والطائفية والعرقية ..... إلخ .

- مؤامرة تقسيم المُقسم وتفتيت المُفتت ، و جعل الشرق الأوسط ساحة تجارب للسلاح الغربي .

- مساعدة الدكتاتوريات وفقاً للمصالح وعصفاً بالمبادئ .

- جرائم الغرب في جوانتانامو وباجرام وأبو غريب .

- قتل المدنيين بالطائرات بدون طيار .

- غلق أبواب الهجرة ، وحجب سبل التقدم .

- الاستغلال الاقتصادي ونهب الثروات والمواد الخام ، والنظر لهذه المجتمعات على أنها سوق كبير من المستهلكين للمنتجات الغربية .

- ضعف رد فعل المنظمات الدولية تجاه هذه الجرائم منذ المظاهرات المنددة بالفيلم والرسومات الكاريكاتيرية المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم .

وأياً ما كان الأمر ، فإن العالم أصبح اليوم في أمس الحاجة إلى الأصوات المعتدلة ، والسياسات الرشيدة ، وكبح جماح اليمين المتطرف ، وتصحيح المفاهيم ، وأخطاء الماضي .

[ لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ] .

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً