الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الدماء الزرقاء

وقد تنامى هذا المصطلح في بلاد مثل فرنسا والمانيا بشدة تدعو للتعجب حقيقة ، فهي بلدان

الدماء الزرقاء
راندا قطب
الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥ - ٠٨:٥٩ ص
1414

الدماء الزرقاء ..

كتبه / راندا قطب

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله .. أما بعد  ..

فقد نشأ مصطلح الدماء الزرقاء في القرون الوسطى وبالتحديد في إسبانيا وما حولها من بلاد الأندلس الحزينة ؛ حيث تفاخرت طبقات من الأثرياء والنبلاء بصفاء عرقها وعدم اختلاطها بالزواج أو النسب مع أحد من المسلمين العرب والأفارقة الذين جاءوا مع الفتح العربي .. والدليل بياض البشرة الشديد .

الأمر الذى يبرز معه اللون الأزرق للأوردة والشرايين من تحت الجلد!! وكلما كان نقاء العرق ازداد وضوح تلك الشرايين الزرقاء ...

وتنامى هذا المصطلح العرقي - كأسلوب عنصري للتقسيم الطبقي أو كأسلوب للتعبير عن الاعتزاز بالجذور والحفاظ على نقاء العرق - تنامى استخدام هذا المصطلح إبان الحرب العالمية وتحول لعقدة سادية تؤدي لجرائم يشيب لها الولدان ضد العرق الأقل في المرتبة تبدأ بالتهميش المجتمعي إلى الإبادة الجماعية ، مرورًا بالتهجير القسري في سبيل إتاحة الفرصة لذوى الدماء الزرقاء فقط بالعيش والتمتع بخيرات البلاد .

وقد تنامى هذا المصطلح في بلاد مثل فرنسا والمانيا بشدة تدعو للتعجب حقيقة ، فهي بلدان تتأكل ديموجرافيا ، ولولا المهاجرون لانهار اقتصادها كليا ، ولو انتبهت أسراب النمل لأهمية دورها في بناء المستعمرة لأدركت ان انسحابها الجماعي يعنى تهدم الصرح على رؤوس ذوي الدماء الباردة لكنهم لا يعرفون ..

فترضى نساء الفراولة بالعمل المضنى لقاء يوروهات ضئيلة في حقول الفراولة التي تشتهر بها فرنسا وعمال المصانع والمحاجر بأجور بخسة ....ثم تنتفخ أوداج الساسة المغازلين لأصوات الناخبين منادين بتطهير العرق الفرنسي وطرد المهاجرين.

ومما يثير الاستياء حقيقة وقوف العالم أجمع قادته وسياسييه وحتى مجرموه للتعزية في اثنتي عشرة نفسًا من ذوى الدماء الزرقاء الغالية .. وعلى الجانب الآخر من العالم يموت الآلاف من الأطفال بردا بتجمد الدماء الرخيصة في أطرافهم او بقصف مجرمي الحرب بالكيماوي أو الصواريخ فلا تهتز لمأساتهم رموش العالم.. فقط .. لأنهم مسلمون !!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة