السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

رسالة الإسلام إلى الأنام

دين الإسلام هو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها , لذلك لا يعجب المرء عندما يُعرض هذا الدين عرضا صحيحا علي غير المسلمين فإنه يوافق فطرهم فيسارعون إلي اعتناقه...

رسالة الإسلام إلى الأنام
إيهاب شاهين
الاثنين ١٩ يناير ٢٠١٥ - ١٢:٠٢ م
1523

رسالة الإسلام إلى الأنام

كتبه/ إيهاب شاهين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

دين الإسلام هو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها , لذلك لا يعجب المرء عندما يُعرض هذا الدين عرضا صحيحا علي غير المسلمين فإنه يوافق فطرهم فيسارعون إلي اعتناقه ومن ثم الدفاع عنه والتضحية من أجله بمهجهم, في رسالة بليغة وجيزة عرض جعفر ابن أبي طالب رسالة الإسلام علي ملك الحبشة وأساقفته فهزت قلوبهم قبل عروشهم. قال جعفر رضي الله عنه مبينا قبح الجاهلية التي كانوا يعيشون فيها بصورة تأنف منها الفطر المستقيمة وتفر منها العقول السليمة , أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف" ثم بدأ يعرض الصورة الجميلة التي جاء بها الإسلام وتهفو إليها الفطر السليمة ويتبين بها الأخلاق الكريمة.قال جعفر: "فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه"."فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام". تقول أم سلمة رضي الله عنها -وهي راوية القصة-: "فعدَّد عليه أمورَ الإسلام"."فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا"."فعدَا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث , هكذا يفعل أعداء الإسلام مع أهله ومعتنقيه صورة من الإرهاب للمسلمين في كل جنبات الأرض فقط لأنهم مسلمون فيضطهدون إن هؤلاء لا يريدون سلاما للأنام ويريدون أن يعيشوا هم وأقوامهم حياة البهائم يعبدون أهوائهم وأموالهم وسلطانهم قالت."فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألاَّ نظلم عندك أيها الملك".وهنا – يرفع جعفر من قيمة العدل لأنه مأمور به حتي لو صدر من كافر ومن ناحية أخري يكسب قلب النجاشي بصدق تام دون نفاق أو رياء. فسأله النجاشي قائلاً: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قال جعفر: نعم. قال النجاشي: اقرأه عليَّ فاختار صدر سورة مريم. اختار السورة التي تتحدث عن عيسى وزكريا ويحيى -عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم- ليبين لهم أننا نحن المسلمين نؤمن بجميع الأنبياء وننزلهم منازلهم التي أنزلها الله لهم ولا نفرق بين أحد منهم وأخذ يتلو عليه الآيات وهي تقرع قلوبهم وآذانهم  وهم يستمعون كأن علي رؤوسهم الطير. لم يتحمل النصارى أثر تلك الكلمات المعجزة، فما تمالكوا أن انهمرت دموعهم غزيرة فياضة، وبكى النجاشي حتى ابتلت لحيته، وبكى الأساقفة ولم يقف عداء الكافرين حائلاً بين كلام الله  وبين قلوب السامعين، وهنا صدع النجاشي بالحق الذي وقر في قلبه وقال "إن هذا والذي جاء به موسى (وفي رواية: عيسى) ليخرج من مشكاة واحدة .والحمد لله رب العالمين

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة