السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل أنكرتم على الظالمين

وقوع الظلم محرم من الجميع، ولا يبرره أن مرتكب الظلم يضفي على نفسه وصفا شرعيا أو اسما إسلاميا

هل أنكرتم على الظالمين
محمود أمين
الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥ - ١٤:١٥ م
1713

هل أنكرتم على الظالمين

كتبه/ محمود أمين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

سؤال دائما ما يوجه إليك ولكن فلنرد السؤال على قائله ونسأله وهل أنتم أنكرتم على الظالمين؟

وأعني بالظالمين هنا كل من وقع منه ظلم وتعدي ومن هؤلاء جماعة الإخوان وجماعات التكفير المنحرفة، فوقوع الظلم محرم من الجميع، ولا يبرره أن مرتكب الظلم يضفي على نفسه وصفا شرعيا أو اسما إسلاميا.

إن جرائم القتل والتفجير التي نراها كل يوم، مرة في سوق ومرة في ميكروباص أو المترو أو القطار أو أمام المدارس أو السنترال أو في الجامعة أو في معسكرات الجيش أو المؤسسات الحكومية؛ منكرات سفكت فيها دماء معصومة، وقتل فيها من لا يستحق القتل فضلا عن الجراحات والخراب والدمار وإتلاف الأموال وبث الذعر في نفوس الآمنين ألا تعدون هذا ظلما؟!

هل إذا قتل منكم أحد في رابعة أو في مظاهرات كان ذلك ظلما والساكت عنه ساكت عن الظلم؟! وإذا قتلتم أنتم المسلمين المعصومين الأبرياء لم يكن ذلك ظلما ولم يكن الساكت عن ذلك ساكتا عن الظلم؟! مع أنكم أنتم والله من غررتم بشباب المسلمين في رابعة وفي النهضة وفي جميع المظاهرات.

ألا أيها الساكت عن هذه المنكرات هل أنت تعظم حدود الشرع وتخاف عقاب الله ويحزنك أمر المسلمين جميعا؟ أم أن لوثة التكفير قد تسربت لك؟

أخي: لست معذورا. لست معذورا إذا ما نبذت كتاب الله وراء ظهرك وضيعت حدوده، ثم جئت بعد ذلك تسأل عن النصر، لست معذورا إذا ما تركت هدي الأنبياء وهدي الصحابة الكرام واتبعت سبيل أهل البدع، لست معذورا إذا كان من يغذي عقلك وفكرك قنوات الفتنة التي تنشر التكفير وتحرض على سفك الدماء، لست معذورا إذا تسرب إليك فكر التكفير فصرت تكفر المجتمع وتحكم على المخالف بالردة أو إذا فرحت بأفعال داعش وأمثالها، لست معذورا وإلا فهل عذر أحد أتباع الخوارج والروافض والمعتزلة والجهمية؟! وإنما كانوا عند أهل السنة مذمومين ملومين لوضوح مخالفتهم.

وقبل أن يعلو صوت المخالف ويقول: تنكرون على الإخوان ولا تنكرون على غيرهم، فأقول نحن بحمد الله ننكر على كل من ظلم أو بغي بما نستطيع، ونبرأ من أخطاء هؤلاء وهؤلاء، ونجتهد في رفع الظلم أو تقليله بما نستطيع وننصح للجميع، ولكن دعني أرد السؤال إليك: وأنت ماذا فعلت؟ وظلم الدماء والأعراض لا يقل عنه ظلم العقول حين تبث الأفكار المنحرفة وتغذي بها العقول بلا أثارة من علم وبغير هدي ولا كتاب منير، إن مواجهة هذه الأفكار المنحرفة ضرورة في مثل هذه المرحلة التي يمتد فيها سلطان الشيعة ليصبح حاكما للعراق وسوريا ولبنان واليمن، وذلك لأن البدع سبب للهزيمة ولتسلط الأعداء واسألوا التاريخ يخبركم؟ بل اسألوا داعش عن ما فعلته في سوريا والعراق تكفيكم الجواب. والآن ماذا أنتم فاعلين بمصر وأهلها؟

البعض ربما كان يهزأ بمعايير النقاء السلفي واليوم نحن أحوج إلي مثله، ذلك أنه هو دين الإسلام دون نقص أو تبديل أو تحريف، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

إن المرحلة التي نحن فيها تحتاج إلي شعور بالمسئولية ومعرفة حجم وطبيعة الصراع الدائر بين الحضارات، وأن تتسامى عن الدائرة الضيقة المنغلقة التي يفكر بها البعض.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة