الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإجمال والتفصيل.. داء ودواء

نحتاج إلى تفصيل في كل قضية نتلبس بها حتى نصيب مراضي الله

الإجمال والتفصيل.. داء ودواء
نور الدين عيد
الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥ - ١٤:٤٣ م
1373

الإجمال والتفصيل.. داء ودواء

كتبه/ نور الدين عيد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تعاني الأمة داء عضالا وهو التباين بين أفرادها وجماعاتها في إبصار طريقها وتحديد مخارجها بل ومراعاة مصالحها وتحديد عدوها من صديقها.
ومع هذا التباين فإنهم يتحدون تقريبا في ادعاء الهدف والغاية فنحن نرى عيانا بعد ثورتنا اتحاد الشعار بين أفراد وجماعات المسلمين فطالبوا بالشريعة وتابعهم كل المحبين حتى إذا سعوا نحو الهدف بدأ التلاصق الظاهر ينفك ويظهر الاختلاف وهذا لاتفاقهم في الإجمال واختلافهم في التصور والتطبيق وهو التفصيل.

لذا لا يصلح للعمل العام وقيادة المسلمين والقيام بشأنهم إلا من له تفصيل صحيح لما يقوم به، لذا اشترط العلماء في إمام المسلمين الاجتهاد لأن مجرد الإجمال في ديانته وعلمه دون وجود التفصيل الصحيح ضياع لأمر الله وشرعه وضياع لحقوقهم التي شرعها الله لهم.

لذا ينبغي أن يرجع الناس لمن أمرهم الله بالرجوع إليهم عند النزاع قال الله تعالى: "يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا".

فهذا الإجمال في زعم الطاعة لله والرسول يجمع بين السنى والبدعي فكل يزعمه لذلك وضع الشرع شرطا تفصيليا له: "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق" وقال صلى الله عليه وسلم:" إنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".
وهذا تفصيل الطاعة وهو التزام منهج الصحب الكرام ومن سار على دربهم ثم اشترط في اتباعهم الإحسان فقال سبحانه: "والذين اتبعوهم بإحسان".

ولا سبيل لمعرفة موافقة مراد الله إلا بالعلم التفصيلي لكل حدث ولا يخطوا قبل العلم فإنه أصل يبنى عليه وإلا كان الضلال قال البخاري رحمه الله: "باب العلم قبل القول والعمل" قال الله: "فاعلم أنه لا إله إلا الله"  لذلك القادة أهل التفصيل الصحيح لمعالم الدين وهم علماء أهل السنة والجماعة دون غيرهم من أهل البدع والانحراف وإن زخرفوا القول وزينوه وروجوا له.

قال رب العباد سبحانه وتعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" أهل الاستنباط هم أولوا الأمر المأمور باتباعهم في النوازل، لذلك يصدع الجهال بمطلقات لها تقييدات وعمومات لها مخصصات ومجملات لها مبينات ووقائع أعيان يعممها وتفتح له الساعات الطوال على الشاشات لمرارة ثمرته واتحاده مع عدوه في النتيجة.

لذلك نحتاج إلى تفصيل في كل قضية نتلبس بها حتى نصيب مراضي الله ونحيا على مرضاته والله المستعان والحمد لله رب العالمين

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com