الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

منحنى "العنف الصاعد" عند الإخوان المسلمين... هل يعود بهم للسلطة؟!

هذه اللحظات الفارقة مِن تاريخ مصر تحتم على كل أبنائها الشرفاء الوَحدة والحفاظ على نسيجها المجتمعي

منحنى "العنف الصاعد" عند الإخوان المسلمين... هل يعود بهم للسلطة؟!
غريب أبو الحسن
السبت ١١ أبريل ٢٠١٥ - ١١:٤٥ ص
3133

منحنى "العنف الصاعد" عند الإخوان المسلمين... هل يعود بهم للسلطة؟!

كتبه/ غريب أبو الحسن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فتستيقظ مصر في كل صباح على أصوات الانفجارات، وصيحات الضحايا، وآهات المكلومين، ولا يكاد يمر يوم مِن دون انفجار قنبلة أو عدة قنابل، أو سقوط برج كهرباء أو احتراق محول كهرباء، أو اشتعال النار في احدي عربات الترام أو القطارات! فمنذ عزل الرئيس السابق "محمد مرسي" وخيار جماعة الإخوان المسلمين هو إسقاط الدولة؛ ظنـًّا منهم أن طريق العودة "للسلطة" يبدأ بإسقاط الدولة، والمتابع للشأن المصري يجد تصاعدًا كبيرًا في منحنى العنف عند جماعة الإخوان المسلمين حتى يكاد يتحول هذا المنحنى إلى خطٍ مستقيم يتقافز فوق مؤشره البياني.

- شخصيًّا كنتُ أستبعد تمامًا "ولم أكن أتخيل" أن يصل الحال بقيادات الجماعة الحالية أن تدفع أبناء جماعة الإخوان ليكونوا حمَلة للقنابل التي تنفجر في وجوه الناس غير آبهين بالدماء المعصومة والأموال المحرمة!

- أعلم مقدار الصدمة لدى عموم الشعب "ولدى أبناء التيار الإسلامي على الخصوص" وخصوصًا مَن يحيا خارج مصر، وعدم تصديقه أن الجماعة انزلقت لهذا المستنقع الآسن!

وقبل أن نرصد منحنى العنف المتسارع عند الإخوان المسلمين، وحتى ننطلق مِن أرضية مشتركة؛ دعونا أولاً نجيب على هذا السؤال:

هل مَن يقوم بالتفجير وإراقة دماء المصريين هم جماعة الإخوان المسلمين؟!

- أعلم أن هذا السؤال سيثير استهجان الكثير "وخاصة المقيمين داخل الوطن ولهم دراية بالواقع"؛ وما ذاك إلا لأن هناك مَن لا يزال يحيا في العالم الموازي ويخشى أن يصارح نفسه بالحقيقة؛ فتنهار بيْن يديه مظلومية قطع بسببها أرحامه، وخسر أصدقاءه، وسبَّ مَن علـَّمه وأهان مَن أكرمه!

- لا بأس دعونا نتنزل ونحصر "بعض الوقائع الواضحة والدامغة"، ولن ألجأ لوسائل الإعلام على كثرة ما بها، ولن ألجأ كذلك إلى الفيديوهات التي تبثها وزارة الداخلية لاعترافات اللجان النوعية الذين تم القبض عليهم، واعترفوا بالتفجير والتخريب، واعترفوا بتبعيتهم لجماعة الإخوان المسلمين - وسأكتفي ببعض الوقائع التي انفجرت فيها "القنابل" في زارعيها أثناء زرعها، أو تلك الوقائع التي استطاع الأهالي الإمساك بمن قاموا ببعض عمليات التخريب والإتلاف للممتلكات العامة أو الخاصة.

- ففي محافظة "الإسكندرية":

في شارع "الشركة العربية" في قسم ثاني الرمل، وبينما كان "محمد أحمد عيسي محمود خلف" (29 عامًا ومقيم في سيدي جابر)، و"محمد السيد عبد العظيم قاسم" (صاحب ورشة تبريد وتكييف)، و"علي عاطف التهامي" (مقيم في قسم ثاني رمل) - بينما كانوا جميعًا يستقلون سيارة بيجو انفجرت فيهم قنبلة قبل زرعها؛ مما أدي إلى مصرع الأول، وإصابة الثاني والثالث إصابات بليغة، وهم معروفون بانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين عند كل المحيطين بهم مِن إخواننا وغيرهم.

- وفي منطقة "الورديان" أمسك الأهالي بـ"عاطف نعمان" (28 سنة مِن كوادر الإخوان بمسجد الهدى بطابية صالح بالمفروزة بمينا البصل) بعد أن أحرق الترام "المترو" بصينية الورديان، وسلموه للشرطة بعد أن أوسعوه ضربًا.

- وفي محافظة "المنوفية":

انفجرت قنبلة في "أحمد عبد العظيم الكردي" (وهو مِن الكوادر الإخوانية مِن قرية فيشا الكبرى مركز منوف) بينما كان يحاول زرعها بجانب محول مجاور لمطحن سرس الليان، فحوله الانفجار إلى أشلاء.

- وفي محافظة "الجيزة":

في مركز "كرداسة" انفجرت قنبلة داخل شقة تقع أمام مسجد عتابي فأدت إلى مصرع "فتحي سمير" في الحال، وإصابة "عبد الرحمن أحمد هلال" الذي توفي بعد ذلك، وهو طالب بكلية طب ووالده من كبار قيادات الإخوان بكرداسة، وكل منهما منتمٍ لجماعة الإخوان.

- وفي محافظة "الشرقية":

في مركز الإبراهيمية خلف المطافي بجوار محول كهرباء انفجرت قنبلة في كل مِن "مصعب عبد الكريم هنداوي" (19 عامًا ويقيم بقرية الخضارية، وهو طالب بالفرقة الأولى حقوق الزقازيق)، و"جهاد أحمد أبو الروس" (24 عامًا مِن عزبة المطاوعة)، و"محمد حمد الله" (19 عامًا، دبلوم صنايع من قرية الحلوات)، انفجرت فيهم القنبلة أثناء قيامهم بزرعها، وجميعهم أبناء قيادات إخوانية، وهم أيضًا متابعون لآبائهم في نفس الانتماء.

- وفي محافظة "قنا":

بينما كان "محمد حامد فهمي" -يعمل في الجمعية الزراعية-، و"حسن حمادة فهمي" وهما مِن كوادر الإخوان المسلمين وأبناء عمومة مِن قرية العربات مركز نقادة - يقفان أمام المحكمة؛ فانفجرت فيهما قنبلة كانا يحملانها أدت لبتر ذراع أحدهما، وحاول الآخر الفرار، ولكن تمكنت الشرطة مِن اللحاق به.

- وفي محافظة "أسوان":

وقع انفجار كبير أطاح بشرفة وأثاث مكتب "هاي تك" لبيع وصيانة الكمبيوتر، والموجود بشارع المركز في إدفو، والذي يملكه الإخوانيان: "محمود ربيع علي حسن" (27 سنة، بكالوريوس هندسة كهربية، مقيم بشارع الجيش - إدفو)، و"صلاح عبد الحق عبد الكريم" (25 عامًا، بكالوريوس هندسة، مقيم بالكروم بحري إدفو)، وقد حدث ذلك الانفجار يوم الأربعاء "11-2-2015م" في الساعة السادسة بعد صلاة المغرب، وتجمع الأهالي بعد الانفجار، وكان معهم "صلاح عبد الحق"، وكان منهارًا وباكيًا وهو يقول: "إن صديقي موجود بالمكتب!"، وألقت الشرطة القبض عليه بينما وجدوا جثة "محمود ربيع" بالمكتب، وقد تحول نصفه السفلي لأشلاء.

- وفي محافظة "المنيا":

ولعلها مِن أغرب الحوادث وأشدها ألمًا، وترجمة عملية للنظر للمجتمع أنه مجتمع جاهلي، أو الاعتقاد أن هؤلاء الناس ما هم إلا كتلة متميعة لا يحكم لها بإسلام أو كفر! ومِن ثَمَّ يتهاون في دمائهم؛ ففي "مسجد الشريعي" والواقع في شارع أبو زهران مركز سمالوط، قام كل مِن "خالد محمد زناتي"، و"محمد أحمد رجب" -وجميعهم من عائلات إخوانية- بزرع قنبلة عند الباب الغربي للمسجد، وزرعوا القنبلة الثانية عند كشك الكهرباء جوار المسجد، أما الثالثة فقد انفجرت فيهم قبل أن يتمكنوا مِن زراعتها فقتلت الأولين بينما أصيب الثالث وهرب، وتمكنت الشرطة مِن إبطال واحدة وفجرت الأخرى.

وكانت القنابل معدة للانفجار في توقيت خروج المصلين من صلاة الجمعة، ومسجد الشريعي يحيط به كتلة سكنية من الأقباط، ووقع التفجير بعد حادث ذبح 21 قبطيًّا في ليبيا، واختير هذا المسجد ليظهر وكأنه انتقام مِن الأقباط لقتلاهم فتشتعل فتنة طائفية في البلاد، فكل سبب يحوِّل الدولة إلى "ركام" يعتقد قيادات الإخوان أنه يقربهم للسلطة! ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

- وكل هذه المعلومات جمعناها مِن الإخوة الثقات المعروفين تمامًا لدينا "ليسوا أمنجية، ولا إعلاميين خبثاء!"، وكلها معلومات بعد وقوع الأحداث، ومبذولة للجميع؛ حتى لا يخرج علينا أحد ممن يعيشون في "العالم الموازي" ويتهمنا بالإبلاغ عن الأموات!

- هذا غيض مِن فيض، وقليل مِن كثير لمن أراد التيقن مِن ورود جماعة الإخوان مورد العنف الآسن، وولوغها في دماء المصريين، واكتفيتُ -كما أسلفتُ- ببعض الحوادث التي انفجرتْ فيها القنابل في زارعيها أثناء زراعتها، وكل هذه الوقائع معروفة مِن أهل الأماكن التي وقعت فيها، وكذلك تم تغطيتها إعلاميًّا؛ فضلاً عن مئات الوقائع التي انفجرت فيها القنابل في أصحاب الدماء المعصومة أو دمرت أموالاً وممتلكات محرمة.

- دعنا الآن بعد أن وقفنا على "أرضية مشتركة" أن نرصد ذلك المنحنى الصاعد لعنف الإخوان، ونتتبع مراحله وخصائصه.

- مر منحنى عنف الإخوان بخمس مراحل متسارعة متقاربة، فمنحنى عنف الإخوان الصاعد "والصاعد بسرعة تذهل المراقبين", وكيف تحول الإخوان مِن شعار: "نحمل الخير لمصر" إلى "حمل القنابل -حقيقة، وليس شعارًا!- لتنفجر في وجه أهلها!".

 - بدأت بوادر هذا المنحنى إبان انتخابات مجلس الشعب بعد ثورة "25 يناير" حيث فوجئنا بسلوكيات بعيدة تمامًا عن روح الإسلام من خداع للبسطاء، وتشويه للخصوم بالباطل؛ لم تلبث أن تحولت لاعتداءاتٍ على أنصار الخصوم، وإن كانت مكتومة ولم ينتشر خبرها.

وعلى كلٍّ وصل الإخوان لسدة الحكم، وكانت الرغبة المحمومة في الاستحواذ على مفاصل الدولة؛ مما سبب حالة من الاحتقان بيْن القوي السياسية والمؤسسات قوبلت مِن الإخوان بحالة مِن التعنت، وعدم المرونة.

أولاً: مرحلة التمهيد لاستخدام العنف:

- أفاقت قيادات جماعة الإخوان المسلمين من غيبوبتها على بيان عزل د."محمد مرسي" في "3-7-2013م", ولكي تدرك حجم الغيبوبة فإن "المانشت الرئيسي" في "جريدة الحرية والعدالة" التابعة للإخوان المسلمين بتاريخ: "28-6-2013م" كان: "الجيش ينزل يحمي الشرعية!".

- وكان "اعتصام رابعة" الذي كان محل خلاف بيْن قيادات الإخوان سرعان ما حُسِم لصالح استمراره بعد أن سالت الدماء أمام الحرس الجمهوري "بعد محاولات اقتحامه لإخراج د.محمد مرسي" - فجاءت هذه الدماء كطوق نجاة مؤقت للإخوان مِن بوادر فشل الاعتصام والخلاف حول جدواه, فقد تدفق إلى الاعتصام آلاف مِن الشباب المتعاطف والغاضب من منظر الدماء، وكان ذلك هو المطلوب.

- ولمداعبة عاطفة جمهور الإسلاميين بعد أحداث "الحرس الجمهوري" و"المنصة" كانت "لافتات" تطبيق الشريعة، وصيحات الثأر للدماء غالبة على ميدان "رابعة"، ولكن سرعان ما تحولت للتنديد بحكم العسكر واختفاء اللافتات المطالبة بتطبيق الشريعة مع محافظة منصة "رابعة" على السخرية مِن "الرموز الإسلامية" التي لم تنسق خلفهم "حتى لا يكونوا حجر عثرة حينما ينصحون الشباب المتحمس بعدم الخوض في الدماء".

واستمرت كذلك في دعوتها الكريهة لتكفير الخصوم وتخوينهم، والعبث بالنسيج المجتمعي؛ لتهيئة المجتمع لصراع أهلي مرير, فلن تستطيع أن تقنع شابًا بالتفجير في مجتمعه إلا بعد أن تقنعه بأنه مجتمع كافر حلال الدم والمال، واستغلت في ذلك بعض رموز الجماعة الإسلامية ممن كان لهم تاريخ في ممارسة العنف محاوِلة استخدامهم كـ"فزاعة" لكل خصومها، وأنهم سيسحقون خصومهم، وأنهم يتمضمضون بالمولوتوف!

ثانيًا: مرحلة الدفع بجمهور الإسلاميين والمتعاطفين معهم للصدام مع الدولة:

- ثم جاء "فض اعتصام رابعة" -بهذه الطريقة التي لا تخلو مِن العنف والتجاوز غير المقبول، والذي نـَهيْنا عنه علنًا وسرًّا قبل وقوعه، واستنكرناه بعد وقوعه- ليكون طوق النجاة الثاني للإخوان؛ فأطلقت الجماعة تلك الجموع التي ظلت قرابة الشهرين تهيئها لتلك المعركة, وتحول الإخوان مِن: "سلميتنا أقوي من الرصاص" إلى: "ما دون الرصاص فهو سلمي!"، وخرج د."محمد عبد المقصود" يدعو عموم الشعب لإحراق سيارات الشرطة بمن فيها، بل وإحراق بيوت الضباط وممتلكاتهم بمن فيها!

- وبالفعل أُحرق العديد مِن أقسام الشرطة، والممتلكات العامة والخاصة، ولكن بفضل الله وحده لم تنجرف الدولة لحرب أهلية، ثم ما كان "للدعوة السلفية" مِن جهد كبير ليس في عدم الانجرار خلف الإخوان فحسب، ولكن في مقاومة رغبة الإخوان المحمومة في تقديم الإسلاميين قربانًا في سبيل عودتهم لسدة الحكم!

- أذكر جيدًا حديث سفير إحدى الدول الأوربية عندما سأل الإخوان أثناء الاعتصام في "رابعة" عن ذلك الخطاب التكفيري والعنيف على منصة "رابعة"؛ فكان ردهم أن هؤلاء ليسوا الإخوان، ولكنهم إسلاميون متطرفون لو لم نوفـِّر لهم بيئة يعبِّرون فيها عن أنفسهم؛ لاتجهوا للعنف!

ثالثًا: مرحلة الانتقال بالعنف إلى الجامعة:

تحولت المظاهرات الصاخبة إلى مسيرات باهتة، فكان الاتجاه إلى الجامعات حيث الشباب المتحمس، وحيث تستطيع الكاميرات أن تسلط الضوء، وتنتقل كل يوم مِن جامعة إلى أخرى؛ فتجد قنوات الفتنة ما تقتات عليه كل يوم!

رابعًا: مرحلة الدفع بالسلفيين للصدام مع الدولة:

- اتجهت الدولة نحو الاستقرار شيئًا فشيئًا، وضعفت التظاهرات، وأيقن العديد مِن المتعاطفين خطورة الطريق الذي يدفعهم الإخوان نحوه؛ فبدأ الإخوان عن طريق "الجبهة القطبية" لصبغة التظاهرات بصبغة سلفية، والدعوة لحمل المصاحف، واستدرار عطف السلفيين بعبارات، مثل: "احمي مصحفك"، و"ثورة الشباب المسلم"، وغيرها.

- وانطلقوا في هذه المرحلة مِن: "ما دون الرصاص فهو سلمي!" إلى: "السلمية ماتت!"، ولكنهم في هذه المرحلة كان يحدوهم الأمل أن تموت السلمية بيد غيرهم، بحيث يكتفوا هم بجمع الحطب، ويتركون غيرهم يشعل الحريق بينما هم يشاهدون احتراق الجميع مِن بعيد, وليس أدل على ذلك مِن إحجام كوادرهم عن النزول يوم "28 -11-2014م" في يوم الثورة الإسلامية المزعومة.

- كل ذلك محاولة من الإخوان لإرهاق الدولة بالصدام مع السلفيين؛ للتخلص من الطرفين معًا في الوقت الذي يؤمِّنون فيه أتباعهم، ويحتفظون فيه بقوتهم.

- وكان أيضًا للدعوة السلفية فضل كبير في تبصير الناس بهذه الخدعة، وانطلقت كوادرها ورموزها على طول الجمهورية تبين حقيقة الجبهة القطبية وحقيقة الثورة الإسلامية المزعومة.

خامسًا: مرحلة دفع جماعة الإخوان المسلمين بكوادرها صراحة لممارسة العنف:

- تزامن ذلك مع زيارة وفد من جماعة الإخوان المسلمين للكونجرس الأمريكي, وتزامن أيضًا مع ضعف المسيرات وهزالها، وانفضاض الناس مِن حولهم سواء كانوا إسلاميين أو غيرهم.

تصريحات وبيانات الإخوان التي أصَّلت للعنف، ووجَّهت شباب الإخوان لممارسته:

- لأن البعض ملكي أكثر مِن المَلِك فإنه ينفي قيام "الإخوان" بالتفجير، بل ويتهم "المخابرات" تارة، ويتهم "الشرطة" تارة أخرى؛ رغم انتشار بياناتهم وتصريحاتهم التي تتبنى العنف وتدعو إليه صراحة!

- فقد انطلقت وسائل "إعلام الإخوان" تدعو صراحة لقتل ليس ضباط الشرطة والجيش فحسب، ولكن كل مَن شارك عندهم في عزل د."مرسي"!

- فقد دعا "محمد الصغير" صراحة: لاستهداف "شيخ الأزهر"، وم."جلال مرة" (الأمين العام لحزب النور).

- ومِن قبله دعا المذيع المتلون "محمد ناصر" (عبر قنوات الإخوان الفضائية): إلى قتل الضباط، وهدد أسرهم بالتيتم والترمل.

- ودعا "عمرو عبد الهادي" (الكادر الإخواني): إلى حرق جميع المحولات الكهربية دفعة واحدة وهو مطمئن أن الكهرباء لن تنقطع عن سكنه الكائن في تركيا!

- كما صرَّح "عمرو عبد الهادي" -أيضًا- مغردًا: "إن حرق مقر موبينيل وكنتاكي رسالة قوية لكل مستثمري العالم: استثمر في مصر، وادفع واخسر وارحل... !".

- وأوردت شبكة "رصد الإخوانية" تصريحًا لـ"محمد منتصر" المتحدث باسم جماعة الإخوان: "لم نستخدم بعد كل الوسائل الممكنة، وما زال في جعبتنا الكثير، والأمس كانت البداية فقط!".

- ونقل "عصام تليمة": "إن المقاومة الشعبية تنصح المواطنين باستيفاء احتياجاتهم مِن نقود ووقود وغذاء؛ تحسبًا لما ستمر به البلاد!".

- كما أذاعت قناة "رابعة" بيانًا لحركة العقاب الثوري ملخصه: مجموعة مِن التهديدات للأجانب بالرحيل؛ وإلا صاروا محل استهداف، وتهديد جميع الشركات الأجنبية بسحب تراخيصها والرحيل، وتهديد جميع السفارات الأجنبية بمغادرة مصر، وتهديد جميع السائحين بعدم القدوم لمصر، وتهديد جميع الدول الداعمة لمصر أن مصالحها في الشرق الأوسط سوف تكون مستهدفة!

- ولكن أخطر ما جاء بهذا الصدد هو: البيان الذي نُشِر على الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين بتاريخ: "27-1-2015م"، والذي ذكَّرنا بتأسيس "حسن البنا" للنظام الخاص، ثم حَسم معلومة طالما كانوا يقومون بنفيها، وهي: أن المرشد الثاني وهو "المستشار الهضيبي" قد أعاد تشكيلات التنظيم الخاص, كما أعاد البيان التذكير بكلام "حسن البنا" مِن أن القوة: قوة الإيمان والعقيدة، وقوة الوحدة والارتباط، وقوة الساعد والسلاح، ولا يصح أن توصف جماعة بالقوة حتى تتوفر لها هذه المعاني جميعًا.

- والمتأمل لمنحنى عنف الإخوان الصاعد يلاحِظ ما يأتي:

- الانتشار الأفقي لهذه العمليات بنفس النمط ليشمل معظم المحافظات تقريبًا، والذي يدحض قول مَن يقول إنها عمليات عشوائية، ويؤكد أن الذي يقوم بها له تنظيم ممتد في معظم المحافظات.

- إن التصاعد الرأسي لهذا المنحنى، والانتقال السريع مِن شعار: "السلمية" إلى "تفجير العبوات"، بل وإنتاج فيلم: "زمجرة العبوات!"، والذي يوثق لبعض التفجيرات يجعلنا نراجع أنفسنا حول منحنى هذا العنف: هل هو عنف صاعد أم عنف كامن؟!

- لن تجد تصريحًا صريحًا لأي مِن القيادات القطبية للجماعة تحض فيه على العنف أو ترك السلمية أو حتى تخوين الخصوم السياسيين، بل تترك ذلك "لعمال اليومية" مِن إعلاميين، وبعض المحسوبين على التيار الإسلامي، كما استخدمتْ بعض "رموز الجماعة الإسلامية" مِن قبْل؛ وذلك للحفاظ على صورة القيادة القطبية، وليسهل التنصل في المستقبل مِن كل هذه التصريحات المشينة بالعبارة الشهيرة: "إن فلانًا ليس محسوبًا على جماعة الإخوان المسلمين".

- تقول الأسطورة: إن شباب الإخوان قد شبوا عن الطوق ولم يعودوا يخضعون للقيادات! فشباب الإخوان الذين خوَّنوا كل مَن خالف موقفهم داخل مصر ورموه بالعمالة، بل "والردة" هم هم الذين يرون أن "سليم الجبوري" (رئيس البرلمان الشيعي بالعراق، ورجل الإخوان المسلمين الأول) قمة في الأمانة والوفاء حتى وإن كانت الميلشيات الشيعية تدك معاقل أهل السنة بمباركة برلمان يرأسه رأس الإخوان في العراق!

وأن "الغنوشي" في تونس بتفاهماته مع الليبراليين، وعدم الدفع بمرشح نهضاوي قمة في النضج السياسي!

وأن "حزب الإصلاح" الإخواني في اليمن والذي سلم البلاد للحوثيين، وأمر أتباعه أن يلزموا ديارهم ولا يقاوموا الحوثيين هو قمة في التضحية!

- وتقول الأسطورة -أيضًا-: إن "الولايات المتحدة الأمريكية" تملك معيارًا منصفـًا لإدراج الجماعات على قائمتها العنصرية للإرهاب، ولم تدرجهم كجماعة إرهابية! رغم أنها تملك مِن الوسائل التي تستطيع أن تتأكد بها مِن ممارسة الإخوان للعنف، لكنها لا توجـِّه حتى اللوم لها؛ لأن ذلك العنف يصب في مصلحتها في بقاء حالة الاضطراب داخل العالم العربي؛ فالدم الحرام عندهم هو فقط "دم الرجل الأبيض!".

- وتقول الأسطورة -أيضًا-: إنه يوجد عقلاء في جماعة الإخوان المسلمين، فإذا استثنينا الشيخ "راغب السرجاني" الذي نصح الجماعة وبصوت عالٍ، وتحمَّل ما تحمله مِن الاتهام بالتخوين والعمالة؛ لن تسمع ذلك الصوت العاقل، والذي إن وُجد فهو "لا يقل مسئولية" عن "القيادات القطبية"؛ كيف لا وهو يرى مقدرات الجماعة تُهدر، ويرى القيادة الحالية تدفع بفلذات أكباد الجماعة ليكونوا؛ إما قتلة لشعوبهم، وإما أشلاءً في سبيل نزقاتهم للسلطة، ثم لا ينكر هؤلاء العقلاء ولا تسمع لهم صوتًا؟! فهم في الحقيقة شركاء في الجريمة التي ترتكب في حق شعوبهم، وفي حق أبناء الجماعة.

- إن وجود بعض صور الظلم لا يَسمح أبدًا للمسلم أن يَجهل أو أن يريق دمًا حرامًا أو يستحل مال أخيه، فكل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وعرضه، وماله، وعجبًا لمن يترك محكم النصوص وتلمح في كلماته حمية الجاهلية!

ولسان حاله:

ألا لا يــجـهــلـن أحـدٌ عـلـيـنـا             فنجهل فوق جهل الجاهـلـيـنـا

- وأخيرًا: هل يعيد هذا العنف الإخوان المسلمين إلى السلطة؟!

يقول السياسيون: إن تغير الأنظمة يكون بقيام ثورة شعبية أو انقلاب عسكري، أو تدخل عسكري خارجي، وتضيف السيرة الإسلامية أمرًا آخر، وهو: "الدعوة إلى الله"، كما تغير النظام في المدينة المنورة بالدعوة إلى الله -تعالى-.

والناظر لحال جماعة الإخوان المسلمين يجد أن الجماعة قد خسرت "الحاضنة الشعبية"، فمع بداية التفجيرات انعدمت تقريبًا المسيرات، وحدثت حالة مِن النفرة الشديدة داخل المجتمع؛ مما يقطع الطريق أمام أي دعم شعبي؛ فضلاً عن ثورة.

- كما خسرت الجماعة -أيضًا- المعركة الأخلاقية والقيمية، والتي تجعل صاحبها منتصرًا دائمًا "حتى لو أثخنته الجراح"، فاستحلال وضع القنابل الممزقة للأجسام ينسحب بلا شك على استحلال نشر القنابل الممزقة للأعراض، ولا بأس عند مَن يصنع ذلك مِن نقل وإشاعة "بل وافتراء" الأخبار الكاذبة على مَن استحل عرضه مِن خصم أو مخالف، وتصوير المعركة بصورة مجافية للحقيقة، ومحاولة إثبات أن ما يحدث حرب على الإسلام بالأساس، وأن مخالفيه مِن الإسلاميين قد آثروا الوقوف في صف أعداء الإسلام!

ولا شك أنه اعتبر أن ما بينه وبيْن مخالفيه حرب تجوز فيها الخدعة، بل وما يصوره له "فقهه" مِن استباحة "الغدر"، ومحاولة استباق كتابة "تاريخ مزيف" يبرر أفعاله ومواقفه!

- ولما سبق فلمْ يبقَ للجماعة -كما تعلم جيدًا- إلا انتظار الدعم والضغط الخارجي؛ لعله يعيدها مرة أخرى للحياة السياسية أو يقربها لكرسي السلطة، ومِن ثَمَّ كان نهج التفجيرات لتكون ورقة ضغط داخلية تساعد الضغوط الخارجية، ورسالة إلى "الوطن" أن: "استبعادنا مِن العملية السياسية أمر باهظ الكلفة!".

- وحقيقة الأمر: أن هذه التفجيرات تعمـِّق الجرح في فؤاد الوطن، وتبعدهم مسافات عن حضنه، وتنزع ثقة الشرفاء بهم.

- أكتب هذه الكلمات... وقد تراجعتْ حدة التفجيرات نسبيًّا، وسيأتي يوم وتتوقف -بإذن الله-، ولكن بعد أن تكون قد التهمتْ مَن التهمتْ مِن "كوادر الجماعة"، وبنتْ حاجزًا سميكًا بيْن الإخوان ومجتمعهم مِن الدماء والأشلاء، والأرامل والثكالى، والثارات.

- إن هذه اللحظات الفارقة مِن تاريخ مصر تحتم على كل أبنائها الشرفاء الوَحدة والحفاظ على نسيجها المجتمعي، ونسيان خلافاتهم الضيقة، والأخذ على أيدي كل مَن يَعبث بوحدتها وهويتها؛ سواء مَن يفجـِّر العبوات أو مَن يعبث بثوابت الدين مِن وكلاء "إيران"، وفي وسائل الإعلام.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com