السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

شعبان.. وعرض الأعمال

ظيم الحسرة أنه لا يزيل هذا الكرب إلا ما قدمت يداه في دنياه ، فيحمل ذِكر المشهد العبدَ على العمل والاغتنام قبل نزول الكرب

شعبان.. وعرض الأعمال
نور الدين عيد
الأحد ٠٧ يونيو ٢٠١٥ - ١١:٢٦ ص
1339

شعبان.. وعرض الأعمال

كتبه/ نور الدين عيد

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد :

فعن أبي سعيد المقبري قال حدثني أسامة بن زيد قال قلت : يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " رواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني

إن العبد يرقب مآله ومنقلبه بين يدي الله غداً، وكيف الحال حين العرض والسؤال ؟ وقتها تنقطع الحجج وتبطل الادعاءات وتسقط الأقنعة التي لطالما تزين بها أمام الناس، يبدأ العرض وتظهر الشفقة على النفس، ويقع الوجل أي الأعمال قُبِل ؟ وأيها رُد ؟ وأي الآثام غُفر ؟ وأيها سينكشف عنه الستر ؟ هذا مشهد العرض وبدأ الحصاد " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ "  (18) الحاقة.

هذا مشهد لطالما ينتفع العبد بذكره، وينصلح حاله بتمثله، فتتساوى عنده المدائح والمذام أمامه، إنه اللقاء فإما البشرى والسرور أو الكرب والكدور، وقتها يكثر الابتهال والتضرع، ويقع من أشرف الخلائق عليهم السلام الانكسار وإظهار الفقر قبل أن  يعرضوا ، اذكر هذا اليوم وما فيه ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس إلى أصحابه ويرفع الطعام إلى فيه فيذكر اللقاء وما يحل فيه كما في حديث الشفاعة الطويل الذى يأت الناس فيه لأنبياء الله حتى يشفعوا في بدأ الحساب من شدة ما وقع بهم ، مساكين لا يحتملون مقدم البلاء فكيف يطيقون ديمومته؟!!.

 قال أبو هريرة رضى الله عنه: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة فقال « أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض ألا ترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم .."متفق عليه

لكن عظيم الحسرة أنه لا يزيل هذا الكرب إلا ما قدمت يداه في دنياه ، فيحمل ذِكر المشهد العبدَ على العمل والاغتنام قبل نزول الكرب ، وشهود الأهوال، فبادر قبل الفوات، قبل أن تنازعك السكرات، وتقول رب ارجعون فيقال لك :هيهات هيهات.

فإن ذكرت هاهنا اللقاء فليكن ذكرك إياه بإصلاح العمل، وكثرة خبء الصالحات كما قال الزبير رضى الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل" رواه الضياء وصححه الألباني.

والله أسأل أن يستعملنا في مراضيه والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com