الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

غاية الإحسان في علوم القرآن

أسماء القرآن وعدد سوره وكلماته، وأطول سورة وأقصرها، وأطول آية وأقصرها، وأطول كلمة وأقصرها

غاية الإحسان في علوم القرآن
أحمد فريد
الثلاثاء ١١ أغسطس ٢٠١٥ - ١١:٠١ ص
1190

غاية الإحسان في علوم القرآن

أسماء القرآن وعدد سوره وكلماته

كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قال العلامة طاهر الجزائري -رحمه الله- ما ملخصه: اعلم أن الله تعالى قد سمَّى ما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسماء، وهي: «القرآن»، و«الفرقان» و«الكتاب» و«الذكر».

قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ (يوسف: 3)، وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ (الفرقان: 1)، وقال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ (الكهف: 1)، وقال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 15).

ولكل اسم مِن أسمائه الأربعة في كلام العرب معنى ووجه غير معنى الآخر ووجهه.

ومِن أسماء القرآن: «التنزيل» قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الشعراء: 192).

وقد كثر تداول العلماء لهذا الاسم فتراهم يقولون: ورد في التنزيل كذا وكذا.

وقد ذكر بعض العلماء للقرآن أسماء كثيرة غير أن جلها لا يظهر وجه لجعلها مِن قبيل الأسماء، وكأنهم ظنوا أن كل ما وصف الله تعالى به القرآن أو أطلقه عليه على أي وجه كان يصح جعله اسمًا من أسمائه.

        ومن ثم قالوا: إن الله تعالى سمى القرآن:

       كريمًا: فقال: ﴿إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ (الواقعة: 78).

       ومباركًا: فقال: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ﴾ (ص: 29).

       وحكيمًا: فقال: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ (يونس: 1).

       ومبينًا: فقال: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ (يوسف: 1).

       وعربيًّا: فقال: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ (يوسف: 2).

       وعجبًا: فقال: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ﴾ (الجن: 1-2).

       ومجيدًا: فقال: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ﴾ (البروج: 21).

       وعزيزًا: فقال: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾ (فصلت: 41).

       وعظيمًا: فقال: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ (الحجر: 87).

       وسمى القرآن الصراط المستقيم: فقال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (الفاتحة: 6).

       ونورًا: فقال: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾ (النساء: 174).

       وموعظة: فقال: ﴿قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ﴾ (يونس: 57).

       وبرهانًا: فقال: ﴿قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِن رِبِّكُمْ﴾ ( النساء: 174).

       وبصائر: فقال: ﴿قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَبِّكُمْ﴾ ( الأنعام: 104).

       وبيانًا: فقال: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: 138).

       وروحًا: فقال: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ (الشورى: 52).

       ووحيًا: فقال: ﴿قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ﴾ (الأنبياء: 45).

       وهدى: فقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: 185).

       وكلام الله: فقال: ﴿حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾ (التوبة: 6).

       وأحسن الحديث ومتشابهًا ومثاني: فقال: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ﴾ (الزمر: 23).

وقد أنهى بعضهم أسماء القرآن إلى نَيِّف وخمسين ، وبعضهم إلى نيف وتسعين ، وقد أفرد ذلك بعضهم بالتصنيف.

وقال الزركشي: وقد صنف في ذلك الحرالي، وأنهى أسماءه إلى نيف وتسعين.

        فائدة:

قال الحافظ أبو طاهر السلفي: سمعت أبا الكرم النحوي ببغداد عندما سُئِل: كل كتاب له ترجمة، فما ترجمة كتاب الله؟ فقال: ﴿هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ﴾ (إبراهيم: 52).

عدد سور وآيات وحروف القرآن

وأطول سورة وأقصرها، وأطول آية وأقصرها، وأطول كلمة وأقصرها

قال الزركشي ما ملخصه:

        واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد مائة وأربع عشرة سورة كما هي في المصحف العثماني أولها الفاتحة وآخرها الناس.

وقال مجاهد: وثلاث عشرة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة لاشتباه الطرفين وعدم البسملة، وكان في مصحف ابن مسعود لم يكن فيها المعوذتان لشبهة الرقية، وجوابه، رجوعه إليهم، وفي مصحف أُبَيٍّ ست عشرة، وكان دعاء الاستفتاح والقنوت في آخره كالسورتين، ولا دليل فيه لموافقتهم وهو دعاء كتب بعد الختمة.

        وعدد آياته في قول علي رضى الله عنه: ستة آلاف ومائتان وثمان عشرة. وعطاء: ستة آلاف ومائة وسبع وسبعون. وحميد: ستة آلاف ومائتان واثنتا عشرة. وراشد: ستة آلاف ومائة وأربع.

-        واعلم أن سبب اختلاف العلماء في عد الآي والكلم والحروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلها، وصل للتمام فيحسب السامع أنها ليست فاصلة.

وأيضًا البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة، فمَن قرأ بحرف نزلت فيه عدها، ومَن قرأ بغير ذلك لم يعدها.

وسبب الاختلاف في الكلمة أن الكلمة لها حقيقة، ومجاز، ورسم، واعتبار كل منهما جائز وكل مِن العلماء اعتبر أحد الجوائز.

        وأطول سورة في القرآن: هي البقرة، وأقصرها الكوثر.

        وأطول آية فيه: «الدَّيْن» مائة وثمان وعشرون كلمة وخمسمائة وأربعون حرفًا.

        وأقصر آية فيه: ﴿وَالضُّحَى﴾، ثم ﴿وَالْفَجْرِ﴾ كل كلمة خمسة أحرف تقديرًا، ثم لفظًا ستة رسمًا، لا ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾؛ لأنها سبعة أحرف لفظًا ورسمًا، وثمانية تقديرًا.

        وأطول كلمة فيه لفظة وكتابة بلا زيادة ﴿فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ﴾ (الحجر: 22) أحد عشر حرفًا.

        وأقصرها نحو باء الجر حرف واحد لا أنها حرفان خلافًا للداني.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة