الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

قراءة مغايرة فى تقرير " عمارة المنايفة " المذاع على قناة الجزيرة

هذه الحقائق قيمتها ليست محصورة فى مجرد كشفها لعدد من المعلومات التى ربما كانت تُقال قبل ذلك من باب التخمين والاجتهاد ، ولكن

قراءة مغايرة فى تقرير " عمارة المنايفة " المذاع على قناة الجزيرة
أحمد الشحات
الجمعة ٢١ أغسطس ٢٠١٥ - ١٣:٢٣ م
4957

قراءة مغايرة فى تقرير " عمارة المنايفة " المذاع على قناة الجزيرة

كتبه / أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

فعلى مدار الأسبوع الماضي ، وقبيل الذكرى الثانية لفض اعتصام رابعة ، انفجرت مجموعة من الحقائق التى كانت محل ظن وتوهم خلال الفترة الماضية ، هذه المعلومات الجديدة توضح طبيعة الصدام بين الإخوان والدولة فى فترة ما قبل 30/6 وما بعدها ، ثم توضح بشكل قاطع الفلسفة التى بنى عليها قادة الإخوان اختياراتهم فى هذه المرحلة.

هذه الحقائق قيمتها ليست محصورة فى مجرد كشفها لعدد من المعلومات التى ربما كانت تُقال قبل ذلك من باب التخمين والاجتهاد ، ولكن لأن قائل هذه الحقائق - فى الأساس - هم قادة الأحداث فى رابعة وغيرها ، فقد بدأ ا.حمزة زوبع أولى هذه الانفجارات عندما أعلن أن الاعتصام لم يكن بمقدوره إرجاع الدكتور مرسى ، وإنما كان الغرض منه الضغط على الجيش لإجباره على الخروج من المشهد ويتركهم ليبدأوا حركة مناورة لتحسين شروط التفاوض مع غرمائهم السياسيين فقال :-

" هل كان بمقدور الاعتصام فى رابعة أن يرد الرئيس الى سلطته ؟ لا ، طب ليه كنتو بتقولوا الرئيس جاى بكرة الرئيس جاى بعده ، لأنه كان هناك نوع من الضغط الكبير لكى نعيد المشهد الى منطقة التفاوض السياسى ، يعنى كان الهدف أن الجيش يطلع من المسألة وتعالوا يا سياسين انتو عملتو 30/6 ، على عنينا بس ميباقش فى 3/7 اللى هو ايه تعطيل العمل بالدستور ، ازاحة الرئيس ، الكلام الفارغ اللى حصل ده ".

ثم أتت الصدمة الثانية على لسان زوبع أيضاً ، بأنه قد وصلت إليه معلومات مؤكدة عن نية القوات المسلحة لفض الاعتصام ، وذكر أنه رأى المعدات العسكرية وهى تتجهز لذلك ، ونسى فى غمرة حماسته أن يخبرنا لماذا لم يتم إطلاع المعتصمين على هذه المعلومات الخطيرة ، إذ أن رغبته فى تأكيد الصفة الدموية لدى هذه القوات غلبته على ذلك ، فقال :-

" أنا شفت هذه الجرافات كانت فى موقع العمل اللى هو جنب استاد ثلاثين يونيه ، واللى قالى عليها ضابط بالقوات المسلحة ، قابلنى قالى اسمع الناس ديه جايبين جرافات زى بتاع اسرائيل اللى بتهد بيها البيوت فى الضفة الغربية وغزة والخليل والقدس الشرقية ، ياريت وانتا مروح تعدى عليها وعديت وشفت ديه موجودة فى مكان بتاع القوات المسلحة يعنى الجيش كان جاى يقتل ، كان جاى يزيل ناس قاعدين فى امان الله ".

وثالث هذه الفضائح ما ذكره عاصم عبدالماجد عن فلسفة إعتصام رابعة ، والهدف الرئيسى من وراء هذا التجمع فقال :-

" ونحن معتصمون فى رابعة وقتها كان لابد من عمل سريع وكان هناك تسريبات ومعلومات تقول إن الشعب لو أبدى تمسكا بالدكتور "مرسى" لن تبقى جبهة الجيش موحدة وستتفكك ولكن بشرط أن يكون هناك زخم شعبى هادر مكتسح يزلزل، ووقتها ينقسم الجيش وكان هذا هو خيار تواجدنا أو هو خيار طوق النجاة الذى رأيناه فى هذا التوقيت.

لأن انقسام الجيش هو الحل السريع، أنت غير مستعد لمواجهة الجيش لأنه يقال لك إن الجيش مع الشرعية وتفاجأ بأن الجيش هو الذى يقود الانقلاب، فقيل لك أنه احتمال كبير أن تتفكك هذه الجبهة – أى الجيش- إذا نزل الشعب بقوة وهذه الورقة الأخيرة التى نتملكها ونحن نعلم أن القادم مع العسكر سيئ جدا مع مصر سواء قاومناه أو لم نقاومه لأننا نعلم أن الذى ينقلب على رئيس منتمى للتيار الإسلامى جاء ليهدر الدين الإسلامى وهذه مسألة واضحة.

كان لدينا ورقة أخيرة وطوق نجاة الشعب يرفض عزل الدكتور مرسى ونحن كنا نراهن على هذه الورقة وراهنا عليها، وبدأت أصعد على منصة رابعة العدوية وأقول للناس انزلوا للاعتصام علشان الدين ، وعند حد معين اكتشفت أن توقعات تخلخل جبهة الجيش المصرى لن تتحقق وأن نزول المصريين للشارع وإن كان كبيرا لن تجبر الجيش، امتنعت عن الكلام وامنتعت عن الصعود على منصة رابعة لأنه فى هذا التوقيت رأيت أن المسالة ستطول وستمضى فى مسارات لا نحبها ولا نريدها لبلادنا ولا نتوقعها وهنا سكتت عن مطالبة الناس بالنزول أو التظاهر أو الاحتشاد أو أى شىء ورأيت أن الأمر يحتاج شيئا آخر غير الاعتصام أو التظاهر ".

ثم كان الختام لهذه الصدمات المتتالية ، التقرير المصور الذى بثته قناة الجزيرة عن أحداث يوم الفض ، تحت عنوان " عمارة المنايفة " وهى عمارة تحت الإنشاء تطل على ميدان رابعة ، وقد سيطرت عليها مجموعات تأمين الميدان بعد عدة أيام من الاعتصام ، لكى يحتفظوا فيها بأمتعتهم وأدواتهم وتكون أيضاً مأوى لهذه المجموعات ، وبعد الإطلاع على هذا الفيديو ، نود أن نتخذ منه وثيقة تاريخية ، نحمد الله على أنها تمت صناعتها بأيديهم ، وبإعترافاتهم كما يقول التقرير فى مقدمته ، ومن خلال فحص التقرير ومتابعتة يمكن الخروج بعدد من النتائج كما يلى.

1 – قتل وجرح المئات من المعتصمين :-

اعترف التقرير بأن القتلى والمصابين فى حادثة الفض بلغ المئات ، وفى هذا الاعتراف تكذيب لكل الشائعات والأقاويل التى كانت تدعى أن القتلى بالآلاف ، وأنها مجزرة بشرية لم يسبق لها مثيل على مدار التاريخ ، وبهذا الاعتراف الموجود فى الفيديو تتوافق أقوال وزارة الصحة مع لجنة تقصى الحقائق مع تقرير الجزيرة ، فقد ذكر تقرير تقصي حقائق «قومي حقوق الإنسان» بشأن فض «رابعة» ما يلى :- " خلفت عملية الفض ﻭما شابها من ﺍشتباكاﺕ مسلحة بين قوات ﺍلأمن عدﺩ 632 قتيلاً بينهم 624 مدنيًّا ﻭ8 من ﺭجال ﺍلشرطة٬ تم تشرﯾح 377 جثة فقط ﻭﺍلباقى صدرﺭت لهم تصاﺭﯾح ﺩفن بمعرفة مفتش ﺍلصحة التابع للصحة ﺍلمصرية بناء على ﻁلب ذﻭى ﺍلضحاﻳا ﻭتصرﯾح النيابة ﺍلعامة. ويعتقد أن معظم الضحاﻳا ﺍلمدنيين من ﺍلمعتصمين ﺍلذﻳن لم ﯾتمكنوﺍ من ﺍلخروﺝ من دائرﺓ ﺍلاشتباك ﺍلمسلح".

والقيمة العملية من معرفة العدد الحقيقى للقتلى تتمثل فى عدم الدخول فى مزايدات رخيصة للمتاجرة بالقضية لكسب التعاطف والتأييد ، مع التأكيد أن قتل نفس واحدة بريئة يعد جريمة بنص القرآن ، قال تعالى " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " ، الأمر الثانى المترتب على معرفة عدد القتلى هو إعطاء تصور عن طريقة الفض ، وعن الهدف من وراء ذلك ، فهل كان القتل هو الهدف الرئيسى للقوات التى شاركت فى العملية ، إذن لوجدنا قتلى بالألآف فعلاً ، خصوصاً إذا صدقنا ما كان يُذاع وقتها أن إعتصام رابعة بالملايين ، ولكن الشاهد أن اعتصام كبير العدد مثل هذا ، لو كانت حصيلة فضه بالمئات خصوصاً مع وجود مقاومة للقوات ، بعض هذه المقاومة مسلحة كما سيأتى ، فإن النتيجة النهائية المستفادة من ذلك أن الغرض كان الفض وليس القتل – بغض النظر عن الموافقة على مبدأ الفض بالقوة من عدمه – ولو افترضنا جدلاً أن المعتصمين قد انصرفوا من الميدان مع بداية الفض لما حدث قتلى بالأساس.

2 – إغراق الميدان بالملوتوف :-

اعترف المتحدثون فى التقرير أنهم استخدموا كميات هائلة من الملوتوف ، وأن المدرعات عندما كانت تتقدم فإن عمارة المنايفة (11 دور) كان المتحصنون بها يمطروهم بعبوات الملوتوف فيجبرونهم على التراجع ، مع استخدام الأحجار والطوب والنبال ، وغير ذلك من الوسائل التى اعترف التقرير أنها ظلت تقاوم قوات الجيش والشرطة طوال النهار حتى الخامسة والنصف مساءاً ، ولم تسقط العمارة فى أيدى القوات إلا بعد نفاذ كمية الملوتوف التى معهم.

3 – التدرج فى وسائل الفض :-

ذكر التقرير مشهد القوات فى بداية الفض ، وأنها استخدمت التحذير عن طريق مكبرات الصوت وظلت تنادى على المعتصمين لفترات طويلة وتطالبهم بالخروج الآمن تحت حماية القوات ، وإن كان المشهد عُرض مبتوراً للأسف ، فلم يوضح لنا مشاهد الخروج الآمن من الميدان لمعظم من كان متواجداً فيه خصوصاً من النساء والأطفال ، إلا أن التقرير قد اعترف أن بداية الفض كانت بإستخدام قنابل الغاز ورصاص بيضرب فى واجهة العمارات السكنية المحيطة بالميدان ، ثم كان الاعتراف الأكثر خطورة – وربما يكون لأول مرة – أن الفض مر بمرحلتين ، الأولى كان السلاح المستخدم هو قنابل الغاز والخرطوش ، وفى هذه المرحلة تم فض كل الميدان وبقيت المناوشات مع المتحصنين بالعمارة ، أما المرحلة الثانية من الفض فكانت بإستخدام الرصاص الحى والجرنوف ، وكان التعامل فى هذه المرحلة مع العمارة فقط ، ووفقاً للتقرير فإن التليفزيون لم يذيع خبر الانتهاء من عملية الفض إلا بعد استسلام المتواجدين بالعمارة.

4 – حرائق الميدان :-

اعترف التقرير أن الحرائق فى الميدان كانت بفعل القنابل التى تلقيها القوات وكانت بطبيعة الحال تشتعل فى الخيام والأمتعة ، وأيضاً من جراء قنابل الملوتوف التى كان يستعملها المعتصمون ، وقد أغفل التقرير أيضاً فيديوهات كثيرة لمعتصمين يحرقون فيها مساحة كبيرة من الأرض لتعيق تقدم القوات ، وهذه طريقة معروفة فى المظاهرات التى يكون فيها مواجهات مع الشرطة.

5 – كيفية حدوث القتل والإصابات :-

بشكل طبيعى فإن معظم القتلى والإصابات ستكون من خلال أسلحة القوات المشاركة فى الفض ، ولكن التقرير اعترف بأن الضرب كان متبادلاً ، وأن الرؤية لم تكن واضحة ، وأنهم من خلال العمارة كانوا يرمون بالمقذوفات بدون أن يتحققوا من موقع الإصابة ، فإذا استحضرنا تقرير وزارة الصحة التى ذكرت فيه كيفية الوفاة ، وأنهم وجدوا إصابات اتجاهها من أعلى إلى أسفل.

6 – الخطة البديلة : حصار الحصار :-

هذه النقطة من التقرير فى غاية الأهمية والخطورة ، حيث تتضمن أن هناك أعداد كبيرة جداً من الإخوان لم تكن متواجدة فى الميدان وقت الفض ، وأنهم أتوا فى مسيرات كبيرة من كل الاتجاهات لتنفيذ ما أسموه الخطة البديلة وهى حصار الحصار ، بمعنى أن تتواجد القوات بين المعتصمين بالداخل وبين المدد الآتى من الخارج فيسهل القضاء عليها ، وذكر التقرير بأنه كان هناك ضغط بالمسيرات على الميدان من كل حتة ، وأن الشرطة كانت مضغوطة جداً ، وأنها لو بمفردها من غير الجيش لما استطاعت الصمود ، ثم ذكر واقعة عين أيضاً مهمة للغاية ، وهى أن أحدى هذه المسيرات عندما اقتربت من الميدان أشار إليهم الضابط بيده أن لا تتقدموا وإلا استخدمنا السلاح ، فيعلق صاحب الحكاية على ذلك بقوله " واحنا طبعاً حنسمع كلامه ليه؟ "ومع بداية التدافع بدأ الضرب ولكن مع ابتعاد المظاهرات الجيش بطل يضرب.

7 – تجهيزات الدفاع مستمرة وقت الهدنة :-

يحكى التقرير عن فترة توقف الضرب أثناء النهار ، وأنهم شاهدوا الجنود فى فترة راحة وغذاء ، ولكن الخطير فى هذا الأمر نقطتان ، الأولى أن المتحصنين بالعمارة استغلوا هذه الفترة فى مزيد من التحصين والإعداد وخصوصاً تحصين الدور الأرضى ومدخل العمارة ، النقطة الثانية ما شعروا به أنهم بذلك قد انتصروا ، وأنهم أجبروا القوات على التراجع ، إذ لو كان لديهم قدرة على الاستمرار لإستمروا ، للأسف الشديد فإن هذا الشعور لو وصل إلى الطرف الآخر سيجعله بشكل لا إرادى يستخدم أعنف وسائل المواجهة حتى لا يتسلل هذا الشعور لخصمه فيطمعه فيه.

8 – أحداث اقتحام العمارة قبيل المغرب :-

مع نفاذ سلاح المتحصنين[1] (الملوتوف فقط وفقاً للتقرير) أصبح سقوط العمارة بمن فيها محتماً خصوصاً بعد نجاح الشرطة فى التسلل إلى أحد العمارات القريبة من عمارة المنايفة وأصبح الوصول إلى من بالداخل ميسوراً ، وقد أفصح التقرير عن عدد من الحقائق فى طريقة الاقتحام وتسلم العمارة ، منها أنه كان لديه طريقتان فى التعامل مع من بداخل العمارة ، لم يذكر التقرير بأى شيء كانت قوات الأمن تفرق بينهما ، الأول وهو الضرب فى الكتف والرجل (إحداث إصابة تشل الحركة لكنها لا تميت)، والثانية أنه طلب من الناس النزول فى أمان ونقل على لسان الضابط " اتفضلوا انزلوا ولن يتعرض لكم أحد ، لكن عندنا أوامر أن اللى حينط – يعنى يحاول الهرب - حينضرب بالنار" ، ثم ذكر اصرار البعض على النزول من أعلى السقالات الخلفية والسقوط من الدور العاشر على الأرض.

ثم اعترف التقرير بما يلى ، الافراج عن النساء ، الافراج عن المعتقلين من العمارة الذين لم يجد لهم أماكن فى سيارة الترحيلات ، السماح بنقل الجثث خارج محيط الأحداث ، نقل المصابين عن طريق عربيات الاسعاف التابعة لوزارة الصحة ، عودة عربية الاسعاف مرة أخرى بشكل خاص لنقل آخر مصاب على الأرض ، وكان هذا المصاب هو من قام بحكاية القصة.

9 - ما لم يذكره التقرير :-

أغفل التقرير أموراً كثيرة فى غاية الأهمية ، ولها تأثير كبير فى تقييم الموقف عند من يريد أن يحلل الأحداث من جميع جوانبها ، ويخلص من ذلك بنتيجة منصفة ، وهذه الأمور ما يلى :-

1. خطابات المنصة التهيجية :-

هذا الخطاب التثويرى التعبوى الذى كان المراد منه الشحن الدائم للمعتصمين وتحفيزهم للمواجهة ، وتهيئة الأجواء أن هذا جهاد فى سبيل الله ، ومن يراجع طبيعة الخطابات وقتها التى كانت تصدر من المنصة من خلال قادة الإخوان وحلفاءهم يعرف أثر هذا الخطاب على نفوس الناس.

2. أحداث نادى الحرس الجمورى :-

لم يذكر التقرير شيء عن هذه الحادثة المؤسفة إلا فى خلال معرض كلامه عنه كإحدى الأزمات التى تعرض لها معتصمو رابعة ، إلا أن القيادى الإخوانى هيثم أبوخليل قام على قناة الشرق وكشف أسراراً ذكر أنها تُذاع لأول مرة فقال :-

" حنقول حاجة جديدة وسر يكشف لاول مرة بعد عامين من هذه المذبحة الغرض من كشف هذا السر ليس ان احنا نحمل طرف الذنب او المسئوليه ولكن ده تاريخ وديه امانة ممكن النهاردة نقول جزء ونتحفظ على الجزء الباقى ممكن نقوله السنة الجاية.

الرئيس محمد مرسى بعد الانقلاب من تلاته يوليو وبعدما تم التحفظ عليه ونقله من قصر الرئاسة ثم ايداعه فى نادى ضباط الحرس الجمهورى الرئيس محمد مرسى بطريقة ما نتحفظ ان احنا نقول تمت ازاى استطاع ان يتكلم بالتليفون للدكتور سعد الكتاتنى رئيس البرلمان السابق ورئيس حزب الحرية والعدالة مكالمة استمرت عشرين دقيقة الكلام ده عقب نقله يوم تلاتة يوليو، المكالمة تحديدا ممكن تكون يوم تلاته يوليو او اربعة الميعاد بالظبط مش معايا.

المكالمة فحواها بيدور ان هوا موجود فى داخل الحرس الجمهورى ولازم انتم تيجو تطلعونى ، والعدد اللى بره – عدد المتظاهرين - يكفى انه يخش ويخلص القصة مكنش فى استعدادات كافية ممكن تمنع ان الناس المتظاهرين او المعتصمين الموجودين بارقام توصل او تعدى المائة الف كان ممكن يخلصو القصة ديه لان كان فى كلام ساعتها ان اللى بيحرسوا نادى ضباط الحرس الجمهورى كان كلام فاضى ميتجاوزوش المائة واحد يعنى مسلحين يعنى الكلام كان مع الطوفان البشرى ممكن الموضوع ده يخلص ما الذى جرى بعد هذه المكالمة؟

الدكتور سعد الكتاتنى وعده انهم حيبحثوا الامر ويشوفوا أن هما يدخلوا يستخلصوا رئيس الجمهورية ويقضوا على الانقلاب للاسف الدكتور سعد الكتاتنى استشار مجموعة من الناس مش عارف بقى من الحزب ولا منين والموضوع خد بطئ فى اتخاذ القرار جه الجمعة خمسه يوليو صباحا يعنى بدءوا يحشدوا اكتر ده الاجراء اللى اخدوه بدءوا يحشدو اكتر بس كان الدقيقة والساعة تفرق فى هذه الايام وبالفعل هما حسوا ان فى حاجة غير طبيعية وحتى تم قتل صباح يوم خمسه يوليو تم قتل اربع فى مسيرة بتمر ناحية ضباط الحرس الجمهورى.

وبالفعل حسوا المخابرات أو العسكر فتم نقل الرئيس محمد مرسى يوم خمسة يوليو بالطائرة وراح بعد كده زى ما هو قال فى المحكمة الى السويس قعد شويه وطلع على مطار فايق ثم على القاعدة البحرية فى ابو قير الشاهد فى الامر ان ديه كانت فرصة من الفرص اللى حنكتشف بعد كده ان لم تكن الوحيدة لازاحة الانقلاب مبكرا كان ممكن ان الجموع الهائلة الموجودة خارج النادى واحتشدت بره كان ممكن تخلص القصة ديه".

إذا وضعت هذا الاعتراف ضمن تسلسل الأحداث وقتها ، وما أعلنه صفوت حجازى فوق منصة رابعة يوم الخميس 25/7/2013 " صامدون ثابتون متفائلون، إن شاء الله رب العالمين الجمعة هي الفرقان بين الحق والباطل.. والسبت هيحصل حاجة ويوم "الأحد" الرئيس هيكون معانا إن شاء الله لازم نتفائل ونطمئن" ، عندها ستتضح كثير من الأمور الغامضة.

وقريباً من هذا الموقف ، ما سمى بأحداث النصب التذكارى (17 رمضان) ، حيث قام صفوت حجازي أيضاً بقيادة مسيرة من «رابعة» إلى شارع النصر ثم ترك المسيرة وعاد إلى الاعتصام مرة أخرى.

3. مساعى ما قبل الفض :-

وهى كثيرة جداً ، وجاءت من أطراف وطنية متعددة ، كانت تسعى لوقف نزيف الدم قبل ما يبدأ ، ولكن كان إصرار قادة الإخوان على المواجهة حائلاً أمام نجاح هذه المساعى ، حيث ذكر الإخوان أنهم على استعداد لتقديم 100 ألف شهيد ، وأنهم سيحمون الشرعية بدماءهم ، وقد أدلى الشيخ محمد حسان بشهادته عن هذه الوساطة فلتراجع.

4. معرفة القيادات بموعد الفض :-

تواترت الأنباء عن معرفة القيادات لموعد الفض ولكنهم كتموا هذا الأمر عن عموم المعتصمين ، بل رتبوا لمرحلة ما بعد الفض ، والعجيب أن شبكة رصد الإخوانية قامت بنشر تقرير على صفحتها يكشف هذا الأمر كما يلى :-

" كشف "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" مجموعة من المعلومات التي لم تكشف من قبل عن فض اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة في 14 أغسطس، كان أبرزها أن معلومة ساعة فض الاعتصام وصلت إلى قيادات التحالف قبل 6 ساعات من بدء الفض.

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه لوكالة الاناضول أنه "خلال تواجد قيادات التحالف في قاعة رقم 3 الملحقة بمسجد رابعة العدوية، والتي تم تخصيصها خلال الاعتصام لقيادات التحالف كما كان يتجمع فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وصلتنا معلومة منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء بالتوقيت المحلي بأن قوات الأمن ستقوم بفض الاعتصام صباح الأربعاء 14 أغسطس دون ذكر الساعة.

يشار إلى أن عملية فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة بدأت في السادسة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي .

وأضاف المصدر أنه "عقب وصول المعلومة، قمنا بإخلاء جزئي للقاعة رقم 3 وكذلك القاعة رقم 2 التي تم تخصيصها للمركز الإعلامي، وذلك حتى تتسع القاعتين للشهداء والمصابين الذين سيسقطون خلال فض الاعتصام كما توقعنا"، بالإضافة إلى المستشفى الميداني.

واستدرك المصدر: "قمنا أيضا عقب علمنا بموعد فض الاعتصام بإصدار تعليمات للمسئولين عن تأمين الميدان بتشديد عمليات التأمين على المداخل والمخارج وكذلك على المنصة التي يلقي المتحدثون كلماتهم من فوقفها نظرا لأن عدد من القيادات قرروا اعتلائها عقب علمهم بالفض، بالإضافة إلى تشديد تأمين سيارة البث التليفزيوني ، سيارة خاصة بالتليفزيون المصري كانت تستخدم في بث فعاليات الاعتصام لعدد من الفضائيات الخاصة حيث كان يؤمنها عدد من الاشخاص يرتدي كل واحد منهم خوذة حديدة ويمسك في يده عصا".

وقبل آذان الفجر بوقت قصير أي عند الساعة 2.30 من صباح الاربعاء بالتوقيت المحلي - بحسب المصدر- "قام محامون بإلقاء محاضرة على عدد من الأطباء والمساعدين لهم في المستشفى الميداني في كيفية توثيق أسماء الشهداء والمصابين، وذلك دون التطرق إلى معلومة فض الاعتصام حتى لا تتسرب وتتم إثارة البلبلة بين المعتصمين".

ولفت المصدر إلى أنه رغم علم معظم قيادات التحالف بموعد فض الاعتصام إلا أنهم "كان لديهم إصرار علي البقاء طوال الليل في الميدان ومن بينهم صلاح سلطان ومحمد البلتاجي ومحمد جمال حشمت وعبد الرحمن البر وصفوت حجازي، وإن كانت بعض القيادات غادرت ساحة الاعتصام مع الساعة الخامسة بالتنسيق مع آخرين"، بحسب المصدر الذي لم يحدد أسماء من غادر.

وأوضح أن "مغادرة بعض قيادات التحالف لمكان الاعتصام كان بقرار من القيادة؛ حرصا علي عدم الإخلال بالعمل التنظيمي والميداني للتحالف.

وأضاف أنه "تم الاتفاق على أن تبقي قيادات ميدانية في مقدمتها صلاح سلطان، الذي اصيب نجله بطلقات خرطوش في ظهره قبل اعتقاله مؤخرا، ومحمد البلتاجي الذي استشهدت نجلته (أسماء)، وعبد الرحمن البر، وصفوت حجازي، وياسر صديق، وإمام يوسف، الذي أصيب بخرطوش، ومجدي سالم، وكثيرون غيرهم".

وشدد المصدر على أنه "لا يمكن القبول بالتقليل من جهد قيادات وكوادر التحالف في التواصل اعلاميا وسياسيا، وخاصة الذين غادروا ميدان رابعة إلى أماكن أخرى للعمل منها، حتي وإن لم تسمح الظروف الامنية الراهنة بكشف جهودهم للملأ ".

وكشف عن أن "هناك قيادات أدارت المشهد من خارج اعتصام رابعة العدوية، بجانب قيادات داخل الميدان تعرض للاعتقال".

من جانبه، قال محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة (الإسلامي) وأحد قيادات التحالف:" جاءتني معلومة فض الاعتصام عبر مصادر خاصة قبل موعد الفض بثلاثة ساعات واتجهت للدكتور محمد البلتاجي لكي اخبره بها فوجدته علي علم بذلك وحثني على التمسك بالسلمية والثبات".

وأضاف فتحي أننا في الاجتماعات الأخيرة للتحالف التي سبقت فض الاعتصام بيومين وضعنا تصورات لمواجهة الفض سلميا وقال :"كنا نحسب أن سيناريو الفض سيكون إما بالتفريق بالمياه، أو بغاز الأعصاب، أو باستخدام الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع واستخدام رصاص حي في أضيق الحدود، ولذا كان أقصي ما تراه أثناء الفض من قبل المعتصمين هو الحجارة والاحتماء بالخوذ، واستعمال الكمامات لمواجهة الغاز، .. وصمدنا فوق ما يتخيل العالم بهذه السلمية رغم شهداءنا ومصابينا".

ونفي فتحي وجود أي وساطات تمت بين الجيش المصري والتحالف حول امكانية فض الاعتصام طواعية خلال الأيام الأخيرة التي سبقت الفض، مؤكدا أن التحالف لم يتلق أي وساطة وكان حريصا علي أن يستقبل أي أحد لزيارة الاعتصام ليتأكد من سلميته.

وفي السياق ذاته، قال مصدر بجماعة الاخوان المسلمين، إن مرشد الجماعة محمد بديع، عقد اجتماع مغلق مع قيادات مجلس شوري الإخوان(هيئة عليا بالجماعة) ومكتب إرشاد الجماعة (أعلى هيئة بالإخوان) بقاعة قيادات التحالف عصر الثلاثاء أي قبل الفض بيوم واحد، مشيرا إلي انه لم يتعرف علي طبيعة اللقاء وما دار فيه.

وأوضح المصدر الذي تحفظ علي نشر اسمه، أن "معلومة الفض كانت مركزية لم تصل لعموم المعتصمين حتي أنهم دخلوا صباحا الي خيمهم قبل أن تدعوهم ثلاثة قيادات علي التوالي هي صلاح سلطان وعبد الرحمن البر وصفوت حجازي الي الاستيقاظ والتجمع في الميدان".

5. الممرات الأمنة :-

من الامور التى أغفلها التقرير ، وتواترت على نقلها الكاميرات المختلفة ، فضلاً عن شهود العيان الذين خرجوا من الميدان فى يوم الفض ، أن القوات المشاركة فى الفض قامت بحصار الميدان من جميع جوانبه ، مع ترك ممرات مؤمنة يخرج منها المعتصمون ، وقد ناشدتهم عبر مكبرات الصوت للخروج الآمن منها ، وبالفعل خرج أغلبية من كان بالميدان ، ولم يبقى إلا من أصر على البقاء من أجل المقاومة.

6. السلاح الذى كان مع المعتصمين :-

اكتفى التقرير بأن سلاح المعتصمين الوحيد كان هو قنابل الملوتوف ، ورغم أنها أداة حارقة وربما تكون مميتة أيضاً مثل السلاح الحى ، ولكن سجلت الكاميرات وجود عناصر معها سلاح من داخل الميدان تتحرك به وتستخدمه فى المواجهة ، لا يوجد أحد يدعى أن الاعتصام كله كان مسلحاً ، ولكن ذكر كثير من شهود العيان وجود أفراد مسلحين داخل الميدان ، ومجرد ظهور آثار للسلاح من جانب المعتصمين كفيل بإشعال تبادل إطلاق النيران بين الطرفين.

7. الفرق بين النهضة ورابعة :-

لم يتكلم التقرير عن اعتصام النهضة رغم أنه كان قريناً لإعتصام رابعة ، واعتصام النهضة تم فضه فى الدقائق الأولى من الصباح دون حدوث مواجهات تُذكر ، ومر الأمر فى الميدان بسلام ، وبقيت مجموعة متحصنة بمبنى كلية الهندسة بجامعة القاهرة ، وهى تناظر عمارة المنايفة فى رابعة ، إلا أن المعتصمين داخل مبنى هندسة طلبوا وساطة رئيس الجامعة الأسبق ، الذى تواصل مع الداخلية وتم خروج من بداخل المبنى فى آخر النهار ، وقد أدلى بشهادتة على ذلك أمام لجنة تقصى الحقائق.

خلاصة التقييم :-

وفى نهاية هذه الجولة نود أن نستشهد بتقرير المجلس القومى لحقوق الانسان حيث أثبت بعض التجاوزات التى حدثت من الشرطة أثناء عملية الفض ، فجاء فى التقرير ما يلى :- " أن قواﺕ الأمن ﺍلمكلفة بتنفيذ عملية إخلاء ﺍلميدان٬ قد ﺍلتزمت بتوجيه ندﺍء للمعتصمين عبر مكبراﺕ صوﺕ (تأكدﺕ ﺍللجنة من ﺃنه سمع بوضوح دﺍخل عمق الاعتصام ) تطالبهم بإخلاء الميدان وﻭجوﺩ ممر ﺁمن لهم، ﺇلا ﺃنها قد ساﺭعت فى بدء تنفيذ ﺍلاقتحاﻡ بعد 25 دقيقة فقط من الندﺍء، وھو ﻭقت غير كافٍ لخروﺝ آلاف المعتصمين فى الساعاﺕ ﺍلأﻭلى من اليوم٬ ﻭلا ﻳقدﺡ فى ﺫلك تعرض قواﺕ الأمن لاستفزاﺯ من قبل ﺍلمعتصمين، ﻭلا ﺭغبتها فى إنهاء ﺍلعملية فى أسرﻉ ﻭقت قبل انضماﻡ آخرﻳن للاعتصاﻡ؛ لأنها ﺃموﺭ متوقع حدوثها ﻭكان ﯾجب مراعاتها فى ﺍلخطة وﺍلتعامل معها٬ وھو ما ﻳمثل إخلالاً جسيمًا بتنفيذ خطة ﺍلفض؛ مما تسبب فى حالة فزﻉ وﺍرتباﻙ ﺃعاقت خروج المعتصمين ".

ومع أن التقارير المنصفة – الحكومية منها وغير الحكومى – متفقة فى كثير من الأمور ، إلا أن المقصود من المقال ليس استقصاء كل الحقائق في هذه الحادثة بقدر ما هو القاء الضوء على أن رواية قناة الجزيرة التي كانت الداعم الاصلى للإخوان قبل قنوات تركيا ، أثبتت فى تقريرها حقائق تخالف مبالغات فجة روجها الاخوان عن أن الجيش والشرطة قد قتلوا متظاهريين سلميين في رابعة مع سبق الإصرار والترصد ، في حين أن التقرير يتحدث عن أن القتل نشأ بين الشرطة وبين من قاومها وهو ما يجعل التوصيف يختلف اختلافا تاما.

فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل ، واجعلنا اللم للمتقين إماما.آمين.

________________________________________

[1] الأحداث تكرر نفسها ونتذكر فى هذا المقام أحداث مبنى مكتب الارشاد فى المقطم – أحداث مبنى كلية الهندسة عند فض ميدان النهضة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة