الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

تزودوا بخير الزاد

كيف يكون متقيًّا مَن لا يدري ما هو المعروف فيفعله، وما هو المنكر فيبتعد عنه؟

تزودوا بخير الزاد
علي حاتم
الأحد ٠٦ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٤:٣٥ م
1285

تزودوا بخير الزاد

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تتوالى مواسم الطاعات موسمًا بعد موسم، وهذا مِن فضل الله ومَنِّه وكرمه على أمة النبي صلى الله عليه وسلم على السعداء منهم، فقد خرجنا مِن رمضان إلى شهر شوال الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه: «مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا مِن شوال فكأنما صام الدهر كله»، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سنَّ صيام الإثنين والخميس مِن كل أسبوع، وصيام ثلاثة أيام مِن كل شهر، وكذلك الصلوات الخمس والنوافل وأذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الأرحام وغير ذلك، ثم نحن على وشك أن نستقبل شهر ذي الحجة، وفيه ما فيه مِن الخير والفضل المتعلق بالعشر الأوائل منه وما بعدها، والله عز وجل قد حثَّنا على أن نتزوَّد بخير زاد، ألا وهو التقوى، فقال عز وجل: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾، معناها: أن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية، وذلك بفعل ما أمر الله وبه ورسوله صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عما نهى الله عنه ورسوله؛ مبتغيًا بذل وجه الله عز وجل، ملتزمًا بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أحسن ما عرف به طلق بن حبيب التقوى؛ حيث قال: «إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى. قالوا: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور مِن الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور مِن الله تخاف عقاب الله»، فقد جمع هذا التعريف بين شرطي الإخلاص والاتباع، وهما شرطا قبول العمل.

فكثير مِن الناس اليوم ربما يتوفر بحقهم شرط الإخلاص، ولكن يفتقدون شرط اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فيعملون بجهل ويظنون أنهم مِن المتقين، لا يستطيعون التفرقة بين ما هو صالح مأمور به وبين ما طالح منهي عنه؛ ولذلك فالكثير منهم يظنون المنكر معروفًا والمعروف منكرًا؛ الواحد منهم يخرج مِن المسجد بعد أداء الصلاة وفي يده قنبلة يفجرها في المسلمين، يظن المسلمَ كافرًا، والقاتلَ الظالمَ الباغيَ مجاهدًا، فكيف يكون متقيًّا مَن لا يدري ما هو المعروف فيفعله، وما هو المنكر فيبتعد عنه؟

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا جميعًا التقوى التي هي خير زاد في طريقنا إلى رب العباد .. والله عز وجل المستعان.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة