الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الأساس والمرجعية الدينية

فالأساس الديني هو التمييز بين المواطنين في عضوية الحزب على أساس الدين، وأما المرجعية الدينية فهي...

الأساس والمرجعية الدينية
طلعت مرزوق
الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٧:٤٥ م
1682

الأساس والمرجعية الدينية

كتبه/ طلعت مرزوق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فرّق الدستور ولجنة شئون الأحزاب والمحكمة الإدارية العليا، بين مفهومي الأساس الديني والمرجعية الدينية.

فالأساس الديني هو التمييز بين المواطنين في عضوية الحزب على أساس الدين، وأما المرجعية الدينية فهي الفلسفة أو الفكر السياسي للحزب.
فليس مِن المنطق قبول أحزاب ذات مرجعية ليبرالية أو اشتراكية أو ناصرية ... إلخ ، ورفض أحزاب ذات مرجعية إسلامية في بلد تنص المادة الثانية من دستوره على أن: "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع".
لم يتم منع الأساس والمرجعية معًا سوى آخر أربع سنوات من حكم الرئيس الأسبق مبارك من 2007 حتى 2011 للحيلولة دون قيام أحزاب ذات مرجعية إسلامية.

- قامت ثورة 25 يناير 2011 فأسقطت دستور 1971 وتعديلاته، وبالتالي سقط الجمع بين منع الأساس والمرجعية معًا.

- تم تأكيد ما سبق في الإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 30 مارس 2011، والذي تم الاستفتاء عليه في 19 مارس 2011 ووافق عليه الشعب بنسبة تجاوزت 77 % واقتصر على منع الأساس الديني فقط.

- ثم صدر دستور 2012 وسار في نفس الاتجاه، وبعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وإعلان خريطة المستقبل في 3 يوليو 2013 ، أصدر الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور إعلانًا دستوريًّا في 8 يوليو 2013 سار في نفس الاتجاه.

- ثم صدر دستور 2014 المُعدِّل لدستور 2012 المُعطل، وسار في نفس الاتجاه، ووافق عليه الشعب بنسبة تجاوزت 98%.

- فمن يتحدث الآن عن منع المرجعية الدينية يخالف الإرادة الشعبية التي تمثلت في الثورة، والإعلانات الدستورية والدساتير والاستفتاءات، ويخالف لجنة شئون الأحزاب والمحكمة الإدارية العليا والإعلانات والمواثيق الحقوقية العالمية التي صدقت عليها مصر، ويحن إلى السنوات الأربع العجاف في عهد مبارك الذي قامت عليه الثورة.

- والبعض يتساءل: هل هناك أحزاب ذات مرجعية دينية في الدول الغربية؟! الحقيقة أن القانون هناك لا يحظر ذلك، كما أن طبيعة المسيحية تختلف عن الدين الإسلامي من حيث كونها عقيدة بلا شريعة شاملة "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله".
فالفصل بين الدين والسياسة عندهم يتفق مع طبيعة دينهم، أما الذين ينادون بذلك ممن ينتسبون للإسلام فيمكن تقسيمهم لفريقين:

- فريق يجهل طبيعة الإسلام كدين، وقد يكون حسن النية.

- وفريق معادٍ له -باطنًا لا ظاهرًا- يتستر بهذه الدعاوى الباطلة.

ورغم هذا نجد الأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا وأحزاب المحافظين تتبنى في برامجها وسياستها قضايا دينية مسيحية، ومنها على سبيل المثال:

- إلغاء عقوبة الإعدام.
- رفض الإجهاض.
- المحافظة على التقاليد والقيم المسيحية.

- رفض زواج المثلين.

- الخمور.
- رفض الهندسة الوراثية في الجينات البشرية.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً